أخبار الآن | دبيالإمارات العربية المتحدة (فرانس برس)

كان نادي برشلونة الإسباني مساء أمس الجمعة على موعد مع هزيمة ساحقة، وصفها محللون بأنهاسقطة تاريخية، حين خرج من منافسات دوري أبطال أوروبا على يد نظيره الألماني بايرن ميونخ بنتيجة ثمانية أهداف مقابل هدفين.

وتعتبر هذه هي النتيجة الأسوأ في تاريخ النادي الكتالوني بعد هزيمته أمام إشبيلية عام 1946 بثمانية أهداف مقابل لا شيء، وهو ما دفع جميع المراقبين للتساؤل عن تبعات هذه الهزيمة المزلزلة، وهل من الممكن أن تشكل نهاية حقبة بأكملها في تاريخ الفريق العريق؟.

وأمام هذاالسقوط التاريخي”، كما وصفه المحللون الرياضيون، يجب إلقاء نظرة فاحصة على هيكلة النادي الكتالوني من الداخل، وهذا ما أشار إليه قلب الدفاع جيرارد بيكيه بعد الهزيمة المذلة، حيث قال في تصريحات تليفزيونية: ”النادي بحاجة الى التغيير، معتبرًا أن الجميع عرضة للمساءلة:أولهم أنا.. نحتاج إلى دم جديد من أجل تغيير الوضع. لقد وصلنا إلى الحضيض“.

ووفقًا لتقرير مطول نشرته وكالةفرانس برس، فإنه من شبه المؤكد أن استقبال ثمانية أهداف للمرة الأولى منذ الخسارة أمام إشبيلية 0-8 عام 1946 في مسابقة الكأس الإسبانية، لن يمر مرور الكرام عند إدارة النادي الكتالوني التي كانت تبحث أصلًا عن مدرب يحل بدلًا من كيكي سيتين، لاسيما بعد التنازل عن لقب الدوري المحلي لصالح الغريم ريال مدريد.

وأضاف التقرير أن الاعتماد حصرًا على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من أجل إنقاذ الفريق من المواقف الصعبة كان له ثمنه في مباراة الجمعة أمام فريق لا يرحم وفي أوج عطائه، كشف النقاب عن نقاط ضعف النادي الكتالوني، وأبرزها التقدم بالعمر، وهذا ما كان يحذر منه ميسي طوال الفترة الماضية.

  • ميسي يُحذِّر قبل الكارثة

وسبق لميسي أن تذمر من تقدم معدل الأعمار بالفريق في شهر يناير الماضي، ثم كرر الأمر في يوليو حين تنازل برشلونة عن لقب الدوري المحلي لصالح ريال مدريد، داعيًا إلى عمليةنقد ذاتي شاملة، مضيفًا بعد خسارة أمام أوساسونا في كامب نو كانت كفيلة بحسم اللقب لصالح النادي الملكي: ”لم نكن نتوقع ولم نكن نرغب في إنهاء الأمور بهذه الطريقة، لكن ذلك يختصر ما قدمناه هذا الموسم“.

وتابع ميسي: ”كنا فريقًا غير منتظم إلى حد كبير، ضعيفًا جدًا، يخسر في الندية وفي الرغبة، يتلقى الأهداف بسهولة“.

وشدد أفضل لاعب في العالم بأن على ناديه القيام بعملية نقد ذاتي تبدأ من اللاعبين، مشيرًا إلى أن ريال مدريد يستحق الفوز بكل المباريات، لكن برشلونة كان عليه تقديم أداء أفضل.

وحذر ميسي: ”في حال واصلنا بهذه الطريقة، سيكون من الصعب جدًا علينا الفوز بدوري أبطال أوروبا. تأكد الأمر بالنسبة إلى الليغا، لكن يجب أن يحدث تغيير في العمق إذا أردنا أن نقاتل من أجل دوري الأبطال“.

ولكن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن ينتهي مشوار برشلونة في دوري الأبطال بهذه الطريقة الكارثية التي قد تدفع ميسي إلى التفكير ربما بمغادرة قلعة كامب نو إذا لم تحدث التغييرات التي يريدها من أجل انتشال الفريق من كبوته.

  • نهاية حقبة ذهبية

وأشار تقرير “فرانس برس” إلى معدل الأعمار المرتفع في صفوف النادي الكتالوني، حيث يبلغ جيرارد بيكيه (33 عامًا) والمهاجم الأوروغوياني لويس سواريز (33 عامَا) وسيرجيو بوسكتس (31 عامًا) وجوردي ألبا (31 عامًا).

وجميع هؤلاء لعبوا دورًا في الحقبة الذهبية لبرشلونة التي تبدو من زمن بعيد ما يحتم على الإدارة اتخاذ قرارات شجاعة والبناء على لاعبين مثل فرينكي دي يونغ، أنسو فاتي، وريكي بويغ.

وتتزامن نهاية حقبة في برشلونة مع غياب الأندية الإسبانية عن الدور نصف النهائي لدوري الأبطال لأول مرة منذ عام 2007، كما أن نصف نهائي المسابقة القارية الأم سيكون من دون وجود أي من ميسي وغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد السابق ولاعب يوفنتوس الحالي، للمرة الأولى منذ عام 2005.

وطرح التقرير سؤالًا عن من يقود عملية التغيير في برشلونة، هل هو نجم الفريق السابق تشافي هرنانديز، أم الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، أو الهولندي رونالدو كومان. مشيرًا إلى الوضع الاقتصادي الحرج الذي يمر به النادي الكتالوني في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما سيعرقل مخططاته من أجل القيام بإضافات كبيرة على الفريق، مما يعني أنه قد يتعين عليه البحث عن البديل في الداخل.

ولكن هذا يعني في الوقت ذاته بأن مشروع التغيير سيكون طويل الأجل، ولا يستطيع النادي ضمانه من ناحية الاستمرارية بسبب الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2021 والتي قد تحمل بديلًا لجوسيب ماريا بارتوميو وتغييرًا آخر محتملًا في منصب المدرب برفقة الرئيس الجديد.