أخبار الآن | بيروت – لبنان

يتناول برنامج “نون” في حلقته السابعة من هذا  الموسم موضوع انسداد الأفق السياسي في لبنان، ودخول البلاد في نفق مظلم بعد جملة التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية، وعدم تأليف حكومة تعالج الأزمات الراهنة، لاسيما بعد فشل المبادرة الفرنسية، إذ لم يلتزم السياسيون اللبنانيون بوعودهم أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي زار لبنان مرتين بعد تفجير مرفأ بيروت.

و تناقش  الإعلامية ديانا فاخوري الشأن السياسي إضافة إلى الجوانب ذات الصلة خصوصاً الملف الاقتصادي، مع الأستاذة المحاضرة في الجامعة اللبنانية الدكتورة سابين الكيك، والباحثة في القانون المصرفي والمسؤولة في موقع “النهار” الصحافية ديانا سكيني، التي اعتبرت أنّ الطبقة السياسية مازالت تتعاطى مع الملف اللبناني في ما يخص تأليف الحكومة الجديدة، وكأنّ تفجير بيروت لم يحصل.

ولفتت إلى أنّ لبنان يتجه إلى الأسوأ، قائلةً: “ليس هناك أي شرارة أمل توحي بأن الواقع سيتحسّن قريباً”. وأضافت أنّ “المشهد يذهب إلى مزيد من السوداوية على توقيت الساعة الإيرانية – الأميركية”. ونقلت عن مصادر أن لا قراراً بالتفجير بالمعني الأمني حالياً، ولكن المرحلة التي تمرّ على لبنان ببطء تفاقم المشاكل والظروف التي يمكن أن تحرّك الخلايا الإرهابية النائمة.

وأضافت سكيني أنّ المسار السوداوي في لبنان مستمر، وفي حال بقي موضوع النفوذ على الشكل الراهن، سيبقى لبنان معزولاً عن أشقائه العرب، وكذلك لن يكون الأمر ميّسراً على صعيد المساعدات الدولية، فالعزلة قائمة وستستمر في حال بقي الصراع على شكله الحالي في حال أيضاً لم تحصل تسوية كبيرة تشترك فيها الأطراف الكبرى والمؤثرة، مثل دول الحليج والسعودية وواشنطن وطهران إضافةً إلى الدور الفرنسي. وتابعت: “صحيح لدينا مشكلة مع السلاح، ولكن لدينا مشكلة مع الفساد وغيره”.

من جهتها، رأت الدكتورة سابين الكيك أنّ المشهد الاقتصادي والمالي والمصرفي متربط بعمق مع المشهد السياسي… المجتمع الدولي يقول للسلطة السياسية “لا ثقة”،  فيما ما زلنا نرى أنّ السياسيين اللبنانيين يتعاملون مع الموضوع وكأنّهم لم يسمعوا شيئاً، وهم يتعاملون بنفس السياسة والنهج مع الشعب اللبناني، لأنّ الأخطاء التي تم ارتكابها على صعيد القطاع المصرفي اللبناني جسيمة وفادحة.

وأشارت إلى أنّ اللبناني فقد دوره كمواطن في البلاد، ودوره كفرد على مستوى حياته وطموحاته وأحلامه، لذلك بتنا نرى أنّ اليأس أكبر، فيما الهجرة هذه المرة هي هجرة تفتقر إلى نية العودة، كون الأزمة عميقة ومتشعّبة جدّاً ووصلت إلى كلّ القطاعات.

واعتبرت الكيك أنّ فشل المبادرة الفرنسية هي دعوة مباشرة للمستثمرين للإبتعاد عن لبنان، و”نحن اليوم لا نتحدث عن استثمارات بل عن مساعدات التي منذ البداية هي مشروطة بإصلاحات، بدءاً من ملف الكهرباء والتحقيق الجنائي في مصرف لبنان. وتابعت: في ظلّ غياب حكومة، والفساد والتداعي في ملف الكهرباء، سيتوقف مؤتمر سيدر كما هو الحال راهناً. وكشفت أنّ الإحتياطات في مصرف لبنان شارفت على الإنتهاء، وبالتالي هامش تحرّك المصرف ضاق، ومن المفترض أن يتم رفع الدغم عن عدد من المواد الأساسية، وإضافة إلى ذلك، فإنّنا ما زلنا نرى المعابر غير الشرعية التي يحصل من خلال عمليات تهريب.

وقالت إنّ المشهد سيكون صعباً وسيزداد صعوبةً إلى حين تبلور الحل، قائلةً: لبنان القديم راح بكل ما تحمل الكلمة من معنى سياسي ومالي واجتماعي، ونحن في رحلة لولادة لبنان جديد يفترض أن يكون أفضل من لبنان الحالي