جدل بين مؤيد ومعارض على واقعة هروب أحمد بغدودة

“خائن لوطنه وهارب.. أم بطل يتلمس من يسانده، فقرر أن يحمل أحلامه فوق ظهره أكثر من 1400 كم، ولمدة تجاوزت الساعتين حتى وصل إلى فرنسا، بعد انتهاء مهمته في تونس.

حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر هروب لاعب المصارعة الرومانية في المنتخب المصري، أحمد فؤاد بغدودة، عقب مشاركته في بطولة أفريقيا في مدينة الحمامات بتونس، إذ حصل على الميدالية الفضية “المركز الثاني” في المصارعة الرومانية وزن 63 كيلوغراماً.

واقعة هروب أحمد بغدودة ليست الأولى في مصر، فبين حين وآخر، تتكرر عمليات هروب الرياضيين المصريين، وهي القضية التي تسلط الضوء على مشاكل الاتحادات الرياضية في مصر، سواء في ما يتعلق بنقص التمويل أو انخفاض المرتبات.

بين زاويتين| أحمد بغدودة.. خائن أم بطل نجا بنفسه؟

الاتحاد المصري للمصارعة بادر بإصدار بيان حول حادثة اختفاء اللاعب، وقرر فتح تحقيق عاجل في قضية هروبه واختفائه مؤكدًا حينها أنه يدرس اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوقه كافة في هذا الشأن.

وأوضح البيان أن الاتحاد المصري للمصارعة تواصل مع الاتحاد الدولي بشأن اتخاذ كافة الإجراءات بما يضمن استمرارية اللاعب بغدودة ضمن صفوف المنتخب المصري، وذلك وفقاً للوائح المنظمة لذلك.

وكشف رئيس الاتحاد المصري للمصارعة اللواء عصام النوار أن بغدودة ذهب في آخر يوم من إقامة البعثة المصرية في تونس لتحويل عملة نقدية بهدف شراء بعض الهدايا من السوق قبيل السفر، فقد كان مقرراً عودة البعثة إلى القاهرة فجر اليوم التالي.

وقال رئيس الاتحاد إن البعثة قامت بتنظيم محضر أمني وإبلاغ السفارة المصرية في القاهرة وجميع الجهات المسؤولة بالحادثة، مشيراً إلى أنه بعد الكشف في غرفة اللاعب، تبيّن أن حقيبته موجودة لكنها لا تحتوي على جميع ملابسه ومتعلقاته الشخصية.

رواية الأب

والد البطل المصري قلب موازين القضية بعد مداخلة هاتفية مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي، والتي كشف فيها أنه لا يعلم مكان ابنه حالياً، بينما كان آخر تواصل بينهما حين كان بأحد الفنادق في تونس بعد حصوله على المركز الثاني في البطولة.

وتحدث والد بغدودة عن تعرض ابنه لما وصفها بضغوط وتظلمات، ومنها عدم حصوله على أي أتعاب مالية من الاتحاد لمدة سنة كاملة.

وأضاف والد أحمد بغدودة أن ابنه حصل على مكافأة الميدالية الفضية في تونس بقيمة 16 ألف جنيه (517 دولاراً)، تم خصم مبلغ 14 ألفاً و800 جنيه (478 دولاراً) كضرائب، وحصل أحمد منها على 1200 جنيه فقط (38 دولاراً)، على حد قوله.

وأوضح أن ابنه يملك تأشيرة “شينغين” منذ شهر مارس /آذار الماضي ولم يكن لديه أي نية للهروب من قبل، لكنه أشار إلى احتمالية تعرضه لضغوط أجبرته على ذلك وأهمها “المعاملة السيئة”، ومستنكراً وصفه بالهارب.

رواية الأب استعدت ردًا من مصلحة الضرائب المصرية التي أكدت أنه تم التواصل مع الاتحاد المصري للمصارعة للتحقق من هذا الأمر.

ونقلت مصلحة الضرائب توضيح الاتحاد المصري للمصارعة، أن اللاعب يتقاضى مبلغ 3 آلاف جنيه شهريا (97 دولاراً)، في حين أن مستحقات اللاعب هي مبلغ 18 ألف جنيه مصري ما يعادل 600 دولار تقريباً عن 6 أشهر.

وأضافت أنه تم خصم 10% كضريبة كسب عمل، بالإضافة إلى 3% رسم تنمية طبقا للوائح وقوانين الدولة.

وأشارت إلى أن المبلغ المطلوب من اللاعب هو 13 ألف جنيه أي ما يعادل 430 دولاراً تقريباً كرسوم انتقاله من مركز شباب (بيلا) للانضمام للمشروع القومي للموهبة، والتي كان على اللاعب وجوب سدادها قبل الانتقال، مشيرة إلى أنه تم تأجيلها لحين صرف مستحقاته المالية تيسيراً عليه.

حالة جدل واسعة

وبين مؤيد ومعارض لتصرف اللاعب المصري، انقسمت الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي،

أثارت حادثة اختفاء اللاعب المصري الجدل على منصات التواصل بين مؤيد لما أقدم عليه المصارع أحمد بغدودة، وبين رافض لتصرفه.

أحمد الغامدي يؤيد ما أقدم عليه بغدودة قائلا: “اللي يعرف يخلع من البلد في أي فرصة، يعمل زي أحمد فؤاد بغدودة، البلد دمرت أحلامنا وعمرنا بسبب المحسوبية والفساد”.

https://twitter.com/AbnElearab/status/1660948803560656899

ويرى إيهاب عمر أن تصرف اللاعب أكبر من واقعة فردية، ويتحدث عن “الأكاذيب التي يتم ترويجها بشأن فساد الرياضة في مصر، مؤكدًا: “نحن أمام نصاب مشوش نفسيًا، والاتحاد الرياضي ناجح وحقق أرقامًا عالمية، كما أن مصر لها باع في هذه الرياضة قديمًا وحديثًا”.

بين زاويتين| أحمد بغدودة.. خائن أم بطل نجا بنفسه؟

بينما استغربت ولاء أشرف أن كثيراً من الآراء ترى أن ما فعله المصارع أحمد بغدودة صحيح، وتؤيد مثل هذه التصرفات رغم أنها “إهانة للدولة” – حسب وصفها.

 

قال إسلام منصور إنه لا يوجد مبرر لهروب اللاعب، مؤكدًا أنه كان يجب عليه ترك مكانه لآخر يوافق على الراتب الذي كان يتقاضاه من الاتحاد المصري للمصارعة، وترى شيرين أن تأييد تصرف اللاعب من قِبل بعض المواطنين يعبر عن “الحالة” التي وصلت إليها الدولة.

https://twitter.com/ISLAMMANSOR20/status/1660712335600676865

تعجبت ليلى في تغريدتها من عدم تداول اسم البطولة واللاعب إلا بعد حدوث واقعة الهروب.