أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٧ إلى ١٣ مارس ٢٠٢١. في العناوين: 

– كيف يغفل أنصار القاعدة أهمية السؤال عن حال الظواهري؟ 

– حساب إسلامي مستقل في الشام يخاطب القاعدة: “تحملوا سوء إدارتكم وواجهوا بها شبابكم”

– الخارجية الأمريكية تدرج على قوائم الإرهاب كلاً من: داعش الكونغو بزعامة موسى بالوكو وداعش – موزمبيق بزعامة أبي ياسر حسن. 

– وثبوت كذب الفتاة التي حرّض والدها زوراً على مدرس التاريخ الفرنسي المغدور

ضيف هذا الأسبوع، عروة عجوب، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة لوند في السويد. يحدثنا عن تطور الجوانب العقدية والسياسية في السلفية الجهادية. 

 

قيادة القاعدة المنسلخة عن الواقع تُخفق مجدداً في إثبات “حياة” الظواهري

نبدأ من الإصدار الأخير الذي بثته مؤسسة السحاب الذراع الإعلامية للقاعدة المركزية في خراسان – باكستان وأفغانستان، الذي أخفق في إثبات أن الظواهري على قيد الحياة بعد تردد شائعات في نوفبمر الماضي أنه تُوفي. بدايةً، لا يبدو أن أنصار القاعدة يدركون أهمية الأمر الذي يتعدى حقيقة حضور الرجل أو غيابه. للأمر تبعات تتعلق بأدبياتهم التي فرضوها هم أنفسهم ولا أحد سواهم، كما سيأتي بعد قليل. 

لنبدأ أولاً بتفصيل مشاكل الإصدار الذي عنوانه “الروهينجا جرح الأمة كلها”

١) لم يظهر الظواهري وجاهياً. بُث صوته المسجل على صورة ثابتة له أو على مقاطع أرشيفية. 

٢) كلام الظواهري عن الروهينغا جاء عاماً ينطبق على أي زمان في مأساة روهينغا ميانمار، بما في ذلك الفترة التي سبقت انتخاب أنغ سان سو تشي على هرم أول حكومة ديموقراطية هناك وذلك في نوفمبر ٢٠١٥. 

٣) لم يُشر الظواهري إلى انقلاب العسكر في ١ فبراير الماضي. فالعسكر هم الأشد وطأة على الروهينغا. بل إن الظواهري أشار إلى “حكومة ميانمار الديمقراطية”. وهي حكومة لم يعد لها وجود منذ ذلك التاريخ. 

٤) لم يشر إلى الانتخابات التي ضمنت “للحكومة الديمقراطية” بزعامة سوتشي ولاية ثانية. الانتخابات تمّت في ٨ نوفمبر ٢٠٢٠. أي قبل هذا التسجيل بـ ٤ أشهر تقريباً. 

٥) مجموع ما تحدثه الظواهري كان حوالي خمس دقائق من أصل إحدى وعشرين دقيقة هي مدة الفيديو. 

٦) المسائل التي تتعلق بالأحداث العاجلة والحالية تولّاها المُعلق. 

٧) لم يُشر الظواهري إلى أي من الأحداث التي احتفى بها أنصار القاعدة في الصومال أو الشام والتي وردت مقاطعها تحت صوت المُعلّق من دون تفصيل. 

٨) لم يُلحَق اسم الظواهري بعبارة “حفظه الله”. والحقيقة لا أدري إلى أي درجة هذا الأمر مهم. 

فمثلاً، في إصدار عن أسامة بن لادن بعنوان معركة جاجي، لم يُلحق اسمه في الغلاف بعبارة (تقبله الله) مثلاً. 

في حالة الظواهري، كانت عبارة (حفظه الله) تُذكر في متن الإعلان حتى لو لم تُذكر في الغلاف كما حدث في غلاف إصدار “معاً إلى الله” النسخة الإنجليزية، أو إصدار “صفقة القرن”. في هذا الإصدار، لم تُذكر عبارة “حفظه الله” لا في الغلاف ولا المتن. 

