للمنافسات الأولمبية طعم آخر في كل نسخة.

منافسات تحملنا لمشاهدة أجمل المواجهات على الصعيدين الفردي والجماعي من نخبة رياضيي العالم.

لكن ليست النخبة دائماً من تخوض الأولمبياد.. عن كرة القدم أتحدّث.

تنافسية تنازلية

لا يخفى عن اثنين أن مستوى المنافسات في الأولمبياد في كرة القدم يتراجع؛ صحيح أننا شهدنا تنافسية عالية بين المنتخبات المتأهّلة في نسخات 2004 و2008 وحتى 2012.

لكن تعالوا نتذكّر منافسات أولمبياد ريو 2016 التي فازت بذهبيتها البرازيل..حتى الأولمبياد الحالي، الذي خرّبته كورونا، سيُلعب بمستوى أقل ممّا اعتدنا، تحديداً عند الرجال.

أسباب الانحدار

لتراجع تنافسية الكرة في نسخات الأولمبياد أسباب كثيرة.. نذكر أبرزها تحت عنوان الأندية. فالأندية لم يعد لديها الفرصة لتساعد هذه المنتخبات بخصوص اللاعبين وبالفعل لها أسبابها.

توقيت الأولمبياد يتزامن مع بطولات كبرى للمنتخبات على مستوى الصف الأوّل.

هؤلاء اللاعبون يكونون قد أنهوا لتوّهم بطولة كبرى، كما أن الأندية لا يمكن أن تتنازل عن أكثر من بطولة دولية واحدة..

وتجدر الإشارة إلى أن للأندية الحق بإخراج أي لاعب أو منعه من الانخراط بأي بطولة دولية، حتى كأس العالم.. وما يُسكت هذه الأندية هي التعويضات المادية التي تربحها من خلال هذه المشاركات، الأمر الذي يسمح لها بالتنازل عن بطولة واحدة.

لكنها لا تتحمّل التنازل عن بطولتين.. وهنا يأتي السؤال بالنسبة للقيّمين على المنتخبات: ما الأهم: اليورو مثلاً أم الأولمبياد؟

يأتيك أيضاً اهتمام اللاعبين نفسهم بأنفسهم في هذه الفترة التي يُقام فيها الأولمبياد؛ حيث ينصب تركيزهم على بداية الموسم الجديد.. ففي نهاية شهر يونيو، اللاعبون يضعون تركيزهم ونشاطهم ولياقتهم في تصرّف الأندية والعودة الجدية للمنافسات..

https://twitter.com/Tokyo2020/status/1417363645290356736

ما هي الإيجابيات؟

يرى البعض بعدم إشراك اللاعبين الكبار مشكلة، لكن لهذه المشكلة إيجابياتها.

فغياب لاعبين كبار عن الألعاب الأولمبية يسمح بظهور آخرين قد يلمع نجمهم بأية لحظة..

أمّا المنتخبات فهي بدورها لا تضغط على لاعبيها في الذهاب إلى الأولمبياد لأنها تعي جيداً الإيجابيات الأخرى من عدم إشراك الكبار.. فهدف المنتخبات يتعدى ذهبية الأولمبياد إلى تخريج لاعبين من الصف الأوّل إلى أندية كبيرة وهي نقطة تسويقية مهمة.

أندية لها رأي آخر

لكلّ قصة رأي ورأي آخر..

إسبانيا مثلا محصّنة في الأولمبياد الحالي طوكيو 2020 بلاعبين من المنتخب الأوّل.. حيث يبدو أن هدف الإسبان وتركيزهم ينصبّ على إحراز الذهبية.

أمّا الأرجنتين من جهتها، فذهبت إلى طوكيو بمنتخب ضعيف جداً لدرجة أنهم لم يستدعوا من الصف الأوّل من هم فوق سن 23 سوى ليديزما الذي لم يُستدعَ أبداً إلى المنتخب الأوّل..

وإذا استعرضنا بعض الأسماء الكبيرة التي مُنعت من الذهاب إلى الأولمبياد نرى أمثال محمد صلاح ونيمار وبعض الأحاديث عن ميسي.

أمّا الأعين فتتّجه أيضاً إلى منتخب السامبا الجيد المتميّز في هذه النسخة بمشاركة داني ألفيش تكريماً له..

فمن إذاً سيخطف الذهبية في أولمبياد طوكيو الجدلي؟