مها و عمر: الإنجاب يتطلب استعداداً نفسياً عالياً لم نصله بعد

مها فطوم

مها (25 سنة) وعمر (26 سنة) من مصر، متزوجان ويعملان في مجال الميديا اختاروا حالياً عدم الإنجاب نستضيفهم في الحلقة الأخيرة من سلسة لا إنجابيين في بودكاست صارت معي ونستمع لأسباب قرارهم وكواليسه من صدامات مع المجتمع وأبعاده للمستقبل

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

مها و عمر: الإنجاب يتطلب استعداداً نفسياً عالياً لم نصله بعد

مها (25 سنة) وعمر (26 سنة) من مصر، متزوجان ويعملان في مجال الميديا تعرفنا عليهم عن طريق مادة نشرتها مها في موقع رصيف بعنوان ” أنا وزوجي قررنا عدم إنجاب الأطفال… هل يتركنا المجتمع وشأننا؟” وشاركتها على على صفحتها في الفيسبوك وكتبت: “المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط *اللي هو أنا* ولا أفترض فيه أن وجهة نظري هي الصح المطلق، ولا أطالب بتبني وجهة نظري على الإطلاق”

نستضيف مها وعمر في الحلقة الأخيرة من سلسة لا إنجابيين في بودكاست صارت معي ونستمع لأسباب قرارهم وكواليسه من صدامات مع المجتمع وأبعاده للمستقبل.

إعداد وتقديم: مها فطوم

جزء من الحلقة:

نص الحلقة :

" كيف أحد لا يكون يريد يحس إحساس الأمومة أو حتى كيف زوجك لا يريد أن يكون عنده أولاد !"

"الترتيب هذا أنا أكرهه فكرة أنه أنت تكون ماشي في حياتك بترتيب معين, أنت مثلاً أنهيت دراسة فتتزوج, تتزوج فتنجب يجب بالترتيب هكذا وأول ما تتزوج يجب تنجب, أنا الفكرة هذه رافضها تماماً"

" أنا أشعر أن أنا لا أريد أكون أم الآن, لا أشعر أن أنا قادرة أتحمل مسؤولية إنسان, فكرة أن الناس مثلاً تتعامل مع الإنجاب أنه هو شيء مسلم فيه تزوجنا فيجب ننجب فهذا شيء ليس منطقي"

تنويه: لتشابه اسمي مقدمة البودكاست (مها فطوم) والضيفة (مها) سنضع أمام اسم الضيفة الحرف الأول من كلمة (ضيف)

مها: سمعتم أصوات (مها وعُمر), شاب وصبية من مصر يشتغلون في مجال الميديا, مها 25 سنة وعُمر 26, متزوجين من سنة تقريباً والناس حولهم من أهل وأصدقاء يشغلون تفكيرهم بسبب عدم إنجابهم أطفال لحد الآن, تعرفت عليهم عن طريق مادة نشرتها مها في موقع رصيف22 بعنوان " أنا وزوجي قررنا عدم إنجاب الأطفال هل يتركنا المجتمع وشأننا ؟ " وشاركتها على صفحتها في الفيس بوك وقالت: المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط اللي هو أنا, ولا أفترض فيه أن وجهة نظري هي الصح المطلق ولا أطالب بتبني وجه نظري على الإطلاق.

بهذا الحذر والتوجس يتم طرح موضوع اللاإنجابية في مجتمعنا العربي ومصر خاصةً, علماً أن لاحقاً مها أخبرتني أنهم فقط مؤجلين في الظروف الحالية ولا يعرفوا متى ممكن يغيروا رأيهم, اليوم في الحلقة الأخيرة من سلسلة "لاإنجابيين" في بودكاست "صارت معي" سنستمع من مها وعُمر أسباب قرارهم وكواليس هذا القرار من صدامات مع المجتمع.

مها (ض): بصراحة كنا جالسين مع صديقة لنا هي تكتب بموقع "رصيف22" اسمها (رنا ناصر) وكنا نتكلم بالموضوع وقالت لي: أنت مكن تكتبي هذا كمقالة على "رصيف22" وهم يحبوا المواد التي تشيه هذا وستكون شيء جيد, بمعنى أنا أول مرّة أكتب مقال يعبر عن شيء شخصي بالنسبة لي, طوال الوقت أشعر بمعنى ماذا ستستفيد الناس حين يقرأون رأي في موضوع هم في الأصل بكل الأحوال لا أحد يقتنع برأي أحد فأبقي رأي لنفسي وخلاص ليس مهم, هي بصراحة التي شجعتني أنني أكتب هذا وكتبت وأرسلت الفكرة للموقع وهم قالوا تمام وأرسلتهم المقال وانتشر بعدها.

مها: هذا من حسن حظي أنا, لأن المادة انتشرت مثل النار في الهشيم "بنت مصرية لا إنجابية" ووصلتنا المادة.

