راتكو ملاديتش.. عراب مذبحة “سربريتنسا” في صرب البوسنة

أكد القضاء الدولي الثلاثاء في الاستئناف الحكم بالسجن مدى الحياة بحق القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة بين 1992 و 1995، في قرار لقي ترحيباً من جانب الأمم المتحدة وواشنطن.

وقالت آلية المحاكم الجنائية الدولية التي مقرها في لاهاي إن “غرفة الاستئناف تؤكد عقوبة السجن مدى الحياة بحق ملاديتش”، رافضة بذلك الاستئناف الذي قدمه الأخير المدان خصوصا بالابادة لدوره في مجزرة سربرينيتسا، وهي الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تعتبر إبادة جماعية في نظر القضاء الدولي.

سفاح البلقان أو عراب مذبحة سربرينتسا.. مهما تبدلت الأسماء لكن الشخص واحد، وجرائمه التي قام بها ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وخاصة التي حلت بالبوسنة والهرسك، وكان أبرزها على الإطلاق مذبحة سربرنيتسا عام 1995 والتي راح ضحيتها 8 آلاف رجل وشاب مسلم.

كان ملاديتش ضابطاً في الجيش الصربي، واشتهر خلال حرب يوغسلافيا، بداية كموظف عالي المستوى في الجيش الشعبي اليوغسلافي ثم كقائد في جيش صربيا البوسني خلال حرب البوسنة ما بين 1992 و 1995.

راتكو ملاديتش.. إدانة فهروب ثم السجن المؤبد

في سنة 1995، اتهم من طرف محكمة الجنايات الدولية ليوغسلافيا السابقة باقتراف جرائم إبادة عرقية وجرائم حرب ضد الإنسانية، واتهم بكونه مسؤولاً عن حصار سريبرينيتسا، أكبر قتل جماعي عرفته أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

بعد الضغوطات الدولية، هرب ملاديتش، وبقي فاراً لمدة 16 عاماً، إلى أن اعتقل في مايو 2011، في قرية لازاريفو في شمال صربيا متخفيا تحت اسم ميلوراد كوماديتش.

رغم فراره سنوات طوال، إلا أن خياله كان مشبعأً بصور الأبرياء الذين قتلهم، ربما لن يفيدهم سجنه بقية حياته، لكن كابوس سربرينتسا سيبقى مرافقه أبداً، وسيتذوق مرارة لعنة المذبحة التي كان عرابها يوماً..