الاتحاد الأوروبي وواشنطن يدعوان لخفض التوتر بين صربيا وكوسوفو

أعاد تجدد الاشتباكات بين كوسوفو وصربيا، تسليط الضوء على المشاكل العرقية والسياسية المستمرة بالمنطقة، بالرغم من مرور 15 عاما على استقلال بريشتينا عن صربيا، خاصة بعد حشد هذه الأخيرة لقواتها على الحدود.

وبعد سنوات من توقف الاقتتال، اندلعت، الأحد الماضي، مواجهات عنيفة بين شرطة كوسوفو ومجموعة مسلحة صربية، ما أسفر عن مقتل عنصر من شرطة كوسوفو وثلاثة مسلّحين من الصرب، وتوقيف آخرين متورطين في الهجوم.

وأياما بعد هذا الهجوم، نشرت صربيا قوات مشاة وآليات مدرعة، تشمل دبابات ومدفعية، عند الحدود مع كوسوفو الإقليم الصربي السابق، فيما عبرت بريشتينا عن استعدادها الدفاع على أراضيها.

تهديد أوروبي

وقال عضو حزب النهضة الفرنسي زيد العظم إن  الدستور في كوسوفو يقر بأن نظام الحكم برلماني ورئيس الوزراء لديه صلاحيات واسعة وعندما قام بتعيين أربع رؤساء بلدية هو قرار شرعي وقانوني ودستوري، وبالرغم من انتقاد البعض له إلا أن القرار شرعي ودستوري ولكنه يزيد من التوتر.

توتر بين صربيا وكوسوفو.. من المستفيد؟

وأضاف أن صربيا تتخذ من الأقلية الصربية ذريعة وتعتبرها أنها حصان طروادة من أجل العودة إلى ماضيها القديم والسيطرة على كوسوفو هو أمر مرفوض بتاتًا.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي رفع البطاقة الصفراء بوجه صربيا وهي الآن تحاول الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وهذا التصرف سوف يهدد ملف انضمامها.

تحريك روسي

من جهته قال الدكتور محمد البقري الخبير في شؤون البلقان إنه خلال العامين الماضيين هناك أزمات مفتعلة في المنطقة منذ الحرب الروسية الأوكرانية وهناك أطراف عدة تحاول لفت انتباه الطرف الآخر.

توتر بين صربيا وكوسوفو.. من المستفيد؟

وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يسعى لشتيت انتباه حلف الناتو إلى أعلى استعداد لتدخل وشيك أو زيادة قواته في كوسوفو وبالإضافة إلى بريطانيا التي حشدت 500 جندي لإرسالهم من جديد إلى كوسوفو.

 

توتر خطير

تعود التوترات الاخيرة في شمال كوسوفو إلى أشهر مضت؛ ففي ديسمبر الماضي، أقام صرب شمال كوسوفو عدة حواجز على الطرق وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة، بعد إلقاء القبض على شرطي صربي سابق، بزعم اعتدائه على أفراد شرطة في الخدمة خلال احتجاج، وفقا لرويترز.

كما يثير خلاف يتعلق بلوحات ترخيص السيارات خلافات أيضًا، حيث تريد كوسوفو منذ سنوات من الصرب في الشمال أن يغيروا لوحات سياراتهم الصربية، التي يعود تاريخها إلى حقبة ما قبل الاستقلال، إلى تلك الصادرة عن بريشتينا، ضمن سياستها الرامية إلى بسط سيطرتها على كامل أراضي كوسوفو.

وفي يوليو الماضي، أعلنت بريشتينا مهلة شهرين لتبديل اللوحات، مما أثار اضطرابات، قبل أن توافق لاحقا على تأجيل موعد التنفيذ إلى نهاية 2023.

واحتجاجًا على التحول الوشيك، استقال رؤساء بلديات من العرق الصربي في الشمال، بالإضافة إلى قضاة و600 فرد شرطة هناك، في نوفمبر من العام الماضي، مما أحدث خللا في عمل المؤسسات وأثار فوضى في المنطقة.

وعادت التوترات لتتصاعد في مايو الماضي، بعد قرار رئيس الوزراء، ألبين كورتي، تعيين أربعة من الألبان على رأس مجالس محلية في أربع بلدات تقطنها غالبية من الصرب، بعدما قاطع هؤلاء الانتخابات التي أجريت في مناطقهم.

وأعقب القرار تظاهرات للأقلية الصربية، بينما قامت بلغراد بتوقيف ثلاثة من عناصر شرطة كوسوفو.