أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية، نغطي فيها الفترة من من ١٤ إلى ٢٠ مارس ٢٠٢١. في العناوين: 

– في الذكرى العاشرة للحراك السوري ضد نظام الأسد، إدلب تضيع بين علم الثورة وعلم القاعدة

– هذيان داعش بفتوحات عمرية في إفريقيا 

– داعش يتفاخر باستهداف النساء من أفغانستان إلى العراق وسوريا

ضيفة الأسبوع، الدكتورة فيرا ميرونوفا الأكاديمية والصحفية المخضرمة تحدثنا عن رجال المافيات الذين وصلوا إلى مناصب قيادية داخل داعش.

المرصد 80 | في الذكرى العاشرة للحراك السوري ضد نظام الأسد، إدلب تضيع بين علم الثورة وعلم القاعدة

العلم

في الذكرى العاشرة لانطلاق الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد، لفت في إدلب خلاف على العلم واصطفافات تمثل إشكالية تلك المنطقة. يوم الاثنين ١٥ مارس، احتشد السوريون في إحدى ساحات إدلب للاحتفال بالذكرى. ورفعوا علم الثورة الذي رفعه السوريون في حراكهم وميّزوه عن العلم الرسمي الذي يمثل النظام. انقسم معارضو الجولاني إلى قسمين: ممن هم مثل مزمجر الثورة السورية، يعارض الجولاني ويرفض الانقضاض على المقاتلين المستقلين أو مقاتلي حراس الدين مثلاً، هؤلاء ابتهجوا بالحضور الكثيف لاحتفالية إدلب. مزمجر قال: “ينتصرون برفع علم الثورة رغم أنف من سفك دم (الفصائل الثورية) وقال عن علمنا راية كفرية عميّة.” القسم الثاني هم أنصار القاعدة في سوريا. لم يعجبهم رفع علم الثورة باعتباره يمثل الوطنية التي هي ضرب من الكفر. وركزوا في الحضور على فتيات تمايلن مع أناشيد الثورة التقليدية. جلاد المرجئة قال: “أمن أجل هذا اقتحم الإنغماسيون … من أجل أن يتم رفع العلم الأخضر العلماني وتتراقص النساء بين جموع الرجال بحجة الثورة، وبحماية من أمنيي الهيئة.” لاحقاً، أنزل عناصر هيئة تحرير الشام علم الثورة ورفعوا راية كُتبت عليها عبارة التوحيد. مزمجر قال: “ثورتنا خرجت من المساجد … لكن رمزية الثورة في علمها الذي رفع من الأصل.” وكشف عن خلاف داخل الهيئة إذ هدد عناصر بنسف ساحة المحراب حيث علم الثورة ما لم يتمّ إنزاله. ولنفس السبب طُمس علم الثورة على الجدران في أماكن مختلفة من إدلب. انتهى مزمجر إلى أن “المصيبة ليست بالرايات إنما بالغايات.” أما جماعة القاعدة لم يعجبهم تغيير الراية وقالوا: “لسان الهيئة: نحن جماعة مع الخيل يا شقرا … أيش تريدوا جاهزين (علمانية عندنا _ ديمقراطية عندنا _ توحيد عندنا ) جميع متطلبات النفاق جميعها عندنا.” 

 

الرام

ظهر على التلغرام بيان بتوقيع جماعة عبدالله بن أنيس تقول فيه إنها هاجمت حاجزاً للهيئة في إدلب. حساب مزمجر الثورة أوضح أن الهجوم أسفر عن قتل أمني اسمه أبو العز. لم يتمّ تداول البيان بين المعرفات المعهودة الموالية للقاعدة. حساب مزمجر اعتبر أن هذه الجماعة تتبع إلى الهيئة وأن هجماتها تعطي مبرراً لاستهداف من تبقى من الحراس والمستقلين وكل متذمر من سياسة الانحطاط. أول ظهور للجماعة كان في يناير الماضي. في بيانها الأول حددت هدفها بمهاجمة جماعة “الهيئة” التي وصفتها بالمرتدة. 

 

الهيئة والمعتقلون

حكمت هيئة تحرير الشام بالسجن ٥ أعوام على أبي عبدالرحمن المكي أحد قيادات حراس الدين وعضو مجلس شوراهم. الهيئة اعتقلت المكي في أكتوبر الماضي. في أزمة الحراس الأخيرة، خاطب المكي عناصر التنظيم في رسالة دعاهم فيها إلى “عدم الاستعجال” في طلب النصر. 

أفرجت الهيئة هذا الأسبوع عن أبي صلاح الأوزبكي الذي كان من أوائل من اعتقلتهم الهيئة ضمن الحملة الأخيرة على الحراس في يونيو ٢٠٢٠. الأوزبكي كان أمير كتيبة الأوزبك في الهيئة قبل أن يستقلّ عنهم وينضم إلى جبهة أنصار الدين التي شاركت الحراس في غرفة عمليات فاثبتوا قصيرة العمر. في نفس الملف، نشر حساب رد عدوان البغاة أسماء المسؤولين عن اعتقال أبي عبدالله السوري المعتقل في ٢٠ فبراير الماضي. أبو عبدالله هو من قيادات الحراس و ابن أبي فراس السوري. 

 

هذا الأسبوع، تناقلت الحسابات المعارضة للهيئة صوراً من تظاهرات نساء في مناطق مختلفة من إدلب واقتحم أمنيو الهيئة مخيمات في كفرناصح وحورتة. في مظاهرة تلعادة، طالبت النساء استعادة مقتنيات أخذها أمنيو الهيئة عند اقتحامها في أوقات سابقة. فيما نشر مزمجر فيديو لسيدة سبعينية ضربها الأمنيون أثناء اقتحام مخيم كفرناصح. 

 

داعش وقتل المرأة

جاء في إعلام داعش أن عناصر التنظيم قتلوا منتسباً للحشد العشائري في منطقة قرب الطارمية شمال بغداد وأجهزوا على والدته التي قالوا إنها جاسوسة تعمل مع الحكومة. في الأشهر الأخيرة، بات داعش يستهدف النساء كما الرجال. الصحفية في BBC Monitoring المختصة في شؤون الإرهاب، مينا اللامي لفتت إلى أن تبني استهداف النساء علناً وبلا وجل أو خجل يعتبر “تغيراً” في تكتيك التنظيم.  في منتصف الشهر الحالي تقريباً، قتل داعش أربعة رجال في منزلهم بمنطقة البودور جنوب تكريت بتهمة التجسس وأجهزوا على امرأتين في المنزل نفسه. الامرأتان كانتا والدة الشباب وشقيقتهم. وفي ننغرهار أفغانستان، قتل داعش مطلع الشهر ثلاث عاملات في تلفزيون إنعكاس وطبيبة اتهموها بأنها جاسوسة. في يناير، قتلوا مسؤولتين في السلطة الكردية شمال سوريا. وفي ديسمبر قتلوا ملالا ميفاند الصحفية في إنعكاس أفغانستان. باحث على تويتر أضاف أن بحثه في صفحات صحيفة النبأ منذ ٢٠١٧ حتى نوفمبر ٢٠٢٠ وجد أن التنظيم لم يتبنّ استهداف امرأة إلا مرة واحدة في ١٨ نوفمبر ٢٠١٩، ووقتها أصيبت المرأة في هجوم قرب دير الزور السورية. 

 

افتتاحية النبأ

افتتاحية العدد الأخير من النبأ، رقم ٢٧٨، الصادر الخميس ١٨ مارس ٢٠٢١، فيه محاولة لتفنيد اتهام داعش بالتكفير. وتحديداً “تكفير كل من هم في دار الكفر حتى لو كان منهم مسلمون.” هو رد على ما جاء أخيراً في سلسلة مقالات جماعة التراث العلمي المنشقين عن داعش. وقد يكون له علاقة بتفجير بغداد الأخير الذي استهدف سوقاً يؤمه عراقيون شيعة وسنة. خلاصة المقال: 

