بعد التحرك الأوروبي.. هل اقترب سقوط النظام الإيراني؟

النظام الإيراني يواصل قمع الاحتجاجات المستمرة

“تضييق الخناق على النظام الإيراني”.. هذا ما ناقشته حلقة الجمعة من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها رشا مقران، حيث تطرقت إلى تداعيات دعوة البرلمان الأوروبي، الخميس، بروكسل إلى فرض عقوبات على مسؤولين في النظام الإيراني، ضالعين في وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، وفي قمع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاتها في ايران.

وفي نص تم التصويت عليه برفع الأيدي، طالب النواب الأوروبيون الذين اجتمعوا في ستراسبورغ بإضافة “مسؤولين في النظام الإيراني، لا سيما كل المرتبطين بشرطة الآداب، الذين يثبت تآمرهم أو مسؤوليتهم في وفاة مهسا أميني، وأعمال العنف بحق المتظاهرين”، الى اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.

وفي مقدمة الحلقة قالت رشا مقران: “احتجاجات إيران تدخل أسبوعها الرابع، هذه الاحتجاجات التي جاءت ردا على وفاة “مهسا أميني”، التي أشعلت نار الغضب في البلاد زادت وتيرتها داخل وخارج إيران لتتحدى القيادة الدينية وقيودها الخانقة على جميع جوانب الحياة الاجتماعية في البلاد”.

وأضافت: “في الوقت الذي اتهمت منظمة العفو الدولية الأمن الإيراني بقتل عشرات الأشخاص، واعتقال الآلاف في عدة مدن إيرانية، صادق البرلمان الأوروبي، بأغلبية مطلقة على إدانة العنف ضد المتظاهرين في إيران، كما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل”، إن الاتحاد يدرس فرض عقوبات إضافية على إيران”.

من ناحيته قال نديم غنوم، الباحث والمختص في الشأن الإيراني، إنه فضلا عن موقف الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، قررت دول أوروبية منفردة في اتخاذ إجراءات وعقوبات ضد القوات الأمنية الإيرانية وكذلك النظام الإيراني، مشيرا إلى تصريحات لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوكن التي قالت فيها إنها ترغب في أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إيران. وذلك لاستخدام النظام الإيراني العنف في قمع الاحتجاجات التي انطلقت وتستمر لأسبوعها الرابع، على إثر مقتل مهسا أميني.

وكانت آخر مرة يتفق فيها التكتل على عقوبات ضد طهران بسبب حقوق الإنسان في عام 2021. ومع ذلك، لم يُضف أي إيراني إلى قائمة العقوبات منذ عام 2013، نظرا لتفادى الاتحاد الأوروبي إثارة غضب إيران على أمل الحفاظ على الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في عام 2015. والمحادثات الرامية لإحياء هذا الاتفاق متوفقة حاليا.

من ناحيته قال د. هاني سليمان، الباحث في الشأن الإيراني، إن الأسلوب المتبع من قبل أوروبا مع إيران منذ فترة، هو أسلوب فرض العقوبات، مشيرًا إلى عدم رغبة الدول الأوروبية في إسقاط المظام الإيراني، نظرا لارتباطها بمصالح مشتركة مع هذا النظام، في ظل ملف الاتفاق النووي، والمفاوضات المستمرة منذ سنوات.

وأوضح أن فكرة إسقاط النظام الإيراني، لم تكتمل بصورة كاملة لدى الغرب والولايات المتحدة، وهو ما يدفعها لفرض مزيد من العقوبات على النظام والقوات الأمنية.

وفي السياق، قتل 82 شخصا على الأقل منذ الجمعة في قمع التظاهرات في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، وفق ما أكدت منظمة العفو الدولية الخميس.

وقالت المنظمة إن “قوات الأمن الإيرانية قتلت في شكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصا بينهم أطفال، واصابت مئات آخرين بجروح بعدما أطلقت النار” على متظاهرين وعابرين ومصلين، موضحة أنه “مذاك، قتل 16 شخصا آخرين في حوادث منفصلة في زاهدان في إطار القمع المستمر لهذه التظاهرات.