إثيوبيا ماضية في ملء السد، ولا انفراجة نحو حل الأزمة

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن الملء الثاني لسدّ النهضة، والمعلن في يوليو/تموز المقبل، سيعود بفائدة على السودان، من خلال تقليص حجم الفيضانات.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي يوم الأحد أن بلاده “إذ تسخّر نهر النيل لتلبية احتياجاتها، لا تضمر سوءًا لدول المصب، وأن الملء الثاني سيتم في موسم الأمطار الغزيرة خلال شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب”، نقلاً عن شبكة فانا الإخبارية الموالية للحكومة في إثيوبيا.

ونوه أبي أحمد إلى أن “الأمطار الغزيرة مكّنت إثيوبيا العام الماضي من تنفيذ الملء الأول للسدّ الذي حال وجوده بلا شك دون حدوث فيضانات ضخمة في السودان”.

وفي المقابل، قال وزير الموارد المائية المصري محمد عبد العاطي، يوم الأحد، إن القاهرة اقترحت “15 سيناريو مختلفا لملء وتشغيل سد النهضة” على مدار الأعوام الماضية على نحو يحقق المتطلبات الإثيوبية وبدون إحداث ضرر ملموس على دولتي المصب، إلا أن الجانب الإثيوبي “رفض جميع هذه المقترحات”.

وحمّل الوزير المصري، أمام لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، ما وصفه بـ “التعنت الإثيوبي” والإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها أديس أبابا، مسؤولية عدم إنجاز اتفاق حول سد النهضة حتى الآن.

من جهته أكد الكاتب والباحث السياسي الإثيوبي محمد العروسي ان كافة الاجراءات التي اتخذتها بلاده فيما يتعلق بسد النهضة هي قانونية ، مشددا على انه لا يمكن حرمان اثيوبيا من حقها.

السودان تنتقد إثيوبيا

قالت الخرطوم إن موقفها ثابت من مسألة سد “النهضة”، واتهمت إثيوبيا بالتعدي على مبادئ حسن الجوار وتهديد أمن 20 مليون سوداني، بعد إعلان إديس أبابا إصرارها على بدء الملء الثاني للسد.

وأشارت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، في بيان، إن “الإثيوبيين اعتدوا على السودان وتعدوا على أسس حسن الجوار بالطريقة التي أجروا بها الملء الأول للسد” في يوليو الماضي.

واتهمت الوزيرة إثيوبيا بتهديد أمن 20 مليون سوداني، وأمن السودان القومي بالطريقة التي أعلنوها بتنفيذهم للملء الثاني المزمع في يوليو المقبل.

هذا وقد دعت الخرطوم إلى عقد قمة لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية للوصول إلى اتفاق بشأن سد “النهضة” الإثيوبي.

الموقف المصري

فيما توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة الكينية نيروبي في مستهل جولة تتضمن عدداً من الدول الإفريقية.وتشمل جولة وزير الخارجية المصري كل من كينيا وجزر القُمُر وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس، حاملاً رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رؤساء الدول بشأن تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ أن تلك الجولة تأتي انطلاقاً من حرص مصر على إطلاع دول القارة الإفريقية على حقيقة وضع المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية، فضلاً عن التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعي لإطلاق عملية تفاوضية جادة وفعّالة تسفر عن التوصل إلى الاتفاق المنشود.

من جانبه أستاذ القانون الدولي وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولي الدكتور مساعد عبد العاطي في حديث لأخبار الآن ان التصرفات التي تقوم بها إثيوبيا حاليا فيما يتعلق بسد النهضة ستضع المنطقة بأكملها على المحك وفي حالة عدم استقرار.

 

جولات من التفاوض، ولا حلول

يبدو المشهد قاتما، في ظل اصرار إثيوبي على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء السد، تلك الخطوة التي تراها مصر والسودان تهديدا لأمنهما القومي.

وفي خطوة وصفت بالمراوغة ، دعت اديس أبابا مساء الإثنين، مجلس الأمن لحث القاهرة والخرطوم على العودة للمفاوضات الثلاثية، الأمر الذي يراه المتابعون محاولة لإضاعة الوقت وفرض الأمر الواقع بلا حلول.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أشار في تصريحاته الأحد، إلى المضي قدما نحو الملء، خلال موسم الأمطار الغزيرة في شهري يوليو وأغسطس المقبلين، واصفا السد بالمشروع المثمر بلا أضرار على حد قوله.

هذه التصريحات قوبلت باعتراض سوداني شديد، حيث أكدت الخارجية السودانية أن تلك التصريحات لم تحمل أي شىء جديد، مع المطالبة بضرورة تغيير الموقف الإثيوبي المتعنت وفقا لبيان الخارجية.

أما الموقف المصري، فشهد تحركات دبلوماسية وسياسية ملحوظة شعارها جدية بالتفاوض.

القاهرة أشارت الأحد، إلى اقتراح خمسة عشر سيناريو مختلف لملء وتشغيل سد النهضة” على مدار الأعوام الماضية إلا أن الجانب الإثيوبي “رفض جميع هذه المقترحات”.

وما بين تعنت إثيوبي، وانتقادات سودانية، وتحركات مصرية، تبقى الأزمة مستمرة، وسط تداعيات قد تنذر بمخاطر جمة، وخيارات مفتوحة لكل الأطراف، إما تصعيد عسكري أو سياسي، أو محاولة إنجاح ما فشلت عشرة أعوام في تحقيقه، ألا وهو التفاوض حول هذا السد.