ستديو الآن 11-12-2019

قامت عناصر الفاغنر بإحضار مجموعة متطورة من الأدوات العسكرية عالية التقنية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وتحليلات البيانات، وذلك بعد تواجدهم في شمال موزمبيق أواخر سبتمبر لمحاربة المتمردين المحليين.

ووفقاً للمحللين، فقد دخل مرتزقة الفاغنر في تراجع استراتيجي في سعيهم لخطة تشغيلية جديدة، بعد استخدامهم لمختلف أنواع الأسلحة في مناطق الحرب بسوريا.

ويظهر هذا التراجع مدى تعقيد مكافحة التمرد الإسلامي الغامض في كابو ديلجادو، بمقاطعة موزمبيق الشمالية الشرقية الغنية بالنفط، وكذلك موقع به يصل إلى 60 مليار دولار أمريكي من مشاريع الغاز المعلنة من قبل شركات الطاقة متعددة الجنسيات ، وهو أكبر استثمار مخطط له في إفريقيا اليوم.

كما يُظهر العقبات التي تواجهها موسكو وهي تحاول توسيع نفوذها في جميع أنحاء إفريقيا باستخدام مزيج من الأدوات العسكرية والسياسية والاقتصادية. في هذا العام وحده ، حيث مرتزقة الفاغنر في ليبيا وموزمبيق والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وصل ما بين 200 إلى 300 عنصر من الفاغنر ، إلى كابو ديلجادو في أواخر سبتمبر، وقبل بضعة أسابيع فقط، زار رئيس موزمبيق فيليب نيوسي موسكو وتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن عدة صفقات تعاون عسكري واقتصادي ، بما في ذلك مشاريع الطاقة المحتملة للمستثمرين الروس.

فيما قتل نحو 500 شخص في مئات من هجمات المتمردين في كابو ديلجادو على مدى العامين الماضيين، حيث يعتقد أن التمرد مرتبط بعناصر متطرفة بما في ذلك بعض المقاتلين الذين ربما عبروا الحدود من شرق إفريقيا.

لكن لا توجد منظمة واحدة وراء كل هذه الهجمات، ويمكن أن تشمل العوامل الأخرى ارتفاع معدلات البطالة واليأس الاقتصادي في المقاطعة، ووجود تجارة المخدرات الدولية في المنطقة

وأشار أليكس فاينز، وهو خبير يرأس برنامج إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية ومقره لندن، أن بوتين عرض نشر مجموعة الفاغنر خلال الاجتماع الذي عقد في موسكو في أغسطس، حيث وافق قبل رئيس موزمبيق بالعرض.

وأوضح فاينز خلال مؤتمر صحفي عقد هذا الأسبوع في جوهانسبرج: ” أعتقد الروس أن التكنولوجيا والطائرات بدون طيار والتحليلات والخبرة في سوريا وأماكن أخرى قد تعني أن هذه عملية سهلة للغاية بالنسبة لهم”.

وتابع قائلا “لقد صدمت بعض الشيء،  إنهم يجدون صعوبة في ذلك، لقد قاموا بتراجع استراتيجي لإعادة النظر في خطتهم التشغيلية.”

ونقلت تقارير إعلامية في موزمبيق وجنوب إفريقيا وموسكو، إلى أن 10 أو 11 على الأقل من مرتزقة الفاغنر قد تعرضوا لكمائن وقتلوا في عدة معارك في مناطق كثيفة من الغابات في كابو ديلجادو، حيث تم قطع رؤوس العديد منهم، وبحسب ما ورد تم نقل بعض الجثث إلى روسيا لدفنها.

وقال فاينز، في مؤتمر صحفي نظمه معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية أواخر نوفمبر الماضي، إن تقارير الوفيات الروسية لا تزال غير مؤكدة، مضيفاً بأن عناصر الفاغنر يحاولون تنظيم صفوفهم.

وأوضح قائلاً :”كنت في موسكو مؤخراً، وتحدثت مع مسؤولين روس، وهم يعترفون بتعقيد كابو ديلجادو، لقد قللوا من أهمية مدى صعوبة الأمر”.

وأشار فاينز إن التكتيكات ضد المتمردين في كابو ديلجادو حتى الآن تذكر بالأساليب للحملات المبكرة ضد بوكو حرام في نيجيريا.

وأكد إنه يتعين على سلطات موزمبيق أن تدرك أن نشر عناصر من الفاغنر قد يأتي بنتائج عكسية ويزيد من حدة الأزمة.

وقال محلل آخر، ديفيد ماتسيني، إن تواجد الفاغنر يمكن أن يزيد التوتر بين الروس وجيش موزمبيق، الذي له وجود مكثف في كابو ديلجادو.

(Photo by Mike Egerton/PA Images via Getty Images)