بلاد الرافدين تعاني.. الجفاف يجبر المزارعين على هجر أراضيهم

  • الجنابي: العراق يحتاج إلى استراتيجيات طويلة المدى لمعالجة أزمة المياه.. والقطاع الزراعي خاسر والفلاحين الصغار على حافة الفقر

الجفاف يضرب نهري دجلة والفرات في العراق.. لعدة أسباب أبرزها عدم تدفق المياه من دولة المنبع وعدم وجود سياسة مائية للحفاظ على هذه الثروة.

ولم يعد أمام المزارعين في العراق سوى النزوح من أراضيهم نحو المدن للعمل في مهن أخرى غير الزراعة، فالمياه باتت شحيحة إلى أقصى درجة وتحولت مساحات خضراء كانت تسر الناظرين إلى صحارى جرداء بسبب الجفاف وندرة المياه.

ويعانى العراق منذ القرن الماضي تزايد مستوى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن تراجع المسطحات المائية وتناقص الأمطار وشح المياه بشكل عام، وكذلك سوء إدارة الحكومات المتعاقبة لأزمة المياه وعدم اتخاذ أية إجراءات تتصدى لإنشاء دول المنبع، مثل تركيا وإيران، سدوداً أثرت بشكل واضح في الخزن المائي ومن ثم في الخطة الزراعية التي تعتمد جذرياً على الوفرة المائية.

من جهته قال وزير الموارد المائية الأسبق حسن الجنابي لأخبار الآن أن هناك خطر حقيقي يهدد المياه العراقي حيث أن حصص العراق من المياه انخفضت طوال السنوات الماضية.. والآن لا يحصل العراق سوى على ثلث حصته من مياه نهر الفرات ولا يوجد ضمان لاستمرار هذه الحصة أيضا.

"العراق مقبل على خطر فقدان المياه".. وزير الموارد المائية الأسبق يحذر من الجفاف

 

وأضاف أن العراق كان يعتبر بلدا زراعيا ونسبة سكان الريف في السابق تجاوزت 70 في المئة أما الآن فالنسبة انخفضت إلى نحو 30 في المئة أو أقل بسبب الهجرة الكبيرة والمتواصل من الريف إلى المدينة نتيجة الشحة المائية.

وأشار الدكتور الجنابي إلى أن العراق يحتاج إلى استراتيجيات طويلة المدى لمعالجة أزمة المياه . مبينا أن القطاع الزراعي خاسر والفلاحين الصغار على حافة الفقر.

"العراق مقبل على خطر فقدان المياه".. وزير الموارد المائية الأسبق يحذر من الجفاف

الجفاف

أسباب الجفاف طبيعية وبشرية، فالأولى “تتمثل في تغيرات المناخ التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنها العراق، إذ تعرضت بلاد الرافدين إلى أكثر من سبعة مواسم جفاف من بداية القرن الـ 21”.

أما العامل البشري، فيجسده “انحسار مياه نهري دجلة والفرات نتيجة سياسات دول المنبع وإنشائها عدداً من مشاريع السدود العملاقة، ونقل مسار الأنهار المشتركة إلى داخل حدودها السياسية من دون إشعار البلد الذي يعد دولة مصب”.

تدخل دولي عاجل

رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أكد أن انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً، وقال في كلمة له خلال مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه إن “ملف المياه بات حساساً ومهماً في كل دول العالم”.

مبيناً أن “أزمة المياه بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي لكن الحكومات السابقة لم تكاشف بها المواطنين”.