إيران تواصل انتهاكها للاتفاق النووي

“إيران لا تبدي جدية في التفاوض”.. هكذا أشارت واشنطن مسبقا إلى موقف إيران خلال مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، ويبدو هذا الطرح أكثر تصديقا الآن.

ففي مشهد هزلي متناقض، تحضر إيران مناقشات إحياء الاتفاق في فيينا وسط اهتمام دولي، في الوقت ذاته تقوم برفع تخصيب اليورانيوم إلى ثلاث وستين بالمئة، وهي نسبة غير مسبوقة وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفقا لتقرير الوكالة، فإن هذه النسبة أعلى من النسبة التي تم الإعلان عنها بعد الهجوم على منشأة نظنز، بل أعلى حتى من النسبة المسموح بها لطهران.

وتبدو نوايا إيران واضحة مهما حاول مسؤوليها إدعاء عكس ذلك، فامتلاك سلاح نووي هو ماتسعى إليه طهران، وهو أيضا ما ترفضه قوى إقليمية ودولية عدة.

السلوك الإيراني تجاه الملف النووي يلقي بظلاله على انتخابات الرئاسة، حيث تثار تساؤلات عدة عن تحول في أسلوب إدارة هذا الملف، لكن، وفقا للمراقبين، فإن الانتخابات لن تحدث تغييرا يذكر، فكل القرارات السيادية في يد المرشد وحده، ثم الحرس الثوري.

تضارب بشأن مسار مفاوضات الاتفاق النووي

ضبابية المشهد بشأن الاتفاق النووي يظهر جليا في تصريحات الأطراف المشاركة في التفاوض، حيث تخرج طهران يوميا بتصريحات تؤكد فشل التفاوض، في مناورة تستهدف تحقيق مكاسب، إما برفع العقوبات الأمريكية، أو بفشل الاتفاق للمضي قدما نحو تحقيق أهدافها النووية.

فيما تخرج موسكو أحيانا لتعلن عن إيجابية التفاوض، دون الكشف عن نتائج ملموسة، مع موقف حيادي للقوى الأوروبية، ورؤية أمريكية حازمة ترفض السماح بتنازلات تخدم أهدافا إرهابية بحسب واشنطن.

وكانت الولايات المتحدة قد قدمت مقترحات “جادة للغاية” في المحادثات مع إيران بشأن عودتها إلى الاتفاق النووي، وفق ما أعلنه مسؤول أمريكي.