أخبار الآن | دبيالإمارات العربية المتحدة (فرانس برس)

بعد أن فرض نفسه ملك دوري أبطال أوروبا بإمتياز، وصلت العلاقة الساحرة بين المدرب الفرنسي زين الدين زيدان والمسابقة الأهم على صعيد الأندية إلى نهايتها بخروج ريال مدريد الإسباني من الدور ثمن النهائي بعد تجدد خسارته أمام مانشستر سيتي الإنكليزي، مساء أمس الجمعة.

وخسر ريال مدريد لقاء إياب ثمن النهائي مساء الجمعة 1-2، وهي نفس النتيجة التي خسر بها لقاء الذهاب على أرضه قبل تعليق الموسم نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، لينتهي بذلك المشوار التاريخي لمدربه زيدان في هذه المسابقة التي أحرز لقبها ثلاثة مواسم على التوالي بين عامي 2016 و2018.

ولكن صحيفةماركاالإسبانية رأت في عددها السبت غداة خروج زيدان ولاعبيه على يد مانشستر سيتي ومدربه الإسباني بيب غواريولا، أن ريال مدريدأُصيب لكنه لم يغرق“.

السقوط في ملعب الاتحاد مساء الجمعة خلف أبواب موصدة، كان أكثر من خسارة بالنسبة لزيدان، إذ خسر معركته التكتيكية ضد غريمه غوارديولا، لكن الأهم أن مسيرته التاريخية في المسابقة القارية انتهت، لأنها المرة الأولى منذ استلامه الإشراف على الفريق لأول مرة عام 2016 يخرج الفرنسي من دور إقصائي (12 تأهل سابق من أصل 12).

كما إنها المرة الأولى التي ينتهي فيها مشوار زيدان كمدرب في مسابقة دولية للأندية، بعد أن سبق لبطل مونديال 1998 أن تجاوز ثلاثة أدوار للمجموعات، تسع مواجهات من ذهاب وإياب، وثلاث مباريات نهائية لدوري الأبطال، إضافة الى مونديالين للأندية ومباراتي كأس سوبر أوروبية.

في إسبانيا، لا أحد يشكك بالقدرة الإدارية وقوة العزيمة عند المدرب الفرنسي الذي أعاد ريال مدريد إلى منصة تتويج الدوري الإسباني بعدما أزاح غريمه برشلونة. لكن أسباب الفشل أمام سيتي ومدرب برشلونة السابق غوارديولا مقلقة، نتيجة القرارات التكتيكية المتأخرة لزيدان (ثلاثة تغييرات قبل ثماني دقائق فقط على النهاية)، وخياره بعدم إشراك المهاجم البرازيلي المميز فينسيسوس جونيور الذي كان بإمكانه تقديم الدعم للميرنغي بسرعته وتوغلاته.

ودفع الميرنغي ثمن خطأين قاتلين لقلب دفاعه الفرنسي رافائيل فاران الذي تسبب بهدفي سيتي، وهو أمر لا يتحمل مسؤوليته زيدان بحسبماركا، لكنه يتحمل مسؤولية عدم قدرته على تحريك مقاعد البدلاء بالشكل اللازم عندما كان فريقه بحاجة إلى ذلك.

وبنفس سياق عنوانماركاالتي كتبتهديتان من فاران، وعدنا إلى المنزل، نشرت صحيفةآسصورة للمدافع الفرنسي وهو يضع يديه على رأسه بعد الهدف الأول لسيتي، مرفقة إياها بكلمةدمار، فيما خرجت صحيفتاموندو ديبورتيفووسبورتالكاتالونيتان بعنوانالضربة القاضية لريال مدريد“.

وتردد سؤال في الأوساط الكروية عن مدى تأثير هذا الخروج على زيدان، وهل سيتكرر مشهد 2018 حين اتخذ قرار الرحيل عن النادي الملكي مباشرة بعد تتويجه باللقب الثالث تواليًا في المسابقة القارية الأم؟.

بعدما أثار الشكوك بشأن مستقبله في مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي، لم يرغب زيدان مساء الجمعة بعد الخروج على يد مانشستر سيتي في تأكيد أي شيء بشأن هذه المسألة، لكنه ترك بعض الإشارات بالقول: “أنا هنا، أنا مدرب ريال مدريد حتى يحدث شيء ما. ليس هناك ما أفكر به، أنا مدرب ريال مدريد، ليس هناك المزيد من الأسئلة التي يمكن طرحها في هذا السياق“.

وكان زيدان قد ترك منصبه في صيف 2018 وهو على القمة، لكنه يذهب الآن إلى عطلته الصيفية وسط شكوك وتساؤلات محت إلى حد ما الانجاز الذي حققه في نهاية الدوري حين قاد الفريق إلى الفوز بمبارياته العشر الأخيرة وإحراز اللقب للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه.