أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٢١ إلى ٢٧ مارس ٢٠٢١. في العناوين: 

– داعش لم ينتهِ، لكن خلافته المزعومة انتهت. عامان على الباغوز 

– جهاديو الشام متأهبون لمقابلة الجولاني المنتظرة مع ألـ PBS الأمريكية. نسأل: هل حقاً سييقول ما “سيدهش”؟ 

– موزمبيق قد تخسر ١٢٠ مليار دولار بعد أنباء سيطرة داعش على بالما في كابو ديلغادو 

وضيفا الأسبوع: 

عبدالحليم سليمان عبدالحليم مراسل إندبندت عربية في شمال وشرق سوريا

المرصد 81 | موزمبيق قد تخسر ١٢٠ مليار دولار بعد أنباء عن إحكام قبضة داعش على بالما في كابو ديلغادو

و عمر أبو ليلى المدير التنفيذي لشبكة ديرالزور ٢٤ 

المرصد 81 | موزمبيق قد تخسر ١٢٠ مليار دولار بعد أنباء عن إحكام قبضة داعش على بالما في كابو ديلغادو

عامان على الباغوز

في ٢٣ مارس ٢٠١٩، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش في الباغوز وهي بلدة صغيرة تتبع قضاء البوكمال ضمن محافظة دير الزور جنوب شرق الرقة. الباغوز تقع على الحدود بين سوريا والعراق، على الضفة الشرقية من الفرات. مع نهاية ٢٠١٣، أحكم داعش سيطرته على الرقة. وفي يونيو ٢٠١٤، احتلّ داعش الموصل. في يوليو ٢٠١٧، حررّت القوات العراقية مدينة الموصل. في أكتوبر ٢٠١٧، قوات سوريا الديمقراطية بمساندة التحالف الدولي حررت الرقة. ظلّ التنظيم يتراجع إلى الحدود العراقية السورية وانحسر في الباغوز. بعد عام ونصف على تحرير الرقة، وفي فبراير ٢٠١٩، بدأت معركة تحرير الباغوز. انتهت بعد شهر وأسبوعين. لم تنهِ الباغوز تنظيم داعش، لكنها أنهت “الخلافة” المزعومة؛ أنهت أي شكل فيزيائي على الأرض ينفذ التنظيم عليه ومن خلاله سياساته ويطبّق أفكاره. من دون هذا الشكل الذي اقترب من كيان له حدود جغرافية ومؤسسات وعلم وحتى عِملة، يظل داعش مجرد حفنة من عاملين في الظلام يتربصون بالضعاف والمنهكين والمُغيّبين في حساب حكوماتهم. فلا هؤلاء حموهم ولا أولاء عتقوهم. 

 

الجولاني في الربيع

تناقلت الحسابات المعارضة للجولاني تغريدة للصحفي تشارلز ليستر الخبير في شؤون الجهاديين وسوريا، يتحدث فيها عن “لحظة فاصلة” في مقابلة الجولاني مع مؤسسة خدمة البث العام الأمريكية PBS، التي ستُبث في أبريل. قال إنها ستحدث “ضجة” في عالم الجهادية. والحقيقة، نسأل: ما الذي قد يقوله الجولاني فيحدث هذه “الضجة”؟ نحن نعلم أن الجولاني غادر عالم الجهادية الذي نعرفه. تسبب في صدع بين البغدادي والظواهري؛ وعملياً طرد البغدادي من إدلب. وبعد سنوات طرد الظواهري من إدلب. الجولاني نفى أن يكون أصلاً على “ودّ” مع الجهادية التي نعرفها وأخبر مركز الأزمات في مطلع ٢٠٢٠ أنه اضطر إلى مبايعة الظواهري في وقت من الأوقات. الجولاني يتقرب من تركيا ومن الفصائل التي تقاتل تحت راية تركيا. في المحصلة، تركيا لاعب في المنطقة مثلها مثل الآخرين؛ وتتبنى سلوكاً ومفاهيم يعتبرها الجهاديون كفراً مثل الانتخابات. الآن، ما لا نعرفه حقاً هو أي نوع من الحكم يسعى إليه الجولاني؟ هل يريد “إمارة إسلامية”؟ لكننا نرى اليوم الاضطراب بين ما تريد الهيئة وما يريده آخرون. الجدل حول العلم في ذكرى الثورة العاشرة خير دليل على الاستقطاب الموجود في إدلب. في النهاية، هل يحتاج الجولاني حقاً إلى أن يبرر أيديولوجيته للغرب؟ أم أنه سيفرض شروطه وكفى؟ الجواب في الربيع. 

 

داعش في المرفأ! 

حتى ساعة تسجيل هذه الحلقة، لم يتبنّ داعش رسمياً نبأ السيطرة على مدينة بالما في إقليم كابوديلغادو شمال شرق موزمبيق. مسلحون هاجموا عاملين أجانب يعملون في مشاريع استخراج الغاز الطبيعي ولاحقوهم وحاصروهم في فندق. بحسب موقع بلومبيرغ، هذا الإرهاب في موزمبيق سيعطل مشاريع الغاز التي ستَدُرّ ١٢٠ مليار دولار تقريباً على أهل موزمبيق؛ سادس أفقر بلد في العالم. الموقع لفت أيضاً إلى أن هذا الهجوم الأخير وقع بعد يوم واحد من إعلان توتال استئناف مشروعها. ظهر داعش رسمياً في موزمبيق في ٢٠١٩ ضمن ما يسمى ولاية وسط إفريقيا. لكن الجماعة التي والت داعش موجودة قبل ذلك بعشر سنوات تقريباً. يُعرفون باسم الشباب ولا علاقة لهم بالشباب الصومالية الموالية للقاعدة. 

في ٢٠١٥ قرروا حمل السلاح ضد حكومة موزمبيق. في ٢٠١٧ هاجموا ماسيمبوا دا برايا أهم مدن كابو دلغادو. ثمّ هدأوا حتى مارس ٢٠٢٠ عندما هاجموها وبلدات أخرى وظلوا ينتهجون أسلوب الكرّ والفرّ حتى أغسطس الماضي عندما أعلنوا احتلال مرفأ البلدة كاملاً. في الأسبوع الأول من مارس، صنّفت واشنطن المجموعة وقائدها في قوائم الإرهاب. يُعرف قائجها باسم أبو ياسر حسن ويُعرف أيضاً باسم أبو قيم. ويحمل الجنسية التنزانية.  

 

المعابر 

نقل حساب رد عدوان البغاة أن خلافات وقعت أخيراً بين شرعي الهيئة العام عبدالرحيم عطون وشرعي الجناح العسكري مظهر الويس. الخلاف تعلّق بتعيين قضاة. لم يوضح الحساب لماذا أو كيف حُسم الخلاف لصالح الويس. فهل أصبح متنفذاً أكثر من عطون؟ لا نعم.  في الآونة الأخيرة، اعتقلت الهيئة شخصيات محسوبة عليها فيما وصف بالخلافات الداخلية. وفي ذكرى الثورة، كشف مزمجر عن خلافات بسبب علم الثورة/علم القاعدة/النصرة. في مسألة جدلية أخرى، ترددت أنباء عن نية فتح المعابر بين مناطق النظام ومناطق الهيئة. لفت من التعليقات ما قاله مزمجر الثورة السورية. قال: “يوجد في درع الفرات ثلاثة معابر (باب السلامة والراعي وجرابلس) وهي تحت سيطرة تركيا وفصائل الجيش الوطني؛ فلماذا يدعمون هيئة الجولاني المصنفة دولياً إرهاب بزعمهم بمليارات الدولارات؟ (من خلال فتح المعابر)” ولفت ما قاله الشيخ عبد الرزاق المهدي الذي يميل إلى الهيئة أو على الأقل يقف على الحياد. قال: “الشعب ينتظر بيانًا من الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ تعلنان فيه رفضهما لفتح معابر مع نظام البراميل. نفتح معه المعابر لفك الحصار عنه؟”

 

استهداف الهيئة 

إذاً، شاعت في الأشهر الأخيرة الهجمات المجيّرة لمجهول ضد أهداف تتبع الهيئة. مزمجر الثورة السورية نقل هذا الأسبوع أنباء اغتيال أمنيين وعسكريين تابعين للجولاني ومنهم اثنان من المرابطين في كتيبة المقاومة. وعلّق: “يبدو أن الإحتقان الشعبي لم يعد يميز بين أمني وعسكري عند الجولاني.”

أعلنت الهيئة هذا الأسبوع أنها تمكنت من تحييد خلية داعشية في أطمة شمال إدلب. جهاز الأمن العام قال إن الخلية مسؤولة عن قتل المرابطيَن المذكوريَن سابقاً. ونشر صوراً تبين قتل اثنين من عناصر الخلية فيما فجّر ثالث نفسه واسمه (أبو الدرداء الروسي).  لكن مزمجر الثورة السورية قال إن الروسي/ أو الطاجيكي كان مستقلاً ولا علاقة له بداعش. 

وعلى الهامش تساءل كيف غفل طيران التحالف والروس عن أرتال الهيئة ومصفحاتها التي حاصرت المنزل المقصود. 

المعتقلون 

نقل حساب رد عدوان البغاة المعارض للجولاني أن أبا حمزة الدرعاوي أحد قيادات حراس الدين وعضو مجلس شوراهم أصيب بأزمة قلبية. الهيئة اعتقلت الدرعاوي في أكتوبر الماضي ضمن الحملة ضد حراس الدين. علّق الحساب: “صمت القريب قبل البعيد على ما يجري يذبحنا، أفلا يستحقون هؤلاء المشايخ وغيرهم بيان أو كلمة لنصرتهم؟” 

لنتذكر أن أبا همام الشامي وسامي العريدي المتبقيين من قيادات حراس الدين غائبان منذ انقضاض الجولاني على الحراس في يونيو الماضي، ويعتقد أنهما في أفغانستان أو باكستان. 

 

مأزق طالبان 

أصدر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بياناً رداً على ما قال إنه تصريحات “غامضة” للرئيس الأمريكي بخصوص اتفاقية الدوحة. أبرز ما جاء في البيان هو: 

الاتفاقية هي الطريق الأقصر لإنهاء الحرب التي دامت ٢٠ عاماً بين أفغانستان وأمريكا: طالبان ملتزمة بما جاء في الاتفاقية وعلى أمريكا الالتزام، إذا لم تنسحب القوات الأجنبية في الموعد المحدد فسيكون ذلك خرقاً للاتفاقية وستكون أمريكا مسؤولة عن ذلك، وفي هذه الحالة، ستواصل طالبان “الجهاد”. الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية هو ١ مايو المقبل، أي بعد شهر تقريباً.