مع انتهاء الدور الأول باليورو، الأنظار تتجه إلى الأقوى، إلى من صمد أكثر، من أبهر الجماهير ومن خيّب الآمال أيضاً.

من هي أبرز المنتخبات التي ممكن أن نرشّحها لإحراز اللقب بناء على آدائها في دور المجموعات؟

من هي المنتخبات التي أظهرت أسلحتها في الدور الأول؟ أية منتخبات لم تظهر كل أوراقها؟ ومن استطاع تحقيق المطلوب منه؟

 

إيطاليا.. العودة

لا يمكن إلّا القول بأن المنتخب الإيطالي أعطى انطباع “البطل” في يورو 2020.

منتخب شاب ممزوج بعناصر الخبرة يبرهن أنه تخطّى أزماته الأخيرة..

دم جديد بعد خيبة الأمل الكبيرة بعدم التأهل لكأس العالم 2018، إيطاليا قدّم تصفيات مميزة وها هو بالعلامة الكاملة والنتائج القويّة أوّل من وضع قدماً في الدور الثاني.

الكل كان يتوقّع أن يشهد اليورو عودة الإيطاليين إلى مسارهم المعتاد.. وبالفعل أنهوا الدور الأوّل بامتياز وحضور واضح لتحقيق اللقب.

 

لاعبو بلجيكا يحتفلون أمام جمهورهم. المصدر: رويترز

لاعبو المنتخب البلجيكي يحتفلون أمام جمهورهم. المصدر: رويترز

بلجيكا.. المشروع

المنتخب البلجيكي هو نفسه الجيل الذي بدأ بعد حقبة 2010-2012.

إنه جيل ما عُرف بـ”مشروع بلجيكا”؛ هؤلاء الشباب الطموحين أصبحوا اليوم ذوي خبرة لازمة وقدرة على تحقيق البطولة.

صحيح أن المنتخب البلجيكي فشل في يورو 2016، لكن على هذا الأساس رجعوا إلى السكة الصحيحة تحت إدارة مدرّب متميّز، الإسباني روبرتو مارتينيز.

في كأس العالم 2018 وصلوا إلى نصف النهائي، أما اليوم فأين سنرى بلجيكا؟

 

مشجعو المنتخب الهولندي يحتفلون خلال المباراة. المصدر: رويترز

مشجعو المنتخب الهولندي يحتفلون خلال المباراة. المصدر: رويترز

هولندا وعقدة الألقاب

بعد الأزمات التي عاشتها هولندا بعدم التأهل لكأس العالم 2018 وقبلها يورو 2016 والعقدة التي تلازم المنتخب بعدم كسب الألقاب.. أين هولندا اليوم؟

اليوم، المنتخب الهولندي يفرض نفسه بين الكبار بهوية جديدة، منتخب شاب وطموح.

انتكاسات كثيرة عاشها المنتخب تحديداً بعد 2014 حيث صول إلى نصف نهائي كأس العالم.. وبعدها لم يشهد سوى هبوط بالنتائج.

لكن الإصرار موجود.. فرغم أزمة رحيل كومان إلى برشلونة، استطاع المنتخب السيطرة؛ حتى أن إضافة المدرب فرانك دوبول كانت إجابية.

 

إنجلترا.. بين صلابة الدفاع وضعف الهجوم

منتخب شاب وقوي ومرشّح للبطولة منذ فترة.. الفريق الإنجليزي يضم أقوى العناصر وقد يكون الأقوى بعد فرنسا على الورق.

إنما الأداء يبدو ضعيفاً خصوصاً على المستوى الهجومي، ما عرّض المنتخب الإنجليزي للانتقادات، تحديداً اختيارات مدرّب المنتخب ساوثغايت للتشكيلة الأساسية وعدم إشراك لاعبين مميّزين مثل سانشو وتشيلويل.

حتى إن الدور الأوّل لمنتخب الأسود الثلاثة أتى مخيّباً للآمال والنتائج لم تكن على قدر التوقعات.. دفاع صلب صحيح إنما التسجيل توقّف عند هدفين فقط، ما يشكّل خطراً في المرحلة المقبلة.

 

فرنسا.. المرشّح الأساسي

فريق قوي، تشكيلة صلبة، نجوم، مدرّب ذو خبرة وهوية على أرض الملعب.

هذا هو منتخب الديوك.

أظهر كل ذلك أمام ألمانيا ويبدو أن عينه جدياً موجّهة على الفوز بالبطولة، خصوصاً أن الجميع رشّح المنتخب الأزرق للفوز نظراً لجودة عناصره وخبرته ولأنه يرغب بالمحافظة على عرش البطولات بعدما أحرز لقب المونديال الأخير.

صحيح أن نتيجة فرنسا أمام المجر أتت غريبة، ويُمكن للضغط الجماهيري أن يكون سبباً بعد انقطاع الجمهور في كورونا، لكن لا يبدو أن شيئاً سيقف في وجه الفرنسيين الذين يعرفون كيف يفوزون.

في النهاية، الكلمة ستكون للأقوى وصاحب أطول نفس.

لكن، كل شيء ممكن في اليورو حيث اعتدنا على المفاجأت.. مثل فوز الدنمارك في 1992 واليونان في 2004 وحتى البرتغال عام 2016.