أخبار الآن | الموصل – العراق (رويترز)

بعد أن ذهب المرض ببصرها، لم يتكسر حلم الشابة العراقية نور الطائي على صخرة الواقع الجديد المر. على النقيض من ذلك أثبتت لنفسها وللعالم، بعد أن أصبحت مذيعة بالإذاعة العراقية، أن الأحلام مشروعة وتحقيقها ممكن حتى في ظل أصعب الظروف وأحلك الأوقات.

وداهم الفتاة العراقية، التي تنحدر من الموصل في شمال البلاد، مرض أثر على ضغط العينين.

وكان مسقط رأسها، في ذلك الوقت، تحت احتلال تنظيم داعش ولم تتمكن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لتفقد بصرها بشكل تدريجي.

وتقول نور “عندما كانت الموصل تحت احتلال داعش ، كنت مصابة بمرض ضغط العين الذي يحتاج إلى جراحة طبية بسرعة. ولكن، كما هو معلوم، في وقت داعش، لم يُسمح لأي شخص بالخروج من الموصل. وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك الكثير من الأطباء في الموصل. علاوة على ذلك ، لم نتمكن من الذهاب لعلاج هذا المرض. وهكذا، بدأت تدريجيا أفقد بصري”.

كانت الموصل موطنا لمليوني شخص قبل أن يحتلها تنظيم داعش في عام 2014، ويعلن دولة “خلافة” مزعومة تتمدد إلى سوريا المجاورة. وظلت الموصل تحت احتلالهم لثلاث سنوات.

عاشت نور مع المرض وتعايشت معه ولم يكن لها، في ظل ضعف البصر واحتلال المتشددين، سوى متنفس وحيد للترفيه وهو الإذاعة.

وتوضح “أثناء احتلال داعش ، لم تكن هناك وسائل ترفيهية، فقط الإنترنت (وهو ما لا يكفي لتعلمني أن أكون مقدمة) والتلفزيون ، من المؤكد ، لا أستطيع التعلم منه لأنه يعتمد على البصر. لذلك، الشيء الوحيد الذي أعتمد عليه هو الراديو. وهكذا لجأت إلى الراديو وبدأت أتعرف على مجال الإعلام أكثر وأكثر”.

وفي عام 2016، فقدت القدرة على الإبصار تماما، لكن هذا لم يمنعها من مواصلة السعي لتحقيق حلمها بأن تصبح مقدمة برامج في الإذاعة.

وقال غدير أحمد وهو مدير محطة إذاعية محلية في الموصل إن الطائي حصلت على وظيفة في المحطة وأصبحت “رمزا للأمل”.

ويضيف “في ظل هذه الحالة الخاصة في نور، نعتبرها تمثل رمز للأمل. يجب رعاية من لديهم احتياجات خاصة مثل نور. رغم أنها مكفوفة البصر، فهي مصممة على تحقيق حلمها في أن تكون مذيعة. لذلك، لبينا طموحها عندما قدمت لنا استمارة طلبها. إنها تمثل بالفعل رمزا للأمل”.

وقال والدها إنه يشعر بالسعادة لأن ابنته كافحت لتحقيق شيء كم حلمت بتحقيقه بدلا من أن تحبس نفسها في شرنقة وتعيش وحيدة في غرفتها.

وأوضح الوالد حمادي إبراهيم “طموحها هو أن تكون مذيعة ناجحة. هي تحب ذلك. لقد دعمتها بالكامل. لا أحبها أن تبقى بين أربعة جدران بسبب فقدها لبصرها”.

لكن طموح مقدمة البرامج الشابة لا يتوقف عند حدود وظيفتها الحالية، فهي تريد أن تنطلق لآفاق جديدة، على أمل أن يصل صوتها في يوم ما إلى الجمهور على مستوى المنطقة أو حتى على مستوى العالم.

وتقول نور “طموحي هو أن أكون مذيعة وقد حققت هذا الطموح. ما زلت أعمل لإنجاز المزيد والمزيد. أنا أعتزم أن أكون إعلامية ليس فقط على مستوى الموصل… ولكن على مستوى العراق.. على مستوى الوطن العربي والعالم”.

اقرأ المزيد:

ربى الرياحي.. أول كفيفة تنضم لنقابة الصحفيين الأردنيين