لماذا تسعى الصين لحل الخلافات بين دول بعيدة وسط مشاكل غير منتهية مع جيرانها؟

أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع نظيره الصيني شي جينبينغ في موسكو، انفتاح روسيا على مناقشة خطة السلام مع أوكرانيا.

وقال بوتين خلال الاجتماع الذي تم بث بدايته على التلفزيون الروسي، “نحن منفتحون دائما على عملية التفاوض. سنناقش بلا شكّ كل هذه القضايا بما في ذلك مبادراتكم التي نتعامل معها باحترام”.

وأشاد شي جينبينغ بـ”العلاقات الوثيقة” بين روسيا والصين خلال لقائه بوتين.

هذه المحادثات تأتي في ظل تجاهل بكين لدعم روسيا عسكرياً بالخفاء وتقديم نفسها وسيطاً بين طرفين هي داعمة لأحدهما وهو موسكو.

كما أن الضمانات التي يمكن أن تقدمها الصين، في هذا الملف غامضة.

إضافة لذلك يطفو إلى السطح موضوع تجاهل بكين التوترات التي تعيشها مع جيرانها، كوريا الجنوبية واليابان في وقت تقدم نفسها وسيطاً دولياً للسلام بمختلف الملفات.

سلام مزعوم

قال مستشار وزير الخارجية الأوكراني يفهين ميكيتينكو إن روسيا شنت الليلة الماضية موجة جديدة من الصواريخ الروسية و21 طائرة مسيرة إيرانية الصنع وللأسف استهدفت خمسة منها أهدافا مدنية.

وأضاف أن حتى الرئيس الروسي لم يعجب بالمقترح الصيني لذلك ضرب أوكرانيا بوابل من الصوراريخ.

الصين تقدم نفسها وسيطاً للسلام بين روسيا وأوكرانيا .. ما حقيقة نواياها؟

وأشار إلى أن روسيا تريد نحو 20 بالمائة من مساحة أوكرانيا ولا يمكن أن يكون هناك سلام على هذا النحو، مبينا أن هناك أنباء بأن الرئيس الصيني سيتصل بالرئيس الأوكراني عندما يعود إلى بكين ونحن بانتظار عرضه الذي سيقدمه.

وأوضح ميكيتينكو أن أوكرانيا تحتاج إلى 411 مليار دولار بحسب البنك الدولي لإعادة إعمارها ولنمو اقتصادها مجددا، لذلك نحتاج إلى تعهدات وضمانات قبل الحديث عن أي سلام.

مصلحة الصين

قال الكاتب والمحلل السياسي في إندبندنت عربية طارق الشامي  إن الصين تريد أن تقدم عدة رسائل من خلال لعبها دور الوساطة أهمها أن تقول لأسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بأنها دولة عظمى تستطيع أن تلعب دورا كبيرا كما تفعل روسيا وأمريكا.

وتريد أن تظهر بأن الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين مقبول عالميا خاصة في ظل مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه من قبل الجنائية الدولية.

الصين تقدم نفسها وسيطاً للسلام بين روسيا وأوكرانيا .. ما حقيقة نواياها؟

وأضاف أن الصين أبعد ما تكون على أن تلعب دورا حياديا في القضية لأنها ترى مصلحتها مع روسيا كصديق وشريك على مستويات عديدة وستكون مكشوفة في حال خسارة روسيا هذه المعركة.

مبينا أن بكين ساعدت وساندت روسيا في رفع الاقتصاد من خلال شراء النفط ووفرت الرقائق المتقدمة وشرائح الكبميوتر والشرائح التي تستخدم في السلاح وتعزيز التجارة والتي اقتربت من تحديد الهدف الذي وضعت له خطة بـ 200 مليار دولار.

وأوضح الشامي أن بكين تخشى من أن انهيار روسيا عسكريا لأنه سيصب في صالح الولايات المتحدة الأمريكية.

الرأي رأيكم

طرحت أخبار الآن سؤالا للمتابعين في فقرة الرأي رأيكم وكان السؤال:

لماذا تقدم الصين نفسها وسيطاً للسلام بين روسيا وأوكرانيا؟

تسعى لتحقيق مصالحها لدى روسيا.. 18%

فرض نفسها لاعباً رئيسياً في الملفات الدولية.. 82%