ما هو تعريف الصحافة البيئية؟

الصحافة البيئية رسالتها مثالية وسامية، تتلخص في الحفاظ على الأرض واستدامتها، وتهدف لتناول كلّ ما يتعلق بالجوانب المحيطة بالإنسان، من أرض ومياه ونبات وحيوان وغيرها، وتدرس مدى تأثيرها على الإنسان وتأثرها به، وتشجع كلّ ما من شأنه أن يقلل الضرر على البيئة، وتتميز قضاياها بعالميتها، وزادت أهميتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي وسائر الازمات الأخرى المرتبطة بالبيئة.

ما هي اهم الأسس الواجب توفرها لدى الصحافي البيئي؟

١-احترافية الصحافة ومهنيتها تأتي في المقام الأول، لأنّ الصحافي البيئي الجيد بحسب المعنيين، هو من يحترف الصحافة بنسبة ٨٠%، ويمتلك معرفة بيئية بنسبة ٢٠%، ولكن عليه أن يكون مؤمنًا بالقضايا التي يكتب عنها، بمعنى ان يكون نوعاً ما محارباً من أجل بيئته.
٢-تَحري قضايا البيئة الصالحة للتغطيات الصحافية من خلال أساليب متعددة منها: المشاهدة الذاتية ومعايشة الواقع البيئي، والمتابعة الآنية للأخبار المحلية والدولية ذات العلاقة بظواهر البيئة، وكذلك الانضمام لمجموعات ومؤسسات تهتم بعلوم الطبيعة، إضافة لإمكانية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي واستقبال المشكلات البيئية التي يلاحظها المواطنون.
٣-مراقبة البيانات الإحصائية الرسمية وربط بعض الأرقام الملفتة بالزراعة والاقتصاد والصحة بأسباب بيئية، وكذلك الانتباه للقوانين والسياسات البيئية ودراسة فاعليتها وتأثيرها من أجل حماية البيئة. كما ان العودة للتاريخ او الماضي قد تدفع الصحافي البيئي أحيانًا لإعداد قصة قادرة على إعطاء مؤشرات مهمة في الحاضر، فمثلًا تحوّل وادٍ كان يشتهر بمياهه العذبة إلى مجرى للمياه العادمة، قصة مثيرة للاهتمام.

هل الصحافة البيئية ترتكز بشكل أساسي على التحقيق الاستقصائي؟

التحقيق الاستقصائي هو أفضل الأدوات لتناول القضايا البيئية، خاصّةً إذا كان الحديث عن سلبيات وليس إيجابيات. ولكن تقديم موضوع صحافي عن أيّ مشكلة بيئية يجب أن يمرّ بالتسلسل الصحافي المنطقي، فالأصل في البداية أن تكون التغطية خبراً، وإذا لزم الأمر نذهب للتقرير والتحقيق. وإذا كان هناك قضايا كثيرة يمكن أن يعالجها الصحافي دون أن يضطر للنزول ميدانيًا، لكنّ ذلك لا يصلح مع قضايا البيئة التي تحتاج لمعاينة ذاتية وتحقق دقيق من صحة المعلومات والحدث.

ما هي النصائح للصحافيين الراغبين بالغوص في مجال الصحافة البيئية؟

١-ضرورة الانطلاق من القضايا المحلية ثمّ بعد ذلك التحدث عن عالمية المشكلة إذا تطلب الأمر.
٢- العمل على تبسيط المفاهيم المعقدة للمتابعين من خلال المداومة على تحصيل المعرفة البيئية الدقيقة.
٣- الاعتماد على مبدأ الشك والسعي الدؤوب للتأكد من المعلومات

ما هي المسؤولية التي تقع على عاتق الصحافة البيئية؟

مسؤولية الصحافة البيئية بالدرجة الاولى والتحدي الذي تواجهه في الوقت نفسه، هي نقل رسالة للمواطن مفادها أن القضايا البيئية غير منفصلة عن تفاصيل حياته اليومية؛ بل تمس همومه وتشكل سلة متكاملة من الحقوق: مثلاً٬ الحق في الغذاء يُعدّ مسألة بيئية.

وهنا لا بد من الحديث عن موضوع الطيران الذي يهم الصحافة البيئية جداً، صحيح أن الطائرة سهّلت تنقلاتنا وجعلت السفر أسهل وأسرع، ولكن إذا نظرنا لها بعيون الطبيعة، نجد أن قطاع الطيران أحد القطاعات التي تهدد البيئة بسبب الانبعاثات التي تنتجها الطائرات، إضافة إلى نوع الطاقة الذي تستهلكه. بالمقابل، هناك بعض المبادرات التي يمكنها الحد من هذه الانبعاثات كاستبدال الطائرة بوسائل أخرى للسفر، خاصة في الرحلات القصيرة، أو وضع ضريبة متصاعدة على المسافرين المنتظمين، والضغط على الشركات المصنعة لابتكار حلول لتخفيض الانبعاثات.

هل الصورة التي يفترض أن تنقلها الصحافة البيئية هي صورة سوداوية عن الحاضر والمستقبل؟

الصحافة البيئية متل الصحافة بشكل عام، يجب ان تكون موضوعية وتنقل كل جوانب الموضوع وكل الاخبار السلبية والايجابية. فهناك جهود جبارة تُبذل من سنوات في العالم لضمان وقف تدهور الوضع المناخي والبيئي للكوكب، ومن بينها مثلاً في العالم العربي جهد يُبذل خاصةً من جانب دول الخليج، فالمملكة العربية السعودية أعلنت عام ٢٠٢١ استثمار أكثر من مليار دولار في مبادرات بيئية جديدة لمكافحة تغير المناخ وأكدت عزمها الوصول للحياد الكربوني بحلول عام ٢٠٦٠. ودولة الامارات اكدت بدورها التزامها بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة ٧٠ في المئة وزيادة استخدام الطاقة النظيفة بنسبة خمسين في المئة بحلول عام ٢٠٥٠.