كيف ستتصرف روسيا في ظل العزلة الدولية الاقتصادية ضدها؟

  • د. عبد اللطيف درويش: الاقتصاد العالمي والأوروبي لن يتحمل أكثر من ذلك
  • الخبير الاقتصادي عبد المنعم السيد: سيكون هناك انخفاض في الاستثمارات بروسيا

 

ناقشت حلقة الثلاثاء من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول تبعات عجز روسيا عن سداد ديونها بعد نهاية فترة السماح.

وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “بما أنه ليس من المنطقي أن يطلب الدائنون إعلان التخلف من خلال المحاكم لأن روسيا لم تتنازل عن حصانتها السيادية ولن يكون لأي محكمة أجنبية اختصاص، هل ستكون المطالبة بالأصول الدبلوماسية بمثابة قطع العلاقات الدبلوماسية والدخول في صراع مباشر مع روسيا؟”.

وتابعت: “الإعلان الرسمي يأتي عادة من شركات التصنيف غير أن العقوبات الأوروبية أدت إلى سحب تصنيفات الكيانات الروسية، ووفقاً لوثائق السندات التي انتهت فترة سماحها يوم أمس يمكن لـ25% من حاملي السندات القائمة إعلان التخلف عن السداد، فما الذي يمكن أن يفعله المستثمرون هل سيتصرفون بشكل فوري أم أنهم سيراقبون تقدم الحرب على أمل تخفيف العقوبات في النهاية”.

من جهته، قال أستاذ الاقتصاد د. عبد اللطيف درويش: “أعتقد أنه يجب أن يكون هناك انتظار من قبل حاملي السندات لأن الاقتصاد العالمي والأوروبي لن يتحمل أكثر من ذلك”.

وأضاف: “لا يمكن تحمل حرب مباشرة بين المعسكر الغربي وروسيا ولمصلحة كل الدول أن يكون هناك توقف”.

وتابع: “التخلف الذي حدث لم يكن نتيجة عجز روسيا عن دفع الديون وإنما هي مسألة عجز فني مثل إغلاق البنوك”

بدوره ذكر الخبير الاقتصادي عبد المنعم السيد، أنه سيكون هناك انخفاض في الاستثمارات بروسيا، وأردف: “العالم سيبحث عن آلية تضمن المستثمر الأجنبي”.

وأضاف: “العقوبات على روسيا أسهمت في توقف الاستثمار وهذا سيؤثر على الاقتصاد هناك وعلى حجم البطالة، وقد يكون هناك رد فعل روسي يؤثر على الاقتصاد العالمي”.

هذا وتخلفت روسيا عن سداد ديونها الخارجية للمرة الأولى منذ عام 1917، إثر العقوبات الغربية الصارمة المفروضة عليها، بعد غزو أوكرانيا في فبراير الماضي.

وفي التفاصيل، لم تستطع روسيا سداد مبلغ 100 مليون دولار من الفوائد التي تتعلق بنوعين من السندات أحدهما بالدولار الأمريكي والآخر باليورو.

وكان من المفترض أن تسدد روسيا هذه الديون في27 مايو الماضي، وتبلغ مهلة السداد 30 يوما انتهت ليل الأحد الاثنين.

وتخلفت روسيا عن سداد ديونها آخر مرة في عام 1917، إبان الثورة البلشفية.

ويأتي تخلف روسيا عن سداد ديونها نتيجة العقوبات الغربية التي جمّدت نحو 640 مليار دولار من أصول روسيا من العملات الصعبة.

ويعني التطور الأخير أن روسيا باتت معزولة أكثر من أي وقت مضى عن النظام المالي العالمي.