قصة صعود رياض محرز تلهم شباب العرب

تعد قصة النجم الجزائري رياض محرز، لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، واحدة من القصص الملهمة للشباب العربي، بعد أن تمكن اللاعب الجزائري من تحقيق حلمه على الرغم من الظروف القاسية التي عانى منها خلال طفولته.

ونشأ محرز في ضاحية سارسيل الواقعة على بُعد حوالي 16 كيلومتر من قلب العاصمة الفرنسية باريس، والتي تصنف من بين أشد الضواحي خطورة نظرًا لارتفاع معدلات الجريمة وحوادث العنف.

وعلى الرغم من انتشار الجريمة في سارسيل، كان أحمد محرز والد اللاعب هو الدافع الحقيقي لنجله من أجل السير في طريق مغاير، إذ دفعه لممارسة كرة القدم منذ الصغر.

وترعرعت موهبة محرز في شوارع سارسيل، وهو ما لفت نظر والده الذي كان الداعم الأساسي له من أجل المواصلة وتحقيق حلم احتراف كرة القدم.

وحاول رياض الالتحاق بالعديد من أكاديميات الناشئين في فرنسا، ولكن لم يتم قبوله بسبب بنيانه الجسماني، في حين لم يتوقف والده عن دفعه على مواصلة التدريب والمحاولة مجددًا.

وعند بلوغه الخامسة عشر، تلقى محرز صفعة مؤلمة بوفاة والده متأثرًا بأزمة قلبية، وهو الحادث الذي كان له أبلغ الأثر على اللاعب الشاب.

ووفقًا لتصريحات أدلى بها اللاعب، فقد اتخذ محرز من وفاة والده دافعًا له من أجل المواصلة والعمل بجد من أجل تحقيق الحلم واحتراف كرة القدم.

كما كان لأمه دورًا محوريًا في دعمه وتشجيعه بعد وفاة والده، ليواصل التدريب والمحاولة حتى يجد الطريق لأحد الأندية الفرنسية.

رياض محرز يواصل السعي على الرغم من الصعوبات

وواصل محرز التدريب والمحاولة حتى تم قبوله في صفوف نادي كويمبر في أحد درجات الهواة في فرنسا، ليكون نقطة انطلاقته الحقيقية نحو عالم الاحتراف.

ولم يهدر النجم الجزائري الفرصة حينها، وقدّم أداءً لافتًا في صفوف الفريق حتى التقطه رادار كشافي المواهب في فرنسا، ليلتحق بصفوف نادي لوهافر.

وكانت الفترة التي قضاها رياض في صفوف لوهافر هي التعارف الحقيقي بينه وبين كرة القدم الأوروبية، حيث دافع عن ألوانه في الفترة ما بين عامي 2010 و2014.

وفي شهر يناير من عام 2014، أُعجِب أحد كشافي نادي ليستر سيتي بقدرات محرز الرائعة، ليتواصل مع إدارة النادي الإنكليزي من أجل إقناعهم بضرورة التعاقد معه فورًا.

رياض محرز.. من شوارع سارسيل إلى قمة البريميرليغ

رياض محرز يحتفل بلقب البريمرليغ بقميص ليستر. المصدر: Getty

وفي بداية الأمر، تشككت أسرة محرز في قدرته على الانسجام مع كرة القدم الإنكليزية، نظرًا لطبيعتها التي تتطلب قدرًا هائلًا من القوة البدنية، وهو الأمر الذي كان يفتقد له اللاعب.

ولكن نجح اللاعب في تحطيم هذه المخاوف بعدما نجح في جذب الأنظار له بقميص ليستر من الوهلة الأولى، حتى صار عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفريق.

رياض محرز يصنع التاريخ في البريميرليغ

وخاض النجم الجزائري بقميص ليستر سيتي حوالي 158 مباراة ونجح في تسجيل ما يزيد عن الـ40 هدفًا، وكان عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفريق المتوجة بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز في موسم 2015-2016.

وفي صيف عام 2018، خطى النجم الجزائري خطوة جديدة في مسيرته بالانتقال لصفوف مانشستر سيتي، ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرة التألق.

وحصد رياض محرز لقب الدوري الإنكليزي الممتاز رفقة السيتيزنز في أول مواسمه بقميص الفريق، ليضيف اللقب الثاني له في البطولة لحصيلة ألقابه.

كما نجح محرز في قيادة منتخب بلاده للتتويج بلقب كأس الأمم الإفريقية في صيف عام 2019، وهو اللقب الأول في المسابقة لمحاربي الصحراء منذ عام 1990.

ويواصل محرز تألقه اللافت بقميص السيتيزنز هذا الموسم، وبات الفريق على بُعد خطوات من حصد لقب البريميرليغ، كما تأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

وبتألقه اللافت على ملاعب الساحرة المستديرة، بات محرز نموذجًا ملهمًا للشباب العربي الطامح لتحقيق أحلام كبرى، بعد أن انطلق من شوارع سارسيل البائسة إلى منصات التتويج في أكبر البطولات الأوروبية.

رياض محرز.. من شوارع سارسيل إلى قمة البريميرليغ

محرز يحتفل بلقب البريميرليغ مع مانشستر سيتي. المصدر: Getty