العراق.. فشل تشكيل الحكومة منذ 8 أشهر

  • استقالة الكتلة الصدرية تُعقد الأزمة

ناقشت حلقة الأحد من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمها سيف الدين ونوس، تداعيات استقالة “الكتلة الصدرية” من مجلس النواب العراقي.

وكان قد وافق رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، قبل أسبوع، على استقالات نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب. قائلا: “نزولاً عند رغبة السيد الصدر قبلنا استقالات الكتلة الصدرية”.

ووجّه الصدر، الأحد، بتقديم استقالات أعضاء الكتلة الصدرية إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بعد فشل تشكيل “حكومة أغلبية” رغم مرور 8 أشهر من الانتخابات النيابية، معتبرًا أنها “تضحية من أجل الوطن”.

وقال ونوس في مقدمة الحلقة: “فاجأ زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر حلفاءه وخصومه مرتين عندما طلب أولا من نوابه تجهيز استقالاتهم من عضوية البرلمان العراقي ووضعها تحت تصرفه. وظن الجميع أن هذه الخطوة إحدى أوراق الضغط التي قرر الصدر ممارستها ضد خصومه، أما نوابه، فإن أياً منهم لم يكن يتوقع المفاجأة عندما طلب منهم بعد أيام تقديم استقالتهم بالفعل، وحتى مع تحول معظم مقاعد “الكتلة الصدرية” التي تزيد عن السبعين مقعداً إلى خصومهم السياسيين من قوى “الإطار التنسيقي” الشيعية، فإن قدرة الأخيرة على المضي قدماً في تشكيل الحكومة، تبدو بعيدة المنال، وبحاجة إلى أشهر جديدة من المماطلة والجدل والحوارات السياسية غير المجدية على غرار الأشهر السبعة الماضية التي أعقبت إجراء الانتخابات العامة، وانتهت إلى لا شيء.

وأضاف مقدم الحلقة: “كما أن إمكانية نجاح أي مسعى سياسي بعيداً عن التيار الصدري الذي يُعد من بين أكبر القوى والتيارات الشيعية التي كونت أركان النظام السياسي بعد 2003، أمر مستبعد، فإلى أين يتجه المشهد السياسي العراقي بعد خطوة الصدر التي حيرت الجميع”.

من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي محمد زنكنة في حواره مع سيف الدين ونوس لـ”ستديو الآن”، إن التيار الصدري خارج البرلمان، بات أقوى منه داخل البرلمانن مشيرا إلى إمكانية وقوع مصادمات خلال الفترة المقبلة بين القوى السياسية المختلفة.

وأضاف أن هناك “خياما تُعد ومنشورات تُوزع بين فترة وأخرى عن اقتراب ساعة الصفر، والثورة المقبلة”.

 

الاستقالة خلقت حالة من الغموض وغياب الرؤية للعملية السياسية في العراق، في وقت بدأ “الإطار التنسيقي” إجراء مباحثات داخلية لمتابعة تداعيات تلك الخطوة.

وقال الصدر، في بيان كتب بخط اليد، إن “على رئيس الكتلة الصدرية، حسن العذاري، أن يقدم استقالات الأخوات والإخوة في الكتلة الصدرية إلى رئيس مجلس النواب”، مقدمًا الشكر “لما قدموه في هذه الفترة القصيرة”، كما قدم الشكر “لحلفائنا في تحالف إنقاذ الوطن لما أبدوه من وطنية وثبات، وهم الآن في حل مني”.

وتعني تلك الاستقالة، انتهاء تحالف “إنقاذ الوطن” الذي تشكل بتحالف الصدر مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

من ناحيته قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية د. غازي فيصل حسين في حواره مع سيف الدين ونوس لـ “ستديو الآن” إن الإطار التنسيقي يواجه تحديات كبرى في تشكيل الحكومة بعد انسحاب الصدر من البرلمان”.

وتباينت آراء المحللين العراقيين إزاء تلك الخطوة وتداعياتها على العملية السياسية، وفيما إذا كانت ستصب في صالح استقرار الوضع السياسي أم إنها ستعمّق الأزمات التي يعيشها العراق، خاصة أن قرارات الصدر غير ثابتة، وهو ما يضفي مزيدًا من القلق الشعبي والسياسي.

وخلال الأشهر الماضية، سعت قوى “الإطار التنسيقي” إلى تشكيل حكومة توافقية، بمشاركة الصدر، حيث تخشى تلك القوى من سيناريو ذهاب الصدر، نحو المعارضة السياسية، لما يعنيه ذلك من خطر على الحكومة المقبلة وإمكانية إسقاطها في فترة وجيزة.