رغم كل الاتفاقات في السودان.. الحلول السياسية لم يُكتب لها النجاح
من يقرأ تاريخ السودان خاصة بعد استقلاله يرى أنه لا جديد في الصراع المسلح بين حميدتي والبرهان على السلطة، لأن هذا البلد سجله حافل بالصراعات والانقلابات العسكرية منذ عام 1956 إلى يومنا هذا.
ووسط هذه الأزمة، تظل الحلول السياسية غائبة أو لا يكتب لها النجاح رغم كل التعهدات والاتفاقات التي تبرم وآخرها الاتفاق الإطاري.
وهذه المرة حميدتي استبق ما كانت تخطط له بعض القيادات في الإخوان للاستيلاء على السلطة من جديد بحسب أوساط سودانية، فهل سينجح في إزاحة البرهان أم أن الصراع بينهما سيخرج عن السيطرة ويولد حربًا أهلية؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من “ستديو أخبار الآن”.
حرب أهلية مستبعدة
من ناحيته، قال رئيس القسم الدولي في صحيفة الانتباهة السودانية، المثني عبد القادر، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”: “لا نأمل في أن تصل الأمور إلى حربٍ أهلية، كما أن حميدتي وضعه ضعيف للغاية وقواته تحاول القيام بعمليات عسكرية في مواقع عدة بالخرطوم”.
وأضاف عبد القادر: “حميدتي يقوم منذ الشهر الماضي بحشد العديد من القوات والتي بلغت أكثر من 30 ألفا إلى الخرطوم دون أي مبررات عسكرية، وهذا جزء كبير من الأزمة الراهنة، كما أن هذه القوات تقوم بعمليات فوضى كبيرة في العاصمة، لكن أعقتد أن الجيش بإمكانه السيطرة على الوضع”.
ولفت: “الجيش سيتمكن من السيطرة على الأوضاع وكذلك في مناطق نفوذ حميدتي ولذلك فإن نشوب حرب أهلية بعيد كُل البعد وستعود الأمور إلى طبيعتها لكنها مسألة وقت”.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضوعن أجرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “هل سنشهد أزمة لاجئين جديدة في السودان في حالة استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:
- نعم: 91%
- لا: 9%
جذور الأزمة
يأتي هذا فيما قال الكاتب والمُحلل السياسي خالد ماسا خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “من يتابع المشهد السوداني الآن بالتأكيد لن يتفاجئ باعتبار أن هُناك توترات كثيرة خلال الأشهر والسنوات الماضية، قادت البلاد في النهاية لحدوث مواجهات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع”.
وأضاف: “كان من الواضح أن هناك تباين في المواقف إزاء قرارات 25 أكتوبر والتي وصفها حميدتي قائد الدعم السريع بالانقلاب حينها، كونها على حد قوله غير موفقة في تعديل مسار الثورة”.
وأشار ماسا إلى أن تفاقم الوضع طال العملية السياسية وورش الإصلاح الأمني والعسكري وهو ما انعكس على أرضِ الواقع، مؤكدًا: “ما جرى ينفي وجود أي توافق بين الجانبين”.