الفاغنر الروسية متورطة بالأوضاع في تشاد

بعد مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال قتال ضدّ متمردين، أثيرت تساؤلات حول دور مرتزقة الفاغنر الروسية في هذا الأمر، حتى لو بصورة غير مباشرة.

تقارير عدة أشارت بأصابع الاتهام إلى الفاغنر في خلق فوضى داخل هذه البلد الإفريقي، عبر دعم مجموعة التغيير والوفاق التشادية، ما يصب في مصلحة التنظيمات المتطرفة كداعش.

صحيفة ألمانية نشرت تقريراً منتصف أبريل، ألقت فيه الضوء عن تمادي المتمردين، بعد دعم مكثف من الفاغنرسواء بتوفير الأسلحة والعتاد، أو تدريبات عسكرية لتلك العناصر المتمردة.

وأشار التقرير الألماني أن السكان المحليين شاهدوا العناصر المتمردة يرتدون ملابس جديدة، ويتنقلون عبر مركبات جديدة، بما يؤكد حصولهم على دعم إضافي لأنشطتهم ضد الحكومة التشادية.

وتتواجد مجموعات الفاغنر بشكل ملحوظ في مناطق عدة، منها ليبيا وجنوب السودان وزيمبابوي ومدعشقر وموزمبيق، والأخيرة شهدت خسائر عدة في صفوف تلك المجموعات المسلحة.

كما رصد تواجد لتلك العناصر في إفريقيا الوسطى، من خلال دعم رئيس البلاد المقرب من موسكو، لتبرز النوايا الواضحة للفاغنر في التدخل بسياسات الدول وفقا لأجندة روسية.

ومع الانتشار في حوالي عشرين دولة إفريقية، يبرز دور الفاغنر في تحقيق الأطماع الروسية وزيادة النفوذ في القارة الإفريقية، سواء بالاستيلاء على الثروات أو استنزاف الموارد، مهما تكلف ذلك من انتهاكات غير قانونية.

تواجد الفاغنر داخل الدول الإفريقية

وفيما يلي أبرز المواقع التي تتواجد فيها عناصر الفاغنر داخل إفريقيا

أفريقيا الوسطى: تعد أولى الدول الأفريقية التي استقبلت قوات فاغنر لمواجهة التنظيمات المتطرفة في البلاد.

وتقوم فاغنر بتدريب الحرس الرئاسي، فضلًا عن مسؤوليتها عن الأمن الشخصي لرئيس البلاد، وكذلك حماية مناجم الذهب والماس التي تحصل على نسبة مئوية من أرباحها كمقابل.

موزمبيق: تَعتَمِد على قوات فاغنر في مكافحة التمرد في البلاد. ويشارك 200 عنصر من فاغنر في عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة “كابو دلغادو” الغنية بالطاقة في شمال البلاد. كما أن هناك 2700 عنصر يتمركزون على متن سفن حربية روسية قبالة سواحل موزمبيق

مدغشقر: تدخلت فاغنر في الانتخابات الرئاسية من أجل دعم مرشح معين بهدف تعزيز النفوذ والحصول على حقوق وامتيازات التنقيب عن المعادن

ومن خلال الدفع بقوات “فاغنر” إلى أفريقيا، تسعى روسيا إلى كسب النفوذ وتعظيم المصالح الاقتصادية في القارة على نحو ما عرضته قمة سوتشي الروسية الأفريقية في أكتوبر 2019.

وتوضح التقارير أيضا إلى نوايا موسكو إلى دعم علاقاتها مع بعض الأنظمة الحاكمة في القارة، والتدخل في السياسة الأفريقية والتحريض على الدول الغربية مثل فرنسا، وتأمين الموارد الطبيعية من خلال الاستجابة للمصالح السياسية والاقتصادية للقادة والنخب الأفريقية الحاكمة عبر نشاطات “فاغنر”