قمة المناخ..تعهدات دولية

بينما يعيش العالم أسوأ أيامه بسبب انتشار فيروس كورونا، لا يزال ملف المناخ يتصدر أجندات قادة العالم، قمة المناخ عبر الانترنت جمعت قادة العالم للبحث في الالتزامات الخاصة بالتغير المناخي، ومنها تمويل برامج الطاقة النظيفة والابتكارات والتحول إلى المشاريع الخضراء، ودور أسواق رأس المال في هذا المجال.

الرئيس الأمريكي جو بايدن العالم، على عكس سابقه بدا جديا في ملف المناخ ودعا إلى التحرّك كاشفا عن هدف أمريكي جديد لخفض الانبعاثات الملوثة، في موقف لقي ترحيبا من الأسرة الدولية بعدما كان الرئيس السابق دونالد ترامب في حالة نكران للمشكلة.

ووعد بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 50 و52% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2005.

إلا أنه لم يحدّد في هذه المرحلة الوسائل العملية لتحقيق ذلك. وقد تصطدم خطّته الهائلة للبنية التحتية التي تتضمن شقًا مهمًا للانتقال البيئي، بمعارضة فعلية في الكونغرس.

ردود أفعال حول تعهدات بايدن

أمين عام الأمم المتحدة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ثمّن قمة المناخ واعتبرها نقطة تحوّل في مسار مكافحة الاحتباس الحراري رغم أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.
وقال في بيان إنّا الالتزامات والإجراءات التي أعلن عنها قادة العالم في القمة الافتراضية تعطي دفعة طال انتظارها للجهود الجماعية لمواجهة أزمة المناخ قبل القمة في تشرين الثاني/نوفمبر في غلاسكو باسكتلندا.

من جهتها، أبدت القوى الرئيسية المشاركة التي تمثل مجتمعة ثمانين بالمئة من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون، تجاوبا.

وأكدت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري برغبتها في التعاون لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري مع الولايات المتحدة ثاني أكبر الملوثين على الكوكب

فقد قررت القوتان العظميان وضع خلافاتهما الأخرى جانبا في هذه المناسبة.

من جهته، وعد فلاديمير بوتين وهو على خلاف مع الولايات المتحدة أيضا، بأن تخفض بلاده التي تعد من الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات، الحجم التراكمي لصافي غازات الاحتباس الحراري إلى أقل من انبعاثات الاتحاد الأوروبي في الأعوام الثلاثين المقبلة.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد توصل في اللحظة الأخيرة إلى اتفاق على خفض لا يقل عن 55 بالمئة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 مقارنة بما كانت عليه في 1990.
التزامات ووعود كثيرة، تصاحب قمة المناخ والتي تعدّ محطة رئيسة قبل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف COP 26)، فهل ننتظر تنفيذا لهذه الوعود؟