روسيا تُعلن السيطرة الكاملة على باخموت وأوكرانيا تنفي
لا تزال مدينة باخموت عصية على القوات الروسية، التي تطوق المدينة منذ أشهر ولكنها تفشل في السيطرة الكاملة عليها.
ويرجع عدم قدرة روسيا على السيطرة على المدينة، إلى استبسال القوات الأوكرانية التي تقاتل بكل شراسة للدفاع عن هذه المدينة التي أصبحت مركزا للقتال بين روسيا وأوكرانيا.
هذا وقد أعلنت روسيا السيطرة على باخموت في الساعات الماضية، إلا أن الرئيس الأوكراني نفى تماما سيطرة القوات الروسية بشكل كامل على المدينة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا أنها سيطرت على مدينة باخموت الأوكرانية ويتضح بعد ذلك العكس، فهل هذه المرة سيطرت مرتزقة فاغنر عليها فعليا؟، وكما قال زيلنسكي أنها باتت الآن في قلوبهم فقط؟.
وأيضا هناك تساؤل آخر هو : ماذا تعني السيطرة على مدينة مدمرة؟ أم أن الهدف الرئيس من السيطرة عليها هو قطع الإمدادات عن القوات الأوكرانية ونقطةُ البداية لتحرير مناطق استراتيجية أخرى؟
أم أن الغرض هو إثباتُ وجود فقط وتحقيق انتصار روسي وإن كان متواضعا بعد سلسلة من الخسائر؟
معارك باخموت الدامية بين قوات مرتزقة فاغنر الروسية والجيش الأوكراني، وإعلان يفغيني بريغوجين سيطرة مرتزقته على المدينة فتح النقاش حول ما يدور في باخموت فعليًا على أرض الواقع، ولماذا دائمًا ما يأتي الإعلان من قبل مرتزقة فاغنر وليس الكرملين أو الجيش الروسي، هذا كان محور حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
وفي هذا السياق قال محمد البابا الكاتب الصحفي “مرتزقة فاغنر كان لها دور كبير في اقتحام مدينة باخموت من البداية، لذلك هي التي تعلن عن السيطرة الكاملة عليها”.
وأضاف في تصريحاته لبرنامج ستديو أخبار الآن “فاغنر هي عبارة عن تشكيلات عسكريةمدربة على حرب الشوارع وليست نظامية كالجيش الروسي”.
وأردف أن هذا هو سبب الاعتماد عليها في باخموت من قبل روسيا، لا سيما بعد فشل الجيش الروسي في اقتحام أكثر من منطقة في أوكرانيا منها باخموت وسوليدار وغيرهم من المناطق.
وأيضا قال البابا “هناك مشاكل كبيرة في فرض القرارات العسكرية بين مرتزقة فاغنر وبين وزارة الدفاع الروسية”.
وأوضح أن هناك تباين وبيانات مضادة بين الطرفين خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وهو ما أكد على تلك المشاكل”.
وعن الخسائر البشرية الروسية، قال البابا “منذ مطلع العام الجاري فقدت روسيا نحو 40 ألف شخص ما بين القوات النظامية أو مرتزقة فاغنر، وذلك وفقا لبيانات هيئة الأركان العامة الأوكرانية.
وفي نفس الإطار قال سامر إلياس الكاتب المتخصص في شؤون روسيا “السيطرة على مدينة باخموت هي سيطرة رمزية للقوات الروسية”.
وأضاف “الجيش الروسي لم يحقق أي انتصار حقيقي في أوكرانيا منذ الصيف الماضي، حيث تعرض بعدها لخسائر كبيرة جدا على المستوى العسكري”.
وأردف إلياس في تصريحاته لبرنامج ستديو أخبار الآن “الكرملين سيحاول تصدير السيطرة على باخموت كـ “إنجاز كبير” خاصةً أمام الرأي العام العالمي، وأنه استطاع محاربة الدول الغربية وأوكرانيا رغم الدعم العسكري الكبير”.
وأوضح “هناك تعطش روسي للإعلان عن أي انتصار بعد سلسلة من الخيبات وعدم التمكن من التقدم عسكريا منذ فترة في أوكرانيا”.