مبررات فيسبوك بالخروج عن الخدمة.. هل تقنع المستخدمين؟

  • تعذّر على مئات الملايين الوصول إلى فيسبوك وإنستغرام وواتساب على مدى أكثر من ست ساعات
  • يعتقد خبراء في مجال الأمن السيبراني أن المشكلة تتلخص في شيء يطلق عليه “بي جي بي” أو بروتوكول التوجيه بين البوابات
  • يقول خبراء إن البنية التحتية الفنية لفيسبوك تعتمد بشكل غير عادي على أنظمتها الخاصة، وقد تبيّن أن ذلك أمر كارثي

 

تعذّر على مئات الملايين الوصول إلى فيسبوك وإنستغرام وواتساب على مدى أكثر من ست ساعات الاثنين، ما سلّط الضوء على مدى اعتماد العالم على المنصات التابعة للشركة العملاقة في سيليكون فالي. لكن ما الذي تسبب بالعطل؟

ماذا تقول فيسبوك؟

في مدونة قدم اعتذاره فيها لكل من تأُثر بانقطاع خدمات المجموعة، قال سانتوش جاناردان نائب رئيس البنية التحتية في فيسبوك إن “تغييرات في الإعدادات في أجهزة التوجيه الأساسية التي تنسق حركة مرور الشبكة بين مراكز البيانات لدينا، تسببت في حدوث مشكلات أدت إلى قطع هذا الاتصال”.

هل يمكن شرح ذلك بطريقة مبسطة؟

يعتقد خبراء في مجال الأمن السيبراني أن المشكلة تتلخص في شيء يطلق عليه “بي جي بي” أو بروتوكول التوجيه بين البوابات، وهو النظام الذي يستخدمه الإنترنت لاختيار أسرع طريق لنقل حزم المعلومات.
وقارن سامي سليم من شركة “تيليهاوس” لمراكز البيانات، “بي جي بي” ب”مراقبة الحركة الجوية”.

وأوضح أنه بالطريقة نفسها التي يقوم بها مراقبو الحركة الجوية أحيانا بإجراء تغييرات على جداول الرحلات “قام فيسبوك بتحديث هذه المسارات”.
لكن هذا التحديث احتوى على خطأ جوهري.

ولم يتّضح بعد كيف ولماذا، لكن أجهزة التوجيه في فيسبوك أرسلت رسالة إلى الإنترنت تفيد بأن خوادم الشركة لم تعد موجودة.

في هذا الصدد يقول الخبير التقني ومحلل الأمن السيبراني عبد الرحيم الإمام لأخبار الآن إن التوقف حصل بسبب هاكرز أو شخص أراد الضرر بفيسبوك

وأضاف الإمام أنه في كل دقيقة يقدر عدد الهجمات بمئات الآلاف حول العالم، ولا يمكن استبعاد فرضية محاولة الاختراق، وهناك تحقيقات من قبل فيسبوك لمعرفة سبب المشكلة، لانها لا تستطيع الكذب على المستخدمين لانها ستفقد مصداقيتها

لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا لإصلاح المشكلة؟

يقول خبراء إن البنية التحتية الفنية لفيسبوك تعتمد بشكل غير عادي على أنظمتها الخاصة، وقد تبيّن أن ذلك أمر كارثي الاثنين.

وبعدما أرسل فيسبوك تحديث أجهزة التوجيه، أُخرج مهندسوه من النظام الذي يسمح لهم بالإبلاغ بأن التحديث كان، في الواقع، خطأ. لذلك لم يتمكنوا من حل المشكلة.

وقال بيار بوني من “أفنيك” وهي الجمعية التي تدير أسماء النطاقات في فرنسا “عادة يكون من المفيد جدا عدم وضع كل البيض في سلة واحدة”.

وأضاف “لأسباب أمنية، كان على فيسبوك أن تركز بشكل كبير على بنيتها التحتية”.

وتابع “هذا يبسط الأمور على أساس يومي، لكن لأن كل شيء موضوع في المكان نفسه، عندما تصبح هناك مشكلة في ذلك المكان، يكون مستحيلا القيام بأي شيء”.

من الآثار غير المباشرة للعطل، عدم قدرة بعض موظفي فيسبوك على دخول مبانيهم لأن شاراتهم الأمنية لم تعد تعمل ما أدى إلى زيادة تباطؤ الاستجابة.

في مقابلة مع أخبار الآن يقول الأكاديمي والخبير بتكنولوجيا المعلومات والجريمة الالكترونية الدكتور عُبيد صالح إن الجميع كان ينتظر فيسبوك لتوضيح السبب الحقيقي للمشكلة.

وأضاف الدكتور صالح أن الأمر المحير هو التوقف الذي استمر 7 ساعات، حتى التبرير الذي وضعته الشركة بأن هناك خطأ في إعدادات الشبكة غير وارد، لأن الشبكة لا تحتاج كل هذا الوقت سيما وأنها ليست شركة جديدة في مجال التكنولوجيا.

هل هذا أمر غير مسبوق؟

لا يعتبر خروج وسائل التواصل الاجتماعي عن الخدمة أمرا غير شائع: فقد شهد إنستغرام وحده أكثر من 80 عطلا العام الماضي في الولايات المتحدة، وفقا لموقع “تولتستر” المتخصص.

لكن العطل الذي واجهه فيسبوك هذا الأسبوع، نادر من حيث مدته ومدى تأثيره.

وهناك أيضا سابقة لكون “بي جي بي” السبب الجذري لتعطل شبكة اجتماعية.

في العام 2008، عندما كان مزود خدمة إنترنت باكستاني يحاول حظر موقع يوتيوب لمستخدمين محليين، قام عن غير قصد بإغلاق الموقع العالمي لساعات.