أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ديما نجم)

على الرغم من الإضصرابات الأمنية و تهديدات الإرهابين في أفغانستان، شكلت مجموعة من الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة منتخبا لكرة السلة شاركن من خلاله في عدد من البطولات الدولية وحققن انتصارات عدة،

في أفغانستان تعاني النساء كثيرا من الحرمان نتيجة العنف المتصاعد، الا ان ضحاياه يصررن على مواصلة الحياة رغم ما لحق بهن جراء الحروب والقتال.

المنتخب الأفغاني النسوي لذوات الاحتياجات الخاصة لكرة السلة، مبادرة تأتي ضمن سعي النساء في افغانستان للتغلب على واقع صعب وبث رسالة امل إلى مثيلاتهن في دول أخرى تعاني من براثن الارهاب.

"قبل خمس سنوات فقدت رجلي بسبب انفجار وقع قرب السوق القريب في بيتنا، كنت شابة طموحة وكنت مولعة في مشاهدة مباريات كرة السلة التي كنت أحلم أن ألعب يوما ما، وبعد إصابتي بدء حلمي يتلاشي رويدا رويدا، لكنني فكرت في طريقة أخري يمكن أن أحقق حلمي. بعد فترة سمعت أن الصليب الأحمر بدء في أفغانستان يدرب فريقا نسائيا من ذوي الاحتياجات الخاصة ليصبحوا المنتخب القومي لكرة السلة لكراسي المتحركة.

خمس سنوات مضت وأنا العب في المنتخب النسائي الأفغاني لكرة السلة، شاركت في بطولات محلية ودولية، ويمكنني القول إن الإعاقة ليست هي السمة الوحيدة للمنتخبالأفغاني لكرة السلة للكراسي المتحركة، بل نحن جزء لا يتجزأ من المنتخبات الوطنية، بطبيعة الحال من الصعب جدا أن تكون فتاة ناشطة في أفغانستان، ماذا لو كانت هذه الفتاة شخصية رياضية من ذوي الاحتياجات الخاصة، نواجه هنا مشاكل عديدة، بدء من الظنون التي تساور أسرنا عند ما نسافر إلي الخارج، إلي العادات والتقاليد المحلية التي تمنع نساء لممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية، والخوف أو الرعب التي تفرضه الحركات المتطرفة علينا، وانتهاء من التحرش الجنسي الذي يمكن أن أكون ضحية له، لكن كل هذا لم يوقفني بالمجيء هنا وممارسة هوايتي"

على الرغم من كثرة العنف والحرمان الذين تعاني منهما المرأة الأفغانية، إلا ان هناك حالات تعكس إصرار بعض النساء في هذا البلد على مواكبة التغيير بعد حقبة طويلة من إرهاب طالبان.

"بدأت ألعب كرة السلة للمقعدات قبل عام من انضمامي الي فريق النسائي لكرة السلة، وها أنا أكمل السنة الثانية مع المنتخب الأفغاني النسائي لكرة السلة على الكراسي المتحركة، وللمرة الأولي شاركت ببطولات دولية، من بينها اللقاء الذي جمع في اندونيسيا كلا من منتخب الأفغاني، والإندونيسي والتايلاندي، ولحسن الحظ فاز المنتخب الأفغاني في هذه المباريات.

نحن من ذوي الاحتياجات الخاصة ومع ذلك حققنا النجاحات بمجهودات فردية، ولم يكن هناك حوافز وتشجيع لا من قبل الحكومة الأفغانية، ولا حتى من عائلاتنا ووالدينا، بل نتلقى أحيانا تهديدات من قبل المجهولين، وفي كثير من الأحيان لا نستطيع الوصول إلى صالة التدريب بسبب الاضطرابات والحوادث الأمنية التي تحدث في كابول، أكثر ما يؤرقنا هي أن نلتقي العمليات الانتحارية والانفجارات، ومع ذك أكون في غاية السعادة في اليوم الذي أقضي فيه في السالة التدريب".

بينما يعود شبح التطرف والعنف إلى عدة مناطق في البلاد، الا انه لن يقف عائقا امام لاعبات هذا المنتخب، فأحلامهن أقوى من اعتداءاته.

"شاركت في العديد من البطولات هنا في أفغانستان والخارج، لكن المباراة التي أذهلتني هي التي دارت بين أفغانستان وتايلاند خلال والتي أقيمت في اندونيسيا،في أفغانستان الإعاقة البدنية هي مشكلة كبيرةبحد ذاتها، إضافة الي الكلمات الجارحة والمزعجة التي يقولها لك الناس، فمثلا هنا في أفغانستان يتحدث الناس كثيرا عن إعاقتك، وأنك امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة لذا يجب عليك أن تبقي في بيتك ولا تستطيع أن تنجز شيئا، هذه الكلمات وغيرها كنت أسمعها بشكل يومي بعضا من أعضاء الأسرة وحتي المارين الذين جمعتنا الشوارع والطرقات في طريقي من وإلى مركز التدريب. لكن بعد الفوز الذي حققناه في إندونيسيا تغيرت نظرة المجتمع، ورحبن كثير منهم بحفاوة بعد رجوعنا إلى أفغانستان ونحن نحمل لقب الفائزين. 

إضافة إلى المخاطر الأمنية المحيطة بنا هنا في كابول، أنا من مديرية غزني جنوب غرب أفغانستان حيث تعيش أسرتي هناك، عائلتي ترفض دائما الزيارة بهم خوفا على حياتي لأن طالبان تسيطر المنطقة، لكن كل هذا لن يكون عائفا أمامي لتحقيق طموحي. رسالتي إلى الأخوات من ذوي الاحتياجات الخاصة هي، لا تيأسوا أبدا، حين يكون هناك حلم وإرادة هناك طريقة لتحقيق ذلك، الإعاقة ليست سوي عنصر يخرج طاقاتنا الكامنة".  

هي ليست تجربة رمزية من قبل هؤلاء الفتيات للتعامل مع غعاقتهن البدنية بل تتعدى ذلك الى تخطي الحواجز النفسية عند المرأة الأفغانية التي عانت من التهميش على مدى سنوات.

المزيد

دراسة: الرياضة تحسن المستوى الدراسي للطلاب

ماراثون رياضي في الموصل ينفض غبار داعش وإرهابه