أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

أضاف إعدام المصارع الشاب نافيد أفكاري فصلًا جديدًا لسجل إيران الحافل بإنتهاكات حقوق الإنسان، لينضم المصارع صاحب الـ27 عامًا إلى قائمة طويلة من الرياضيين الذين تعرضوا للتعذيب وأحكام الإعدام من جانب الحكومة الإيرانية.

وكانت إيران قد أعدمت نافيد أفكاري بعد إدانته بتهمة القتل، بحسب وسائل إعلام رسمية، على الرغم من المناشدات الدولية التي دعت إلى وقف إعدامه.

وحُكم على أفكاري بالإعدام بعد اعترافه بقتل حارس أمن خلال موجة احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2018، ولكن المصارع الشاب كان قد أكد أن هذه الإعترافات انتزعت منه تحت وطأة التعذيب.

ونشر ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل تسجيلًا صوتيًا لمحادثة هاتفية بين أفكاري وشقيقه سعيد قبيل تنفيذ الإعدام بساعات، أكد خلاله أنه تعرض لتعذيب شديد من أجل الاعتراف بهذه التهمة.

وأدان ناشطون حقوقيون على مواقع التواصل الاجتماعي حكم الإعدام بحق المصارع الإيراني، مؤكدين أنه لم يكن الرياضي الأول الذي تنفذ السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحقه، حيث تعرض حبيب خبيري قائد المنتخب الإيراني لكرة القدم لمصير مماثل، وتم تعذيبه وإعدامه في عام 1984 في أحد سجون طهران.

كما امتدت قائمة الإعدامات الإيرانية بحق الرياضيين لتشمل أسماء مثل فروزان عبدي لاعبة المنتخب الإيراني للكرة الطائرة، هوشنك منتظر الظهور بطل المصارعة الرومانية، وغيرهم.

  • حبيب خبيري

كان حبيب خبيري، القائد السابق للمنتخب الإيراني لكرة القدم من بين أبرز ضحايا النظام الإيراني، حيث تم اعتقاله في شهر أغسطس من عام 1983 بتهمة الإنضمام لجماعة معارضة.

وساهم خبيري في تأهل المنتخب الإيراني لنهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه في نسخة عام 1978، وسجل هدفًا في شباك المنتخب الكويتي خلال مسيرة التصفيات في المباراة التي انتهت بفوز إيران بهدفين مقابل هدف في شهر ديسمبر من عام 1977.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفةنيويورك تايمزالأمريكية بتاريخ 24 يوليو من عام 1984، فإن السلطات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت اللاعب في شهر أغسطس من عام 1983، قبل أن يتم إعدامه هو وآخرين بلغ عددهم 41 شخصًا، بعد تعرضهم للتعذيب في سجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران.

وأُدرج إسم اللاعب ضمن 282 فردًا في تقرير الأمم المتحدة حول حالة حقوق الإنسان في إيران، وقال التقرير عن هؤلاء الأفراد أنهمأشخاص أُعدموا بإجراءات موجزة وتعسفية في جمهورية إيران في الفترة ما بين عامي 1984-1985“. كما لم يتم التحقق من صحة التهم الجنائية الموجهة ضد اللاعب في غياب الضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة.

  • هوشنك منتظر الظهور

كما يعد هوشنك منتظر الظهور، بطل المصارعة الرومانية، من أبرز ضحايا النظام الإيراني، حيث تم إعدامه في عام 1981.

وكان هوشنك منتظر الظهور بطلًا لإيران في المصارعة الرومانية، وتأهل للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بمونتريال عام 1976، وشارك في مسابقة وزن 82 كجم.

ووفقًا لتقارير صادرة عن المعارضة الإيرانية، فقد تولى هوشنك منتظر الظهور منصب المدير العام لقسم التربية البدنية في جامعة أصفهان، وأصبح بطلًا لإيران في فئة وزن 95 كيلوجرام في المصارعة الرومانية في 13 أغسطس 1981.

واعتقل الحرس الثوري هوشنك منتظر الظهور في منتصف الليل في يوم 15 أغسطس من عام 1981، وتم نقله إلى سجن الحرس الثوري بأصفهان، وبحسب ما أوردت التقارير فقد تعرض لتعذيب شديد خلال فترة اعتقاله التي استمرت 47 يومًا.

ووجهت السلطات الإيرانية للاعب حينها هو وآخرين قائمة من التهم، كان من بينها التمرد على النظام الإسلامي، والمشاركة في الاشتباكات ضد الحرس الثوري، والمشاركة في مظاهرات مسلحة، ولكن دون إقامة أي دليل.

وتم إعدام بطل المصارعة السابق هوشنك منتظر الظهور رميًا بالرصاص في فجر يوم الرابع من شهر أكتوبر من عام 1981.

  • فروزان عبدي

ومن بين القصص المؤلمة لأبطال الرياضة الذين تعرضوا للتعذيب والإعدام على أيدي السلطات الإيرانية، تبرز قصة فروزان عبدي، قائدة منتخب سيدات إيران للكرة الطائرة.

وورد إسم فروزان عبدي في قائمة ضحايا الإعدام الجماعي للسجناء السياسيين في إيران خلال الفترة ما بين عامي 1988 و1989، المنشورة بتاريخ 2 نوفمبر 1989 في تقرير الأمم المتحدة الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول حالة حقوق الإنسان في إيران.

وتم إلقاء القبض على فروزان عبدي في عام 1981 بسبب مواقفها المتعاطفة مع المعارضة الإيرانية وحقوق الإنسان، وتم إيداعها سجنقزل حصاربمنطقة كرج في زنزانة مخصصة لعقابالعناصر شديدة الخطورةوفقًا لرؤية النظام الإيراني.

ووفقًا لتقارير المعارضة الإيرانية، فقد أكدت شاهدة عيان كانت متواجدة بنفس السجن أثناء فترة حبس فروزان عبدي، أنها كانت محتجزة بزنزانة رفقة 30 سيدة أخرى، مع العلم بأن مساحة الزنزانة تكفي بالكاد 3 أشخاص فقط. كما وضعوا فروزان وآخرين في دورة مياه في أوائل عام 1983، وكان المكان متسخًا لدرجة أن جميعهم أصيبوا بأمراض جلدية خطيرة، ثم نُقلوا إلى الحبس الانفرادي في سجنقزل حصار، وسجنجوهاردشت“.

وأفادت شاهدة العيان وفقًا لتقارير المعارضة الإيرانية، أن فروزان عبدي كانت تحتج على القواعد والسلوك اللا إنساني لحراس السجن، ونتيجة لذلك، تم احتجازها لمدة عام ونصف تقريبًا (من خريف 1983 وحتى شتاء 1984) في الحبس الانفرادي وحُرمت من قضاء وقت الفراغ في الخارج، ومن الاتصال بالآخرين وقراءة الصحف والزيارات المنتظمة من أسرتها.

وفي عام 1986، نُقلت فروزان عبدي من سجن جوهاردشت إلى سجن إيفين في طهران، حيث تم احتجازها حتى إعدامها. وخلال هذه الفترة، قضت أيضًا معظم مدة سجنها في القسم المغلق من العنبر الذي استخدمته سلطات السجن لمعاقبة بعض السجناء بشكل مضاعف.

وعلى الرغم من أنها قضت عقوبة السجن لمدة 5 سنوات، إلا أن السلطات الإيرانية لم تفرج عنها بعد إنتهاء مدة العقوبة، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقها هي وآخرين في مجزرة جماعية في عام 1988.