أجرت أخبار الآن لقاء خاصاً مع نائب رئيس الوزراء دريتان أبازوفيتس، الذي ينظر إليه مواطنو مونتينيغرو كمناضل من أجل الشفافية، وهو تحدّث عن صفقة سيئة الشروط مع الصين. لكنّ أبازوفيتس ليس مجرد نائب رئيس وزراء، بل هو أيضاً المسؤول عن الأمن القومي، ومن هنا فهو يتحدث عن تهديدٍ يمس سيادة البلاد.

وفي ما يتعلق بمن وكيف سيتم الانتهاء من الطريق السريع، يتطلع أبازوفيتش نحو بروكسل. ويضيف: أنا متأكّد من أننا سنجد بعض الحلول للتمويل من المؤسسات الأوروبية.

ما زاد الطين بلّة، أنّ في العقد مطبّات تطال الأمن القومي للبلاد، وسيادة هذا البلاد. أخبار الآن تمكّنت من الحصول على نسخة من ذلك العقد، وبعد التمحّص فيه، تبيّن أنّ هناك بعض البنود المفخخة والغريبة. أحد البنود التي أدرجت تحت عنوان في حال عدم القدرة على سداد الدين، ينص على أنّه في حال انتهى الأمر بمونتينيغرو بعدم القدرة على سداد القرض، فيتعيّن عليها التنازل عن بعض أراضيها للصين.

ففي ذلك البند، أنّ المقترض يتنازل بشكل نهائي عن سيادته أو حصانته على ممتلكات وأراض، مع الإشارة إلى أنّ تلك الممتلكات لا تشمل البعثات الديبلوماسية والقنصلية والممتلكات العسكرية.

أيضاً، تخضع هذه الإتفاقية وكذلك حقوق الأطراف التزاماتهم، للتفسير وفقاً لقوانين الصين، أي أنّ المحكمة المكلّفة بالقضية، مركزها بكين، وذلك يعيق التحقق من حجم المشكلة. وفي حال صدور أيّ حكم عن تلك المحكمة، يكون القرار نهائياً وملزماً للطرفين، فيما اللجوء إلى التحكيم الدولي أمر شكلي.

هل تصادر الصين أراضٍ في مونتينيغرو بموجب العقود الموقعة بينهما؟

الأمر الآخر، تخضع هذه الإتفاقية لسرية تامة، إذ لا يجوز للمقترض الإفصاح عن أيّ معلومات بموجب هذه الإتفاقية، أو عمّا يتعلق بهذه الاتفاقية لأيّ طرف ثالث.

أمر آخر مريب، يكمن في أنّ الصين يمكن أن تستغل الأمر سياسياً، وتطالب بسداد المبلغ بأكمله حالاً، وتلك مشكلة كبرى، وهذا ما يشير إليه خبير السياسة الخارجية الصربية ستيفان فلاديسفياف لـ أخبار الآن. وقال إنّه عندما يتعلق الأمر بالصين فلا يمكنك ان تفصل بين الإقتصاد والسياسة، وبالطبع هناك تداعيات لأنّه عندما يكون لديك عملية اقتصادية وثيقة كهذه عندما يكون لديك مثل هذا الاعتماد على بلد عندما يتعلق الأمر باستقرارك المادي، فذلك يعني أنّ الصين لديها مطالب من الناحية السياسية، ويمكن أن تضع ضغطاً على حكومة بودغوريتسا، وتطلب بعض الخدمات السياسية أيضاً.

يخشى البعض من أن تضع الصين عينها على ميناء بار في المياه العميقة، لماذا؟ لأنّ مميزات المرفأ يتناسب بشكل جيّد مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي مشروع بنية تحتية عالمي للوصول إلى الأسواق.

في اتفاقية الصين مع مونتينيغرو بشأن الطريق السريع، بند خطير يتوجب على الجبل الأسود التنازل عن أراض في حال عدم القدرة على سداد الدين لبكين. وفلاديسفيان يكشف لـ أخبار الآن أن الصين قد تتحكم بقرار البلاد السياسي

مراسلة أخبار الآن في مونتينيغرو يلينا مرتينوفيتش تكشف في رسالة مسجلة، أن لا محاسبة حتى الآن للمسؤولين المتورطين بالصفقة الطريق السريع السيئة مع الصين، متحدثة عن الأضرار الجسيمة التي ألحقت بنهر تارا المصنّف محمية من قبل الأونيسكو