قبل عام على “مونديالها”، لا تزال البرازيل تبحث عن استعادة العنصر الجوهري لتحقيق حلمها بالتتويج بلقبها السادس في كأس العالم على أرضها ، تلك الكرة التي أبهرت الكون في الماضي ، وأخافت المنافسين ، وجعلت من فريق السامبا “مرشحا دائما”.
ومنذ خروج الفريق المتماسك ، غير المبهر في المقابل ، الذي كان يدربه كارلوس دونغا من دور الثمانية لمونديال جنوب إفريقيا 2010 ، يبدو المنتخب مع الوقت أكثر ابتعادا عن حلمه باستعادة الهيمنة على عالم كرة القدم ، فالقميص الكناري لم يعد الآن مخيفا كما كان.
ويحتل “بلد كرة القدم” الآن مركزه الأسوأ في التاريخ بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، حيث يحتل حاليا المركز 22 بأقل من نصف رصيد أسبانيا متصدرة التصنيف. وفضلا عن أنه بعيد عن “غريمه الأزلي” في كرة القدم اللاتينية ، الأرجنتين، صاحبة المركز الثالث ، تفوقت منتخبات أقل تاريخا على البرازيل مثل كولومبيا والإكوادور والمكسيك وأوروغواي وكوت ديفوار.
أسباب التراجع
ويبحث المحللون عن أسباب “انطفاء بريق” كرة السامبا.
ويشير أحد أكثر الانتقادات تكرارا إلى أكثر من عامين “ضاعا” منذ مونديال جنوب أفريقيا ، عندما خطط الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ، لأسباب اقتصادية أكثر منها رياضية ، لخوض العديد من المباريات الودية أمام فرق أقل في المستوى مثل الصين والعراق.
في تلك المباريات ، جرب مدرب الفريق في ذلك الوقت مانو مينيزيس عشرات اللاعبين ، دون أن يضع قاعدة لفريق يمكنه خوض المونديال.
لكن الذنب لا يقع كله على المسؤولين أو المدربين ، فالمحللون الرياضيون يتفقون على أن عملية ظهور مواهب جديدة في الملاعب البرازيلية قد تراجعت خلال الأعوام الأخيرة.
وكما أكد الصحفي أنتيرو جريكو بصحيفة (أو ستادو دي ساو باولو)، تمثل البرازيل اليوم فريقا “عاديا ، عاديا جدا”.
وبالفعل لم يظهر حتى الآن في المنتخب لاعبون “مؤثرون”، قادرون على تغيير اتجاه لقاء ما ، كما كان روماريو وبيبيتو في مونديال الولايات المتحدة 1994 أو ريفالدو ورونالدو في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 .
النجم الأوحد
ويتصدر المهاجم نيمار ، النجم الأوحد في المنتخب البرازيلي الحالي ، قائمة هدافي الفريق برصيد 19 هدفا خلال 33 مباراة ، لكنه لم يتمكن حتى الآن في المنتخب من تقديم لمحات التألق التي ظهر بها مع سانتوس ، والتي دفعت برشلونة إلى التعاقد معه مقابل 57 مليون يورو.
ويؤكد المدير الفني للمنتخب لويس فيليبي سكولاري ، الذي تولى قيادة الفريق في نوفمبر الماضي ، أن الأمر الوحيد الذي يحتاج إليه من أجل إعداد فريق قادر على المنافسة بقوة على إحراز اللقب السادس في كأس العالم هو الوقت المخصص للتدريبات: “الطبيعة لا تصنع تطورا”.
دعم بيليه
وتلقى سكولاري (فيليباو) هذا الأسبوع دعم “الملك” بيليه ، الذي أعرب عن ثقته بأن المدرب الذي أحرز اللقب العالمي الخامس عام 2002 سيتمكن من تقديم سحره مجددا ، بمجرد أن يتمكن من فرض نظام خططي للعب.
وقال بيليه :”لقد قضينا عامين مع مانو (مينيزيس) ، وفي ذلك الوقت قمنا بتجارب عديدة لكن لم تكن لدينا قاعدة. ذلك هو الأمر الوحيد الذي يحتاج إليه المنتخب. فنحن نملك اللاعبين”.
مشكلات عميقة
لكن لا يملك جميع المحللين ذلك التفاؤل ، فقد جرح لاعب الكرة الألماني المعتزل بول برايتنر في ديسمبر الماضي كبرياء أبطال العالم خمس مرات ، بعد أن حذر من أن مشكلات البرازيل أعمق مما قد يعتقد.
وقال الألماني :البرازيل تلعب بنفس طريقة اللعب خلال آخر 10 أو 15عاما. أعتقد أن البرازيليين كانوا نائمين ، أو أنهم يظنون أنهم سيبقون دائما الأفضل في العالم”.
وقلت مخاوف البرازيليين من كارثة تاريخية قد تحل بفريقهم في المونديال يوم الأحد الماضي ، عندما تمكن منتخب السامبا بعد سلسلة من المباريات المحبطة تحت قيادة فيليباو ، من الفوز 3 / صفر على “عقدته التاريخية” فرنسا ، في آخر مبارياته الودية استعدادا لبطولة كأس القارات.
كان ذلك الانتصار الأول على فرنسا خلال أكثر من عقدين ، والانتصار الأول على أحد فرق الصدارة في عالم الكرة منذ 2009 . واحتفى المحللون كذلك ببعض علامات تطور الفريق ، لكنهم حذروا من أن الوقت هو العدو الأخطر على رحلة عودة البرازيل لتكون البرازيل.
تيكسييرا في وضع حرج
ذكرت صحيفة «فوليا دي ساو باولو» أمس أن ريكاردو تيكسييرا الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم بحالة صحية حرجة، بجانب أنه يعاني من ضغوط نفسية بعدما ترك المنصب الذي شغله طوال 23 عاماً، وسط ادعاءات حول تورطه في وقائع فساد.
ووفقاً للصحيفة البرازيلية فإن تيكسييرا يعاني من خلل شديد في الكلى، وأن الأطباء قد يلجأون إلى خيار الغسيل الكلوي له. وقدم تيكسييرا في مارس من العام الماضي استقالته من رئاسة الاتحاد البرازيلي للعبة وكذلك من رئاسة اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وسط موجة عالية من الانتقادات التي وجهت إليه اثر إدعاءات بتورطه في فضيحة الرشى التي قدمتها مؤسسة “آي إس إل” في التسعينيات من القرن الماضي إلى أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي للعبة (فيفا) قبل أن تعلن هذه المؤسسة إفلاسها في عام 2001 . د. ب. أ
المصدر: ريو دي جانيرو- د ب أ