شجرة الأرز تحتضر.. عيدانها يابسة وورقها جاف.. جذعها يترنح وفأس الفساد والجوع يضربها بلا هوادة .. فلا لبنان عاد كما كان ولا اللبنانيون قادرون حتى على التنفس

ليست سوداوية ولا تشاؤم .. وانما نظرة واسعة على الأوضاع التي آل اليها لبنان خلال الشهور الماضية.. فمرفأ عاصمتها مدمر ولا وقود يكفي للمركبات.. كهرباء تأتي على خجل .. ودواء غير حاضر على رفوف الصيدليات .. وما خفي أكثر.

تقارير محلية وعربية وأممية لم تعد فقط تدق ناقوس الخطر .. فالخطر موجود ووصل حتى لقمة العيش اليومية، فمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة يونيسيف قالت في أخر تقرير لها ان أكثر من 77 بالمئة من العائلات اللبنانية لا تجد ما يكفي من المال لشراء الطعام خلال الشهر الجاري.. فهل وصل لبنان فعلا الى حافة المجاعة.

والأمر لا يقتصر على الطعام.. فكافة الاحتياجات الاساسية للمواطنين لا تجد طريقها اليهم.. ومع كل ما تم ذكره – وهو بالمناسبة نقطة في بحر المعاناة الحقيقة – فالقوى السياسية لم تتفق على تشكيل الحكومة وكأن الطبقة الحاكمة تعيش في كوكب آخر.