ثمة أسبقية. في ٢ فبراير ٢٠٢٠، بثت الملاحم كلمة لـ قاسم الريمي يتبنى فيها هجوم بنساكولا من دون أن يُلحق بالاسم جملة “حفظه الله” وكانت أمريكا أعلنت في يناير أنها قتلته. بعد إصدار بنساكولا بأسبوعين، أكدت الملاحم قتل الريمي. 

ثانياً: متى ظهر الظواهري آخر مرة؟ 

١) آخر ظهور موثق للظواهري كان في فبراير ٢٠٢٠. في تقرير الأمم المتحدة عن الوضع في أفغانستان والمنشور في مايو ٢٠٢٠،  ذُكر أن الظواهري “التقى أعضاء من شبكة حقّاني في فبراير ٢٠٢٠” للبحث في اتفاق طالبان – واشنطن. 

٢) في سبتمبر ٢٠٢٠، بثت السحاب فيديو تحدث فيه الظواهري كان بعنوان “صفقة القرن”. لكن الظواهري لم يأتِ على ذكر العبارة ولم يُشر إلى المؤتمر الصحفي الشهير بين ترمب ونتنياهو في يناير ٢٠٢٠. 

٣) أشار إلى ثلاثة أحداث ترتبط بتاريخ: نقل واشنطن سفارتها إلى القدس في مايو ٢٠١٨، وعقد ندوة المنامة في يونيو ٢٠١٩؛ وتقرير بُث على محطة عربية في يوليو ٢٠١٩.

ثالثاً: الخلاصة

مسألة حياة أو موت الظواهري ليست مهمة لنا نحن، هي مهمة لأنصار القاعدة. يجب أن تكون مهمة لأنصار القاعدة. فلو افترضنا أن الظواهري تُوفي، ثمة مسألتان يجب أن يحسمَهُما أنصار القاعدة: 

١) البيعة. هل بايع أمراء فروع القاعدة أميرهم الجديد؟ هل تمّت البيعة سرّاً؟ ألا يجب أن يعرف “الجنود” بذلك؟ أم أن منظري القاعدة سيبروون كما برر منظرو داعش بأن البيعة لأمير مجهول أمر جائز؟

٢) من هو الأمير الجديد؟ هل هو سيف العدل الذي يعيش في إيران؟ وهذا بشهادة خالد العاروري أبي القسام. هل لدى أنصار القاعدة مشكلة في أن يقودهم رجل من طهران؟ وأفردنا للعلاقة بين إيران والقاعدة ملفاً كاملاً في الحلقة رقم ٧٦ من المرصد وكان عنوانها “سيف العدل تدرّب في معسكرات حزب الله وأشرف على تدريبه عماد مغنية.” هل الأمير الجديد خالد باطرفي الذي بالكاد يستطيع إدارة فرع اليمن؟ 

أم هو صهر الظواهري، المغربي محمد أباتي؛ أم السعودي سلطان العارف اللذان أدرجتهما واشنطن على قائمة الإرهاب في يناير ٢٠٢١، ولا يُعرف أين هما؟ 

 

الآن، إن كان الظواهري على قيد الحياة، فلا شك أنه بعيد عن الأحداث الجسام التي تعصف بأتباعه الذين يترقبون إصداراته كل مرة بفارغ الصبر. 

 

في ردود الفعل، لن نتطرق إلى أنصار داعش لأن موقفهم واضح، وليسوا بأفضل حال مع الخليفة المزعوم أبو إبراهيم. سنركز على أنصار القاعدة. مشرفو مجموعة  “نصرة أهل الحق” حرصوا على شطب الرسائل السلبية. مثل رسالة مشارك قال إن الإصدار لا يدل على أن الكلمة جديدة. حساب جلاد المرجئة، وهو حساب معتبر موالي للقاعدة، قال ما لفت الانتباه في منشورين منفصلين. في الأول، قال بما معناه أن موت الظواهري لا يعني موت “الجهاد.” لكن في الثاني، تحدث عن ممارسات هيئة تحرير الشام بحق المعتقلين لديها خاصة من مشايخ القاعدة، وسمّى منهم أبا عبدالرحمن المكي، عضو مجلس شورى حراس الدين، وأبا يحيى الجزائري، الذي عزله العريدي وأبو همام من الحراس. ما لفت هنا هو الجملة الأخيرة لـ جلاد المرجئة. قال: “لا بد أن يكون لمشايخ وكوادر وقادة الجهاد في الشام وخارجها كلمة فصل وموقف حازم مما يحدث في ساحة الشام.” لا الظواهري ولا المركزية تحدثا في أمر هؤلاء منذ البيان ضد الهيئة في يونيو ٢٠٢٠. 

