” يد الله ” هو الإسم الذي أطلقه أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا على هدفه الذي سجله بيده واحتسبه يومها حكم مباراة ( الأرجنتين – انجلترا )  وساهم في تأهله بعدما سجل هدفا ثانيا معه . ولا يعلم كثيرون أن الحكم الذي احتسب الهدف  خلال مباراة الربع النهائي لبطولة كاس العالم ( 1986 ) هو التونسي  علي بن ناصر الذي أصبح أول حكم تونسي يدير مباراة على هذا المستوى . بعد مرور سنوات طويلة, زار الأسطورة الارجنتينية تونس ودق باب بن ناصر ( 76 عاما ) ، وبمجرد أن فتح له الباب عانق الطفل الذهبي الحكم التونسي وقبله.

استمر بن ناصر في التحكيم  الاحترافي حتى عام 1991 ، وبعد وفاة مارادونا أمس الأربعاء,  توجهت الأنظار  إلى الحكم التونسي الذي ساهم في تحويل النجم الارجنتيني إلى أسطورة ، نظرا لكون ” هدف يد الله ” هو هدف غير شرعي سجل باليد بدلا من القدم ، مع ذلك احتسبه الحكم التونسي ، و كان من الأهداف التي أهلت الأرجنتين في تلك المباراة التاريخية ، قبل أن يصل للنهائي ويتوج بطلا للعالم  ويرفع مارادونا الكأس عاليا ويتحول إلى  معبود الجماهير الأرجنتينية والعالمية .

وتعليقا على هذا الهدف المثير للجدل, قال بن ناصر في تصريح لفرانس برس ” لم أشاهد لمسة اليد ، لكن شككت بذلك. بمقدوركم رؤية المشاهد، تراجعت لأخذ رأي مساعدي، البلغاري دوتشيف، وعندما أكد على الهدف احتسبته “. تعرض بن ناصر لانتقادات عنصرية انذاك بعد احتساب الهدف، لكنه اتخذ قراره “مطبقا كل تعليمات الاتحاد الدولي”.

ولا يزال تونسيون كثر يذكرون كمية التعليقات العنصرية والانتقادات اللاذعة التي وجهت للحكم التونسي ، وفيما وصل الأمر ببعض معلقي المباريات  إلى حد التساؤل عن السبب الذي دفع بالفيفا للجوء إلى ” هذا الحكم ” ، في محاولة لتقزيم فقه اللاعب والحكم المغاربي والعربي والإفريقي لكرة القدم .

ويعلق بن ناصر بعد سنوات من تلك المباراة التاريخية قائلا لفرانس برس ” كنت قد أدرت مباراة بين الاتحاد السوفياتي والصين عام 1985. كنت رجل المهمات الصعبة بالنسبة لفيفا وجاهزا لهذا النوع من المباريات”. وساعد بن ناصر في المباراة حكام من دول “محايدة”، فإضافة إلى دوتشيف الذي توفي عام 2017 تواجد حكمان من كوستاريكا ومالي ” .

كمية التعليقات المسيئة والعنصرية لم تمنع بن ناصر من الافتخار لأنه كان شاهدا على أحد أروع الأوقات في تاريخ كرة القدم العالمية ، وهو اليوم يعلق قائلا :  ” في كل مرة كان ينهض، وكنت خلفه ، كنت مستعدا لاحتساب ركلة جزاء بحال اي حركة خطيرة ضد مارادونا. اعتقدت انه بعد خمسين مترا سيسقطونه، لكن الكرة سكنت شباك شيلتون”. أردف “أنا فخور للمشاركة في هذه التحفة، ومارادونا تذكر جيدا عندما زارني عام 2015″ في اطار حملة دعائية.

مهما قيل بشأن الهدف الذي  سجلته ” يد الله ” وفق مارادونا … يظل الفتى الذهبي أحد عباقرة كرة القدم ، ولاعبا لا يمكن أن يتكرر في أي عصر .