سيف العدل يسعى لبناء قدرات القاعدة انطلاقًا من بيئة طالبان

أدلة جديدة يكشفها التقرير الرابع عشر لفريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات في الأمم المتحدة حول العلاقة بين جماعة طالبان الحاكمة في أفغانستان وتنظيم القاعدة، واللافت في التقرير الجديد ذكر سيف العدل الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة، وتحركاته بين أفغانستان وإيران حيث يقيم برعاية الحرس الثوري، ويحاول إعادة بناء القدرات العملية للتنظيم انطلاقاً من بيئة طالبان وشبكة حقاني التي تسيطر على الموارد المالية والطبيعية في أفغانستان وتحتكر تجارة المخدرات والأفيون التي زادت في البلاد بمقدار الثلث مؤخراً.

فالعلاقات بين طالبان وشبكة حقاني وتنظيم القاعدة وثيقة رغم العداء في الظاهر، وسواء كان سيف العدل في أفغانستان، أو زارها وعاد إلى إيران، يمكن اعتبار تحركاته كجزءٍ من محاولة الاستيلاء على القيادة دون عملية رسمية أو إعلان إلى الآن.

كما أن دخوله إلى أراضي أفغانستان يعني قبول سلطة زعيم طالبان، وسواء أذعنت طالبان للدخول أو كانت تجهل به، فإن الحركة معرضة لأن تثبت أنها غير قادرة على الوفاء بوعودها بشأن مكافحة الإرهاب.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.

هدف سيف العدل من تحركاته

وحول هذا الموضوع، قال الصحافي والباحث الأفغاني، فضل القاهر قاضي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “تحركات سيف العدل بين إيران وأفغانستان، لا أعتقد أنها تتم بدون موافقة البلدين أو التنسيق فيما بينهما، خاصة عندما تصل التحركات لهذا المستوى، وهو الأمر الذي كشفته منظمة الأمم المتحدة في تقريرها”.

تحركات سيف العدل بين إيران وأفغانستان.. الدلالات والتداعيات

وأضاف: “سيف العدل يرغب من خلال تحركاته تلك أن يثبت ويؤكد أنه يقوم بإعداد التنظيم وتجهيزه من جديد، كما يريد من ورائها أن يثبت أن القاعدة لديه نفوذًا وأن نشاطه بات أكبر مقارنة بأي وقتٍ مضى”.

 

زيادة تجارة المخدرات

وعلى صعيدٍ آخر، كشف قاضي في معرض حديثه عن أن تجارة الأفيون الأفغاني تضاعفت 3 مرات في أفغانستان خلال الفترة الماضية، مشيرًا: “الحكومة تزعم بأنها قضت على جميع المحاصيل الزراعية التي تنتج أنواعًا مختلفة من المخدرات”.

تحركات سيف العدل بين إيران وأفغانستان.. الدلالات والتداعيات

ولفت: “هناك ازدياد واضح في زراعة الأفيون خاصة في جنوبي شرقي البلاد، وهذه الإيرادات التي تُخرج من زراعة الأفيون تذهب إلى جيوب المسؤولين، كما أن البعض في الحكومة يستفيدون من تلك الإيرادات لمصالح تجارية مُتعددة”.

كما أشار الصحافي والباحث الأفغاني إلى أن: “الأجنحة داخل جماعة طالبان تتنافس للسيطرة على الموارد الطبيعية خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات في المعادن”.

التنظيمات الإرهابية غير مستقلة

ومن ناحيته، قال خبير العلاقات الدولية، د. مجيد بودن، خلال اسضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “تنظيم القاعدة كتنظيم داعش وهو جزء مكمل لهذه المنظومة الإرهابية، كما أنهم أدوات ليست لها استقلالية القرار بدون مساعدة نظام طالبان وشبكة حقاني”.

وأشار: “لا يُمكن لهذه التنظيمات أن تعيش بدون دعم جماعة طالبان، نظرًا لأنها لا تملك موارد ذاتية مستقلة، وليست لها إمكانية التمدد أو التنقل”.

وأضاف خلال حديثه: “لو أراد النظام الأفغاني أن يسحب الدعم والتزويد الاستراتيجي واللوجيستي سوف تنتهي هذه التنظيمات”، مضيفًا: “نظام أفغانستان وطالبان لهما مسؤولية في جعل هذه التنظيمات الإرهابية تعمل وتتواصل”.

تحركات سيف العدل بين إيران وأفغانستان.. الدلالات والتداعيات

كما نوه خبير العلاقات الدولية إلى أنه: “بتطبيق القانون الدولي يُمكن أن يُنسب لمنظومة طالبان والتنظيمات الإرهابية تهمًا وانتهاكات عديدة، وتحديدًا إلى الدولة التي تُساند وترعى هذه التنظيمات، وتعطيها المّد اللوجيستي والإيواء والحماية”.

واستطرد: “تصنيف هذه الدول في خانة الإرهاب بسبب دعمها لتلك التنظيمات يعطي فرصة لملاحقتها من قبل محكمة العدل الدولية”.

ولفت: “الأمر لا يقتصر على داعش أو القاعدة فحسب، بل لابد من محاسبة الجهة أو الدولة الداعمة التي تستهدف من خلال تلك التنظيمات الإرهابية زعزة استقرار العالم”.

سيف العدل لن يغادر إيران؟

ويبدو أن تقرير الأمم المتحدة الرابع عشر المتعلق بطالبان وصلتها بتنظيم القاعدة.. والذي تطرق لزعيم التنظيم “سيف العدل” في بضعة أسطر قد حرك حفيظة المواقع الجهادية.

حيث قال حساب أنباء جاسم على تويتر إن سيف العدل لن ولم يغادر إيران.

وأضاف أنه كانت أمامه فرص عديدة ولكن لم يغادر لأنه تأقلم مع وضعه وأشار الحساب أيضًا إلى أن الرجل مكث في طهران أكثر من ثلث عمره، من يروج لأكذوبة خروجه من إيران يقدم له خدمة تاريخية في ظل أن الحكومة الإيرانية تنفي من الأساس وجوده في أراضيها.

وتابع: “لا يعقل ذهاب سيف العدل إلى الإمارة بدون تفاهم نهائي حول مسألة وضع الدكتور “أيمن الظواهري” وأصبح الآن معلومًا للجميع سبب عدم إعلان مقتله في كابول لتجنب الحرج للإمارة. فكيف يعقل أن الإمارة سترحب بخليفته؟ والواقع هو أن عدد القيادات القدامى من التنظيم في إيران أكثر من أفغانستان.

ودافع حساب أنباء جاسم عن تواجد سيف العدل في إيران وقال: “الطريف في الموضوع اهتمام المتباعيين بالحدود كأن خراسان بلد على الخريطة، ومعلوم أن في العرف نقصد أفغانستان ولكن التنظيم لا يعترف بالحدود لأنها مجرد تراب كما أن مشكلة التنظيم لا تتعلق بمكان تواجد سيف العدل ولكن بمدى اعتمادهم على إيران في الصغيرة والكبيرة.