بعد فشلِها في اقتحام العاصمة الأوكرانية “كييف”.. أعلنت موسكو تخفيض عملياتها في شمال أوكرانيا، متحدثة عن تركيز الجهود على القتال في إقليم دونباس، وهي المنطقة التي قد تحدد مسار الحرب في أوكرانيا- وربما مستقبلَها لقرون مقبلة.
رصدت صورٌ التقطتها الأقمار الاصطناعية قافلةً عسكريةً روسيةً ضخمة، قبل أيام، وهي تتجه إلى دونباس، في إشارة فُسرت على أنها تأتي ضمن الحشد الروسي لمعركة الإقليم.
روسيا تمهد الساحةَ لمعركة طويلة، من المؤكد أنها ستكبد الطرفين خسائر فادحة، في حين يحاول الروس تطويق القوات الأوكرانية.
معركة دونباس، لن تكون أسهل على القوات الروسية من الخسائر في المدن الأوكرانية الأخرى، فمن المتوقع أن تكون معركية شرسة، وأن تشكل في نهاية المطاف مسار الحرب.
ومن شأن أي معركة طويلة الأمد أن تقضي على آمال فلاديمير بوتن في إعلان فوزه الكبير بحلول التاسع من مايو، ذكرى انتصار روسيا على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، وتحييه موسكو بعرض عسكري ضخم- حسبما كان يأمل الرئيس الروسي.
وحسب خبراء فإن موسكو قد تحاول اختراق الجبهة الشرقية الأوكرانية خلال تقدمها بالقوات والدبابات والمدرعات من الشمال والجنوب في محاولة لتطويق ومحاصرة القوات الأوكرانية من الخلف.
بينما ستحاول أوكرانيا تجنب المعارك المفتوحة بالدبابات وأن تستخدم المدفعية لاستهداف خطوط الإمداد وإرسال فرق تهاجم القوافل العسكرية وخطوط الإمدادات اللوجستية.
أوكرانيا: مستحيل مراقبة النشاط الإشعاعي في تشيرنوبيل
وفي سياق منفصل، فشلت السلطات الأوكرانية حتى الآن في استعادة سبل مراقبة الإشعاعات النووية في محطة تشيرنوبيل في شمال أوكرانيا، حيث حفر الجنود الروس، على حد قولها، شبكة تحت الأرض عندما احتلوا موقع أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
قال مدير الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن منطقة تشيرنوبيل المحظورة، يفغين كرامارينكو “إن نظام التحكم في مستوى النشاط الإشعاعي في المنطقة المحظورة ما زال معطلاً”.
وأضاف خلال مؤتمر عبر الفيديو تابعته وكالة فرانس برس أن “الخواديم التي تدير هذه المعلومات اختفت” مضيفاً “لا يمكننا الجزم فيما اذا كانت (المنطقة) آمنة تماما”.
وأشار إلى أنه “طالما لم تتم عودة التيار الكهربائي ولم يحصل العمال على إذن من القوات المسلحة للذهاب إلى نقاط مراقبة النشاط الاشعاعي، لا يمكننا تقييم الأضرار التي لحقت”.
كذلك أكد كرامارينكو أن “المحتلين (الروس) حفروا في أماكن متعددة” في تشيرنوبيل، حيث وقع الحادث النووي في نيسان/ أبريل 1986.
وأضاف “لقد دفنوا معدات ثقيلة وأقاموا خنادق وحتى مطابخ تحت الأرض وخياما وتحصينات” لافتاً إلى ان “أحد هذه التحصينات تقع بالقرب من موقع لتخزين النفايات المشعة بشكل موقت”.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في اليوم الأول من العملية التي أطلقتها في 24 شباط/فبراير لغزو أوكرانيا. وعلى مدى شهر ونيّف احتلّت هذه القوات المنطقة التي تشهد نشاطا إشعاعيا كبيرا، لتعود وتخرج منها في 31 آذار/مارس.
حذر كرامارينكو من أن الجنود الروس سيشعرون “قريبًا جدًا” بآثار الإشعاع” موضحاً “البعض في غضون شهر، والبعض الآخر في غضون سنوات”.
انتشر نحو ألف جندي روسي في تشيرنوبيل لعدة أسابيع، إلى جانب 50 عربة مصفحة، بحسب المسؤول.