يدعي داعش أنه لا يكفر كل من هو في دار الكفر؛ 

يدعي التنظيم أنه لا يُكفر إلا من ظهر منه الكفر المقطوع بكونه كفراً؛ أي، “المنتسبين إلى طوائف الكفر”. وهنا نسأل من هؤلاء؟ الجواب بحسب ما نعلم عن داعش: كل من هم ليسوا مسلمين سنة: مثل الشيعة، المسيحيون، الإيزيديون. ثانياً، المنتسبين إلى طوائف الردة: ونسأل من هؤلاء؟ وحسب ما نعلم عن داعش فهم يعتبرون القاعدة مرتدين. وكذلك هيئة تحرير الشام والفصائل. ثالثاً، المظاهرون للمشركين: مرة أخرى نسأل من هؤلاء؟ ومما نعلمه بحسب داعش هم كل من يعمل عملاً له علاقة بالحكومة أو المنظمات المدنية التي قد تتلقى تمويلاً من الأمم المتحدة مثلاً. هذه التصنيفات في دار الإسلام. أما في دار الكفر، يقول المقال إن داعش لا يستهدفون المسلمين في دار الكفر لكنهم بريئون من دم أي مسلم يصاب بأذى نتيجة هجماتهم ضد الكفار في دار الكفر. يعني “collateral damage” قتل غير متعمد. هم غير مسؤولين عن أن هؤلاء المسلمين اختاروا العيش في دار الكفر. الخلاصة: لا ينجو إلا من هو معهم أو لا يخالفهم. 

 

داعش باكستان

بث ما يعرف بالمكتب الإعلامي لولاية باكستان تسجيلاً من ١٠ دقائق بعنوان: صنّاع الملاحم. عن قتل ١١ شيعياً من الهزارة في منطقة بولان شمال غرب باكستان. داعش قال إن “جنوده” هاجموا هؤلاء وأسروهم في يناير الماضي. والحقيقة أن المغدورين كانوا عمّالاً بسيطين يعملون من موسم لآخر في المناجم. لا حول لهم ولا قوة. في الفيديو يُربط الرجال العزّل، تُعصب أعينهم، ويُذبحون بالسكين واحداً تلو الآخر ويسيل دم الواحد على الآخر. في لقطة يُجر أحدُهم وهو يضرب برجليه الأرض. يقاوم. دون فائدة. عند آخر تُجزّ الرقبة. ويُمعن في التقطيع. تقاوم الحنجرة النصل. حتى يصل إلى الفقرة. من السخرية أن عدد النبأ الأخير ختم بصفحة عن “الإحسان” توسطها الإحسان في القتل والذبح. وفي التفسير الذي سعيتُ إليه خارج النبأ، قيل إن القتل كما في القصاص، والذبح كما في الأضحية.   

 

داعش نيجيريا

تناقلت معرفات داعش هاشتاغ “سبايكر نيجيريا” بعد أن قال التنظيم إنه قتل العشرات من الجيش النيجيري في شمال شرق البلاد. ووثقت النبأ ذلك في صورة نشرتها في العدد الأخير. معرف مبين أو بيجاد وهو من أكبر مناصري التنظيم على الإنترنت تحدث عن “أجناد الهاشمي” وكيف أن “الفتوحات الهاشمية القرشية” نسبة إلى الخليفة المزعم سوف تكتسح أدغال إفريقيا. ويجري مقارنة عجيبة تقارب هذا الهذيان بالفتوحات “العمرية” التي اعتبر أنها سلمت الراية للزرقاوي ومنه إلى البغدادي. بمثل هذه المفردات يفكر هؤلاء. 

ولفت هذا الأسبوع خبر أن داعش اختطف وقتل ٦ أشخاص ينتمون إلى القاعدة في منطقة غاو شرق مالي. 

 

الهيئة والمجلس العسكري

نقل رد عدوان البغاة أن الجبهة الشامية إحدى أكبر تشكيلات الجيش الوطني ترفض طلب الجولاني بالاندماج الكامل معها، ويأتي هذا ضمن محاولات الهيئة الحثيثة للدخول إلى مناطق فصائل الجيش الوطني بأي طريقة كانت.

 

القاعدة الهند

نشر إعلام القاعدة الرديف تسجيلاً قصيراً بعنوان: “الشاب لم يعد هنا” وقالوا إنه في ذكرى قتل ذاكر موسى زعيم تنظيم أنصار غزوة الهند التابع لما يعرف بقاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية. ذاكر موسى قُتل في هجوم للجيش الهندي في كشمير في مايو ٢٠١٩.