روبيرتو مانشيني يصنع نهضة إيطاليا الحديثة

نجح المدرّب روبيرتو مانشيني في تحويل عبء الغياب الكارثي لإيطاليا عن مونديال روسيا 2018 في كرة القدم، إلى نجاح كبير عندما قادها مساء أمس الأحد إلى لقب يورو 2020  على حساب إنكلترا بركلات الترجيح في ملعب ويمبلي.

وتعرّض المنتخب الإيطالي، لنكسة تاريخية في 13 نوفمبر 2017، بتعادله مع نظيره السويدي بدون أهداف في ملحق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، وأقصي عن المشاركة في المونديال.

واستيقظت إيطاليا على وقع غيابها عن كأس العالم للمرة الأولى منذ 1958، تاركة وراءها أربعة ألقاب عالمية، وأجيالًا من اللاعبين الذين أبهروا ملايين عشاق كرة القدم.

وأعاد المدرب مانشيني تشكيل المنتخب بسرعة بعد الغياب الكارثي عن البطولة العالمية، ولم يخسر معه في آخر 34 مباراة منذ سبتمبر 2018، محطمًا الرقم القياسي الإيطالي مع 30 مباراة لفيتوريو بوتزو بين 1935 و1939، كما فاز في أول ثلاث مباريات ضمن تصفيات مونديال 2022.

روبيرتو مانشيني.. العقل المدبر لنهوض إيطاليا من كبوتها التاريخية

مانشيني أثناء المباراة النهائية. المصدر: رويترز

وما فعله مانشيني منذ استلامه لمهامه في 14 مايو 2018 يعتبر أكثر من إنجاز، بعدما حوّله من منتخب اعتبره الكثيرون يحتضر، لمنتخب مليء بالحياة والإصرار.

روبيرتو مانشيني يجدد دماء الآدزوري

وجاء مانشيني (56 عامًا) بفكر جديد، أراد من خلاله بناء منتخب لمستقبل وليس لبطولة، باعتماده على تشكيلة شابة، على غرار فيديريكو كييزا ونيكولو باريلا، كما استقطب لاعبي الخبرة مثل القائد ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني.

ونجح مانشيني في بث روح التغيير في مسيرة منتخب أقصي من الدور الأول لكأس العالم في نسختي 2010 و2014، وفشل بالتأهل إلى 2018.

روبيرتو مانشيني.. العقل المدبر لنهوض إيطاليا من كبوتها التاريخية

مانشيني يحتفل عقب نهاية المباراة. المصدر: AFP

وتعهّد مانشيني خلال تقديمه في مركز التمارين الخاص بالاتحاد الإيطالي في كوفيرتشانو قرب فلورنسا، بأن يستعيد كبرياء المنتخب، معتبرًا أن عدم الذهاب إلى كأس العالم صعب للذين طالما شجّعوا المنتخب الوطني مضيفًا: ”أشعر بحاجة إلى تقديم شيء ما للمنتخب الوطني وأعتقد أنه الوقت المناسب بالنسبة لي“.

وقال مانشيني لقناةراي 1“ بعد إحراز لقب البطولة القارية الثانية في تاريخ الآدزوري: ”لا أعرف ماذا أقول، هؤلاء الشبان كانوا رائعين. كنا شجعانًا، شجعانًا جدًا. لقد تلقينا الهدف سريعًا ما صعّب الأمور علينا. ولكن بعد ذلك سيطرنا على المواجهة. لاعبو فريقي كانوا رائعين. هذا إنجاز مهم لكل شعبنا ومشجعينا. آمل أن يحتفلوا“.

روبيرتو مانشيني.. العقل المدبر لنهوض إيطاليا من كبوتها التاريخية

مانشيني وكيلليني لحظة الوصول إلى روما بالكأس. المصدر: AFP

وحصد المدرب الإيطالي ثمار عمله مع الآدزوري بالتتويج لقب تنتظره إيطاليا منذ عام 1968 عندما حققت لقبها الأول في كأس أمم أوروبا، ليُعيد للمنتخب الإيطالي كبرياءه بعد الإخفاق التاريخي في التأهل للمونديال.