إيران تتفاوض في الوقت الذي تطور فيه برنامجه النووي

ناقشت حلقة الأربعاء من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها سونيا الزغول، تبعات إغلاق 27 كاميرا إضافية للطاقة الذرية في إيران.

وقالت الزغول في مقدمة الحلقة: “ضربة قاضية- تحذير أطلقته الطاقة الذرية بعد قرار إيران إغلاق 27 كاميرا للوكالة لمراقبة أنشطة ايران النووية، فهل نحن أمام ضربة أخيرة في نعش هذا المحادثات النووية حول برنامج ايران النووي”.

وأضافت: “سابقًا عطّلت ايران كاميرات المراقبة حين ادعت توقفها لأسباب فنية ورفضت حتى اليوم الكشف عن ما حدث خلال فترة توقف تلك الكاميرات وإلى أي حد تطور برنامجها النووي ورغم صعوبة الموقف والخطر الذي شكلته تلك الخطوة إلا أنها لم توقف النقاشات معها حول برنامجها النووي واستمرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حث طهران على التعاون، وبعد تجاهل جميع الطلبات صدر قرار من مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران ينتقد رسميًا عدم تعاون إيران وهي الانتقادات الأولى التي تُوَجّه لإيران منذ يونيو 2020 وعلى إثرها قررت ايران إغلاق 27 كاميرا إضافية”.

واستطردت الزغول: “قرار الوكالة آثار غضب طهران، فهل يدل ذلك على أن القرار صحيح ويصب في خط الضغط عليها في فيينا وأعطى النتائج المرجوة منه”.

وأوضجت: “الفارق اليوم أن عدد الكاميرات التي تعمدت طهران إيقافها لإرهاب الوكالة والعالم كبير جدا، والخيارات التي باتت على الطاولة إعلان فشل المحادثات النووية في فيينا وتصعيد العقوبات ضد إيران وإحالة طهران إلى مجلس الأمن الدولي”.

رصدت صور التقطتها الأقمار الصناعية

نشاطا متزايدًا في ميناء الخميني

وفي السياق، رصدت صور التقطتها الأقمار الصناعية نشاطا متزايدًا في ميناء الخميني في مقاطعة سمنان بإيران في إطار الاستعدادات لإطلاق صاروخ، فيما تتصاعد التوترات بين طهران والدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

من ناحيته قال  محمد المذحجي، مدير مركز ميسان للدراسات، في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن” إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية شرعّنت البرنامج النووي السري لإيران بإنكار وجوده، ولم تطلب منها العودة للاتفاق.

وأكد المذحجي، أن الوكالة رفضت الأخذ بعين الاعتبار التقارير الاستخبارية التي تكشف عن المواقع التي تعمل فيها على صنع القنبلة الذرية.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” منصة إطلاق صواريخ في الميناء، وقالت الشركة إن الصور “تكشف عن نشاط متزايد في منصة الإطلاق وبالقرب منها”.

وأضافت: “يوجد صاروخ على ناقلة في منصة الإطلاق نفسها، استعدادا لتركيبه بواسطة رافعة ثقيلة”.

وميناء الخميني هو موقع عمليات إطلاق أقمار صناعية سابقة فاشلة تتبعها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وأوضح نديم غنوم، الباحث والمختص في الشأن الإيراني، في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن” أن قرار الطاقة الذرية بعدم تعاون إيران سوف يدفع باتجاه خفض شروط طهران في مفاوضات فيينا.

ندّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية بقرار إيران “إغلاق سبع وعشرين كاميرا” لمراقبة أنشطتها النووية، محذرة من “ضربة قاضية” للمحادثات حول هذا الملف الشائك إذا استمر التعطيل.

وأعلنت طهران وقف العمل بكاميرتَين على الأقل تابعتَين للوكالة الذرية هدفهما مراقبة نشاطاتها النووية، بعد تبني مجلس محافظي الوكالة قرارا ينتقد عدم تعاونها.

وجاء القرار بعدما عبرت الوكالة الذرية عن قلقها حيال آثار يورانيوم مخصب عثر عليها سابقا في ثلاثة مواقع لم تعلن طهران وجود أنشطة نووية فيها.

من جانبها أعربت واشنطن عن قلقها من “استفزازات” طهران، وحذرت على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن من “أزمة نووية متفاقمة” و”زيادة العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران”.

بالصور.. استعدادات إيران لإطلاق صاروخ

تُظهر صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” منصة إطلاق صواريخ في الميناء

إضافة إلى تعطيل الكاميرات، أبلغت طهران الوكالة بأنها اتّخذت خطوات أخرى من ضمنها نصب جهازي طرد مركزيين في موقع نطنز، بما يعزز بشكل كبير قدرتها على تخصيب اليورانيوم.

بالمقابل أكد الإيرانيون، إمكانية العودة عن الإجراءات التي اتخذتها لتقليص التزاماتها النووية، في حال إحياء اتفاق عام 2015 مع القوى الكبرى.

تصريحات إيرانية من شأنها أن تفتح الباب أمام تفسيرات عدة، والحديث هنا عن محاولتها كسب المزيد من نقاط القوة على طاولة المفاوضات، قبيل إبرام اتفاق نووي يجعل أنشطتها النووية تحت رقابة دولية دائمة، أو أنها ستغلق باب المفاوضات بتعنتها حتى إشعار آخر.