أخبار الآن | بيروت – لبنان

يشهد لبنان إرتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، الأمر الذي دفع السلطات إلى عزل بلدات ومناطق عديدة سعياً لحصر الفيروس ومنع إنتشاره، وتوازياً مع هذه الأزمة الصحية، يعاني هذه البلد أزمات كثيرة، أبرزها أزمة الدواء لا سيما بعد الحديث عن التوجه لرفع الدعم عن الأدوية، وما لهذه من تداعيات على المواطن اللبناني، الذي يئن تحت وطأة الغلاء المعيشي وتدنّي قيمة الليرة اللبنانية إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي هذا الإطار، استضاف برنامج نون في حلقته التاسعة، الدكتورة بترا خوري، مستشارة رئيس الحكومة اللبنانية، والدكتورة منى نصر شاهين، وهي صاحبة صيدلية، للحديث عن هاتين الأزمتين، لناحية الأسباب والسبل في معالجتهما…

وقالت خوري إنّ المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع في لبنان، واللجنة الوزارية المعنية بمتابعة ملف كورونا كانت وضعت خطة على مراحل ولها ضوابط لناحية كيفية تطبيقها، مشيرةً إلى أنّ العمل على تغيير سلوك الحياة لدى الناس في ما يخص اتباع إجراءات معينة وتدابير وقائية لازمة، أمر صعب للغاية.

وتابعت أنّه في ظلّ الارتفاع في عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا، هناك فرضيات عديدة، إمّا الإغلاق العام، إمّا الإغلاق الجزئي، وإمّا مناعة القطيع، واليوم الإغلاق العام هو أمر صعب نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي نمرّ بها ودول أخرى عديدة، وكذلك اتباع سياسة مناعة القطيع أمر صعب في بلد تختلف فيه الثقافات عن باقي الشعوب، يبقى أنّنا أما اتباع الاغلاق الجزئي، وهذا ما نقوم به.

وتحدّثت خوري عن أخطاء في ما يخصّ عدد السكان والحالات… ولكن نحن كلجنة وزارية نقوم بتقويم الأمر وتصحيحه والتعلّم من هذه الأخطاء سعياً للوصول إلى النتيجة المثالية، داعيةً المواطنين إلى عدم التحريف في تسجيل البيانات لأنّ ذلك يصعب المهمة. وطالبت أرباب العمل بتفهم وضع الناس الذي يقطنون في أماكن مصنّفة ضمن دائرة الحظر، لأنّ انتقالهم سيشكل خطراً على المجتمع.

فمتى يتوفر اللقاح في لبنان؟ في هذا السياق، أوضحت خوري أنّ اللقاح ضد فيروس كورنا لن يكون متوفراً في لبنان قبل منتصف العام المقبل، داعيةً السياسيين إلى إبعاد الخلافات عن الملفات الصحية والمعيشية، فيما المطلوب اليوم هو تغيير الأولويات بحيث يكون المجتمع بالدرجة الأولى.

أزمة الدواء غير مسبوقة

من جهتها قالت الصيدلانية منى نصر شاهين إنّ أزمة الدواء هي أزمة غير مسبوقة في لبنان، وقد أثّرت على المواطن بشكل كبير ومباشر، وكذلك على الصيادلة، وهناك الكثير من الأسباب التي ساهمت في هذه الأزمة، مشيرةً إلى أنّ المستوردين لا يمدّون الصيدليات بالكميّات المطلوب من الدواء، لاسيما بعد الحديث عن التوجه لرفع الدعم عن الدواء من قبل حاكم مصرف لبنان نظراً للنقص في الاعتمادات.

وأوضحت أنّ تهافت الناس على تخزين الدواء في هذه الظروف، هو من الأسباب التي ساهمت في تغذية هذه الأزمة، وأدّت إلى تفريغ مخزون الصيدليات من الأدوية، داعيةً المستوردين إلى حلّ مشاكلهم والضغط على الجهات المعنية لإيجاد حلّ للأزمة.

وأضافت أن الصيدليات تعيش أزمة كبيرة وصراعاً كون همّ الصيدلي هو تلبية طلبات المواطن، ونحن اليوم لا نستطيع تأمين حاجاتهم الزبائن الدائمين لدينا حتى، وعلى سبيل المثال، وقد أقمنا نحن كصيادلة مجموعات على تطبيق “واتس اب” على مستوى المحافظة، للسؤال عن دواء معين مثلاً، من أجل مساعدة المواطن، لكن الاستمرار اليوم هو تحدٍّ كبير.