طلال بيطار
مطبخ أخبار الظهيرة 15-07
لماذا تفشل كل جولات التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي؟
عقب ختام المفاوضات حول سد النهضة والإعلان عن فشل تلك الجولة من المحادثات بين مصر والسودان وإثيوبيا، قررت الدول الثلاثة إرسال تقرير نهائي للاتحاد الإفريقي من أجل عقد قمة مصغرة، هذا الأمر المتكرر يزيد فرضية أن المفاوضات لم تأتي بحل لهذا الملف الشائك، ويبقى السؤال، لماذا تفشل جولات التفاوض حول سد النهضة حتى الآن؟
لا جديد، هكذا يبدو المشهد مع تكرار تفاصيله، جولات عدة من التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي، ولم يتم التوصل لأي اتفاق حتى الآن.
مع اختتام المحادثات الخاصة بسد النهضة الأثيوبي، يوم الإثنين والتي إستمرت على مدى 11 يوما برعاية الإتحاد الإفريقي وبحضور وزراء المياه من الدول الثلاث وممثلي الدول والمراقبين بهدف التباحث حول إتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، يبقى الحال بلا تغيير ويستمر الخلاف.
ويلقي أغلب المتخصصين بهذا الملف باللوم على إثيوبيا في إفشال المفاوضات، فتارة تشارك في المحادثات, ثم تنسحب قبل توقيع بنود الاتفاق كما حدث في جولة التفاوض في الولايات المتحدة، وتارة أخرى تتمسك بشروط حول ملء وتشغيل السد، هي نفسها أوجه الخلاف ما يؤدي الى هدم فكرة التفاوض من الأساس.
ويذهب محللون لتفسير الموقف الإثيوبي بأنه إما محاولات لكسب الوقت الى حين إكتمال مراحل بناء السد , ومن ثم فرض الأمر الواقع مع بدء الملء, كما أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد سابقا، كما يشير آخرون بأن للأمر شق سياسي يتمثل في ضغوط كبيرة على آبي أحمد للمضي قدما نحو تنفيذ السد برؤية إثيوبية أحادية فقط في تحد للمجتمع الدولي والاتفاقات المبرمة. ويرجع ذلك ايضا لكون مشروع السد إحدى الركائز التي استند عليها آبي أحمد خلال مراحل صعوده لسدة الحكم، بما يجعل تراجعه عن بدء ملء السد تشكيكا في وعوده السياسية، والدليل على ذلك، خطابه أمام البرلمان الإثيوبي الاسبوع الماضي حين قال إن عدم ملء سد النهضة يعني موافقتهم على هدمه.
الاختلاف يشمل ايضا رؤية الدول الثلاث حول مشروع السد، في مصر يُرى بأنه خطر جسيم يهدد الأراضي الزراعية، كما يشكل تهديدا أكبر للمياه العذبة الصالحة للشرب والاستخدام البشري.
أما في السودان، فينظر إليه بشىء من الخشية من أن يتسبب بفيضانات أو جفاف أو حتى يؤثر مباشرة على الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من الحدود الإثيوبية.
أما في أديس أبابا، فينظر الإثيوبيون للسد على انه مشروع قومي قادر على إنتشالهم من الفقر إلى الرخاء، ومن الظلام إلى كهرباء متوفرة بصورة كبيرة ومستدامة. تلك الأطروحة راسخة في وجدان الإثيوبيين بشكل قوي، يبرز ذلك في تصريحات المسؤولين الحكوميين الذين يرفضون أي تشكيك في جدوى السد .
وبعد فشل المفاوضات، ورفع الدول الثلاث تقريرا للاتحاد الإفريقي تمهيدا لعقد قمة مصغرة، هل سنشهد إنفراجة في هذا الملف، أما يستمر الخلاف حتى نشهد تصعيدا من الجانب المصري والسوداني إذا استمر التعنت الإثيوبي.
