اشتباكات متكررة في السودان رغم الهدنة.. ووضع إنساني صعب

أزمةُ السودان الآن أمامَ أخطر منعطفاتِها .. مشهدُ سودانيُ معقد، وهدنةُ هشة ومآسي نزوح.. الاشتباكاتُ تتجددت في الخرطوم رغم الهدنة.. ودعواتُ لفتح ممراتٍ آمنة لوصولِ الإمداداتِ الطبية.. كما تتجه الأنظار إلى مدينة جدة التي تحتضنُ مباحثاتٍ بين القواتِ المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بمبادرةٍ سعودية أمريكية. وقرارُ تنفيذيُ لبايدن بصيغةِ تحذيرٍ واضح لطرفي الصراع في السودان.. فالبيتُ الأبيض وضعَ أزمةَ السودان ضمن اهتماماتِه الآنية.. فماذا يعني هذا الأمرُ التنفيذي الذي يوسع من سلطاتِ حكومتِه ويتيحُ لها فرضَ عقوباتٍ على كياناتٍ في السودان؟ وماهي مآلاتِ الأزمةِ في السودان؟

الجيش السوداني.. تناقض بين الإصرار على الحسم والعمل على الهدنة

قال رئيس تحرير مجلة السودان، علّام النور عثمان، أنه لا يرى أي تناقض بين الحسم على الأرض والعمل على هدنة وإرسال وفد للدول الغربية والعربية للعمل عليها، ولكن بالفعل هذا مايحدث الآن، والجيش مضغوط من الجانبين، والولايات المتحدة والسعودية من أكبر المؤثرين على الحراك السياسي في السودان، فالسعودية لها وزنها السياسي العميق مع العالم والسودان تحديداً، فالجيش السوداني وقوات الدعم يجب عليهما التجاوب مع أي مبادرة من السعودية ويجب أخذها بعين الاعتبار، أما الولايات المتحدة فهي أكبر مؤثر في العالم، فهي تتحكم في الكثير من المؤسسات، وأمريكا لا يمكن تهمل.

وأضاف أنه مايحدث الآن في السودان، أن الطرفين المتنازعين قالوا إنها حرب عبثية، وهذا على لسانهم، إضافة لكونهم يقومون بالعبث بحياة الناس الذين لا ذنب لهم، إضافة لاستهداف عشوائي وغير واضح لمناطق تحرق وتنهب، ولست ألوم قوات الدعم السريع، لكن كل الأدلة والتحاليل تثبت تورط قوات الدعم، لأن الجيش يقوم بالدفاع عن الشعب السوداني، والجيش السوداني منظمة لها خطوطها الحمراء التي لايمكن أن يتعداها.

اشتباكات السودان.. هدنات هشة ومآس إنسانية وعقوبات

 

وشدد عثمان على أنه بعد النزاع هناك أطراف ربما لها أهداف ولها مصالح غير معروفة، وأصبح هناك غموض شديد بخصوص هذا الشأن وفقدان للشفافية، ولكن بالنسبة له، يجب على قوات الدعم أن تمشي وراء الجيش وبإمرته، وكون الجيش لديه خلافات سياسية لا يعني التمرد عليه، ولايجب أن يكون هناك سوى جيش واحد في السودان.

هل ستكون للمبادرة السعودية الأمريكية أية نتائج؟

قال الكاتب والباحث السياسي مجدي عبد العزيز، إن هناك بالفعل نتائج على الصعيد الإنساني، يمكن أن تفضي إلى شيء، فهناك سيكون توجيه لخروج قوات الدعم السريع من المشافي من أم درمان، ووافق الجيش أن تخرج هذه القوات من دون ملاحقة، وأن تبعد عن هذه المرافق الحيوية، لذلك هذا سيكون مثالاً للمكسب على الصعيد الإنساني، وعلى صعيد المبادرة السعودية الأمريكية أعتقد أنها ستكون ناجحة.

 

اشتباكات السودان.. هدنات هشة ومآس إنسانية وعقوبات