أخبار الآن| دبي (متابعات)

أعلن دونالد ترامب الأحد مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي خلال عملية عسكرية أميركية في شمال غرب سوريا، ما يشكل إنجازا للرئيس الأميركي تلقاه حلفاؤه الأوروبيون بحذر.

كما تم الإعلان عن مقتل أبو محمد الحلبي الملقب بــ”أبو البراء” أحد أبرز قادة حراس الدين التابع لتنظيم القاعدة مع زوجته و أطفاله الخمسة في الغارة الأمريكية على محيط سرمدا قرية باريشا .

مقتل البغدادي لم يأتِ فجأة وانما اتى بعد سلسلة من المتابعات الاستخباراتية الامريكية بمشاركة عدة مخابرات منها عراقية.

بعض عمليات الاستخباراتية الدقيقة أدت إلى معرفة مكان البغدادي الذي تضاربت التصريحات حوله منذ فترة طويلة، وبينما رجحت عدة تقارير ان يكون خارج سوريا اكدت اخرى انه في منطقة بالعراق او بمناطق حدودية.

ولعل المفاجأة اليوم أن يكون مخبأ البغدادي في باريشا وهي القرية القريبة من الحدود التركية في محافظة إدلب الخاضعة بمعظمها لإدارة هيئة تحرير الشام والوحيدة التي لا تزال بمعظمها خارجة عن سيطرة النظام السوري.

والمفاجئ ايضا ان يحتمي البغدادي في قرية شهدت مقتل العديد من الدواعش، والغريب ايضا ان يختبئ البغدادي في مكان معروف انه يشكل مقرا لمقاتلي التنظيم. إذ بحسب المرصد السوري ومصادر محلية، فإن مقاتلي داعش الذين كانوا يعملون بشكل سري منذ أن خسر التنظيم آخر معاقله في شرق سوريا في آذار/ مارس، متواجدون أيضاً في منطقة إدلب.

اختيار البغدادي لادلب للاختباء فيها يطرح كذلك عدحة تساؤلات عن مدى كفاءة البغدادي في حماية نفسه ومن معه.

ولعل الذي عجل في الفترة الاخيرة من سقوطه واستهدافه مؤخرا هو بعض التسريبات التي وصلت الاستخبارات الامريكية حول مقره انطلاقا من المقربين للبغدادي اي الدائرة الضيقة للـ”زعيم” المتخفي. خاصة ممن تم اعتقالهم في عمليات متتالية لقوات التحالف.

الخبير في شؤون الجماعات المتشدة الدكتور هشام الهاشمي قال في تغريدات له على حسابه الخاص من موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال ” المفاجئة ان البغدادي قتل في بيت ابو محمد الحلبي احد اهم قادة حراس الدين، ودافع عن البغدادي حتى قتل هو وعائلته وابنائه.”

هذه النهاية للبغدادي، كانت رغم حرصه الشديد على ان يكون بعيدا عن الانظار خاصة أنظار الدواعش وحتى القادة منهم. ولعلنا نتذكر ان البغدادي  غاب عن ساحة التنظيم منذ فترة طويلة وتوارى عن انظارهم ولم يعد يجتمع لا بالقادة ولا يعطي تعليمات مباشرة.. ويعود آخر ظهور للبغدادي إلى 29 نيسان/أبريل الماضي في مقطع فيديو دعا فيه مناصريه إلى مواصله القتال. وكان ذلك أول ظهور له منذ خمس سنوات.

بعض التقارير رجحت قتله سابقا. البغدادي رغم تحصنه بالأقربين الا انه فشل في حماية نفسه، كما فشل من قبل في حماية زوجاته والمقربين منه.

مثال جديد يؤكد وفق المراقبين ان البغدادي فشل في ان يكون زعيما منذ فترة وهو ما جعل الجدل يدور وسط قادة التنظيم حول مدى جدوى بقائه في الزعامة. وهنا لا يفوتنا ان نتذكر التجاذبات داخل التنظيم المتشدد بين مقاتلي التنظيم وعدم قدرة البغدادي في الفترة الاخيرة على إحكام سيطرته على قادته واخماد نار الفتنية بين الدواعش (الاجانب والسوريين والعراقيين)

البغدادي اذن، اليوم وبمقتله، يؤكد  وفق المراقبين فشله في اختيار مكان مخبئه خاصة ان إدلب شهدت مقتل العديد من القادة وفشله في اختيار من يحميه وفشله ايضا في حماية نفسه ومن معه.

من سيخلف البغدادي؟ وماهي تداعيات مقتله:

اسئلة تطرح بقوة في اواسط الدواعش والتنظيمات المتشددة وكذلك يطرحها المراقبون، الدكتور هشام الهاشمي الخبير في شؤون الجماعات المتشدة رجح ان يشهد تنظيم داعش ركودا في المرحلة الحالية والمقبلة. وذكر أنه في اغلب الأحوال قتل البغدادي يؤسس الى فترة سكون وكسل في العمليات الارهابية كما حدث بعد مقتل ابو عمر البغدادي احتاجت القاعدة الى 4 شهور حتى تنشط بعملياتها من جديد، خمول وكسل قد يمتد حتى ينتهي الخلاف على من يخلف البغدادي.

وحول الخلافات حول من سيخلف البغدادي والسيناريوهات المحتملة، رجح كذلك ان تكون الخلافة خرجت من العراقيين فهي بين تونسي أو جزراوي.

(مصدر الصورة: رويترز)

للمزيد:

ليلة نهاية البغدادي.. لحظة بلحظة (صور+فيديو)