حساب، خيال المنهج الشامي أو منبرنا، الذي يُعرّف عن نفسه بأنه مستقل، كتب تحت عنوان: “أكرموا موتاكم بدفنهم.” يقول: “تحملوا سوء إدارتكم وضعفكم وواجهوا بها شبابكم حتى يتدبروا أمرهم … أفلم يجد ‘الدكتور’ في نوازل الأمة والمخاطر المحيطة بالجهاد … غير مسألة ‘الروهينجا’ … هذا استخفاف صريح من قيادة القاعدة بعقول شبابهم.”

 

داعش موزمبيق 

أضافت الخارجية الأمريكية إلى قوائم الإرهاب كلاً من داعش في الكونغو بزعامة سيكا موسى بالوكو؛ وداعش في موزمبيق بزعامة أبي ياسر حسن. وفصًل بيان الخارجية أن داعش في الكونغو يُعرف أيضاً باسم “تحالف القوات الديمقراطي” و”مدينا التوحيد والمجاهدين.” ومن المؤلفات النادرة حول جماعة داعش في الكونغو، أصدرت جامعة جورج واشنطن هذا الأسبوع ملفاً يثبت العلاقة بين “تحالف القوات الديمقراطي” وداعش وقال إنها تعود إلى العام ٢٠١٧ وتشمل تبادلاً مالياً. في ٢٠١٨، أعلن داعش رسمياً ما أسماه ولاية وسط إفريقيا. في أكتوبر ٢٠٢٠، تبنى داعش هجوم على سجن وإطلاق سراح أكثر من ١٠٠٠ شخص معظمهم من قوات بالوكو. 

 

سامويل باتي

نقل تلفزيون سكاي نيوز البريطاني عن الإعلام الفرنسي أن الفتاة التي قاد والدها حملة ضد مدرّس التاريخ سامويل باتي أدّت إلى قتل باتي، كذبت في كل ما قالته عن أستاذها. بدأ كل شيئ عندما أخبرت الفتاة والدها أن المدرسة طردتها مؤقتاً بسبب خلافها مع الأستاذ على عرضه رسومات شارلي إبدو المسيئة للرسول الأكرم. ما تبين لاحقاً أن الفتاة لم تحضر أصلاً الدرس. وأن المدرسة عاقبتها قبل الدرس بيوم كامل بسبب تغيبها المستمر. الحملة التي قادها والد الفتاة زوراً وبهتاناً حفّزت عبدالله أنزوروف على ارتكاب جريمة قتل مدرّس التاريخ في أكتوبر الماضي.

مأرب 

بعد تصريح قاضي هيئة تحرير الشام مظهر الويس بخصوص معركة مأرب والتي قارب فيها بين مأرب وإدلب، قال أبو ماريا القحطاني القيادي في الهيئة إنه يؤيد تدخلاً تركياً في اليمن. وقال: “هناك أخبار عن تدخل تركي في اليمن فلو صح ذلك فهذا سيوقف زحف الحوثين ويشلُ ذراع إيران.” حساب رد عدوان البغاة المعارض رد: “لا أحد يستغرب ذلك .. فهم أدخلوا تركيا إلى إدلب.” 

مرصد الجهادية 78 | في شهر المرأة، داعش يغتال أربع نساء في ننغرها: ماذا يعني أن تكون امرأة في أفغانستان؟