بكين توزع لقاحات كورونا بالمجان

طائرات صينية تحط في كثير من مطارات الدول النامية تحمل لقاح سينوفارم، بكين توزعه بالمجان على تلك الدول نذكر منها على سبيل المثال المجر والأرجنتين والفلبين وليس آخرها السنغال.. الغاية معروفة، التوسع في تلك الدول والحصول على مكاسب سياسية إن لم يكن نفوذاً كبيراً فيها.

لقاحات صينية للدول النامية والغاية سياسية

النظام الصيني أبرم اتفاقات مع 80 دولة في جنوب شرقي آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا الشرقية لتزويدها باللقاحات ضد فيروس كورونا الذي ظهرت إصاباته الأولى في أراضيها، في حين أفادت وزارة الخارجية الصينية أن 27 من هذه الدول ستشتري اللقاح، بينما الدول الأخرى ستحصل عليه مجاناً.

من جانبها، قالت الدكتورة سيلين جريزي الأكاديمية والباحثة بالجيوبوليت ان دبلوماسية اللقاح التي تتبعها الصين تأتي لتضع قدم لها في البلدان النامية بالاضافة الى رغبتها في منافسة الدول الكبرى وخاصة أوروبا والولايات المتحدة.

واضافت جريزي خلال لقاء مع أخبار الآن ان الصين تعتمد سياسة اللقاحات مقابل ثروات البلدان.

أبرمت بكين اتفاقات مع 80 دولة لتوزيع اللقاح الصيني

ويبلغ عدد الجرعات التي اتفقت الصين على توزيعها هذا العام 500 مليون جرعة، منها 10 ملايين جرعة لمنظمة الصحة العالمية عبر آليّة “كوفاكس” التي من المقرر أن توزّع 210 ملايين جرعة على البلدان النامية الفقيرة.

اتفقت الصين على توزيع 500 مليون جرعة هذا العام

هذه عيّنة من دبلوماسية اللقاحات التي مارستها الصين في عصر “كورونا” وما زالت، إذ باتت مصدراً تعتمد عليه غالبية الدول النامية التي يتعذّر عليها الحصول على اللقاحات لأسباب لوجستية أو اقتصادية.

حاولت الصين مؤخراً أن تروّج لتلك الدبلوماسية، كما أنها تسعى إلى السيطرة على الدول الأخرى من خلال لقاحاتها، وهذا أمرٌ يؤكده الكثير من الخبراء.

وقالت الدكتورة سيلين جريزي الأكاديمية والباحثة بالجيوبوليت ان طريقة تغلغل الصين في العالم ليست صحية أبداً، حيث تقوم بالدخول الى مفاصل الدول الاقتصادية والسياسية وتتدخل في سيادتها عن طريق ما يسمى الدبلوماسية الناعمة.

واضافت جريزي خلال لقاء مع أخبار الآن ان الصين تبحث عن مقايضة اللقاحات بمكاسبة سياسية واقتصادية.

الصين ترويج لـ “دبلوماسية اللقاحات” الخاصة بها عبر العالم

صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكيّة ذكرت مؤخراً أن دبلوماسية اللقاحات الصينية تواجه قيوداً ونقصاً في الثقة، وذلك بسبب افتقار بكين للشفافية في تجاربها السريرية لهذه اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

أيضاً قلة الشفافية في النظام الصيني أدت إلى تلقيح آلاف الأشخاص حتى الآن من غير نشر بيانات التجارب السريرية.

دبلوماسية اللقاحات الصينية تواجه قيوداً ونقصاً في الثقة

لا شك أن اللقاحات الصينية تساعد بنسبة كبيرة على تلبية الطلب المتزايد على اللقاحات وحاجة البلدان للحصول عليها للخروج من الأزمة الصحية واستئناف أنشطتها الاقتصادية، لكنها تحوّلت أيضاً إلى فرصة ذهبية أمام الصين لتعزيز قدراتها الإنتاجية في قطاع صناعة الأدوية والظهور كقوة عظمى مسؤولة، خصوصا بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرّضت لها “دبلوماسية الكمامات” خلال موجة الوباء الأولى.

تحوّلت “دبلوماسية اللقاحات” إلى فرصة ذهبية للصين لتعزيز نفوذها

وتحاول الصين الدخول إلى الدول الأخرى من بوابة اللقاحات للسيطرة عليها، كما أنها تسعى لتكرس نفسها على أنها “البطلة” في عالم يحتاج إلى اللقاحات للعودة إلى الحياة الطبيعية.

واليوم، فإن الصين من خلال دبلوماسية اللقاحات تحاول إصلاح صورتها في العالم على قاعدة أن “ما أفسدته مع كورونا بالدرجة الأولى ستقوم بإصلاحه من جديد، في وقتٍ تتطلع فيه إلى تعزيز نفوذها حول العالم وتسوية الخلافات الجيوسياسية.

من جهته أكد استاذ العلوم السياسية في العاصمة الأمريكية واشنطن نبيل ميخائيل ان الصين تريد النفوذ السياسي مصحوبا بتقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مشيرا خلال اتصال مع أخبار_الآن ان الولايات المتحدة لن تسلم الابحاث الخاصة بفيروس كورونا بسهولة.

 

 

تحاول الصين الدخول إلى الدول الأخرى من بوابة اللقاحات للسيطرة عليها

ومع هذا، فإن الهدف الأساسي الذي تضعه الصين أمامها هو تحقيق الأرباح الاقتصادية، وفعلياً فإن الاعتبارات الاقتصادية لا تغيب عن النهج الصيني المتمثل بـ “دبلوماسية اللقاحات”.