حين نشرتي المادة لم تخافي قليلاً من ردة الفعل ؟

مها (ض): كنت خائفة أعمل لها مشاركة عندي على الحساب لأن عارفة الناس التي ستشاهدها لن تتفهم هذا أساساً, لكن بصراحة تفاجأت وجدت ردود فعل إيجابية على الموضوع أكثر مما كنت متخيلة, في نفس الوقت وجدت أيضاً ردود فعل سلبية لكن لم أكن متوقعة في الأصل سيكون هناك رد فعل إيجابي على الموضوع.

عُمر: نحن باختصار متزوجين عن قصة حب, التقينا صدفة وارتبطنا وأحببنا بعض وتزوجنا, الزواج أيضاً ممكن يكون خاص بالموضوع الذي نتكلم عنه الآن هو فكرة أنه نحن من البداية مقررين أن نحن قراراتنا تبقى خاصة بنا نحن, نحن لسنا مضطرين نخضع لأي قواعد المجتمع يضعها, حتى كنا مقررين نحن ومازلنا مرتبطين بدون خطبة _هكذا الظروف المادية ممكن صعبة_ لكن نحن كنا مقريين مع بعض لحد ما الظروف تتحسن وسنتزوج في الوقت الذي نشعر نحن فيه أن المفروض نتزوج, أيضاً حتى بعدما خطبنا - فكرة أن المجتمع أحياناً يضع وقت محدد للخطوبة والخطوبة لا يصح تطول- نحن كنا متفقين أيضاً هذا قرارنا نحن مع بعض أياً كان وحين تكون الظروف مناسبة وجاهزين أن نحن نأخذ الخطوة هذه سنأخذها, وبالتالي حالياً قرار الإنجاب نحن متفقين أن هذا أيضاً قرارانا نحن عندما نرى أنه وقت مناسب, نحن لسنا مقررين أننا لن ننجب نهائياً لكن نحن مؤجلين الإنجاب وأيضاً تاركين للوقت الذي نشعر فيه أننا راغبين بهذا, لكن نحن الأن لسنا راغبين بهذا ونرفض تدخلات المجتمع مثل ما مها شرحت في المقال.

أنا من عائلة بسيطة ريفية في قرية من قرى محافظة الشرقية, والدي متعلم تعليم متوسط, والدتي ليست متعلمة أبداً, إخوتي 3 إخوة أنا واثنين ثانيين, والدتي من ناحية رأيها في الموضوع هذا هي رافضة قراري وغير متفهمة لكن عندما تجدني مُصر على قراري لا تجد أمامها شيء آخر لكن هي أيضاً الفكرة ليست مستساغة بالنسبة لها.

مها (ض): أنا والدي ووالدتي صحفيين, والدي متوفي وأنا وإخوتي 5 بنات _ نحن أسرة كبيرة_ أمي نوعاً ما منفتحة, هي تستغرب القرار الذي هو كيف أحد لا يكون يريد يحس إحساس الأمومة أو حتى كيف زوجك لا يريد يكون عنده أولاد ! لكن حين ترى أن هذا هو قرارنا "خلاص أنتم أحرار" بمعنى ليست شخص ضاغط, لكن ممكن قليلاً لدي أختي أصغر مني هي التي تستغرب مثل ماكنت كاتبة في المقال.

مها: مها وعُمر أنتم بدأتم حديثكم معي تخبرونني بمعنى أنتم لديكم نية أن قراراتكم شخصية, هذا التصميم بهذه الطريقة والقرارات هذه التي تتخذونها من وقت ارتباطكم أكيد لها أسباب, أنا أحب أسمع منكم هذه الاسباب التي جعلتكم تذهبوا بهذا الاتجاه, يكون لديكم هذا الإصرار على هذه النمطية.

عُمر: السبب هو رد فعل, كرد فعل عن طبيعة المجتمع أو الذي كنا نراه بالمجتمع من الحالات التي حولنا من الناس حولنا, فهو رد فعل ونحن لا نريد أن يحصل معنا ولا نريد الشيء الذي يحصل بشكل معتاد في المجتمع.. تدخلات الأهل والمجتمع في شكل عام في قرارات خاصة مثل هذه, فالموضوع هو رد فعل على الذي يحصل وإصرار مننا أن حياتنا تكون في الشكل الذي نحبه نحن ليس المجتمع الذي يقرره.

مها: لحد الآن تسير الأمور مثل ما تريدون؟ بمعنى قراراتكم فعلاً اتخذت بشكل متجرد عن كل محيطكم؟

عُمر: هذا حقيقي, لحد كبير هذا يحصل.

مها: هل تستطيع أنت أو مها تذكر لي بعض هذه المواقف؟

مها (ض): بشكل عام ليست مواقف خاصة لكن على سبيل المثال في الزواج معظم الناس تتزوج حالياً -ك امرأة- يجب تختار رجل مادياً جيد, تختار أن يكون له مواصفات معينة, والرجل أيضاً يختار زوجته مثلاً تبعاً لمواصفات جمالها, تخصصها, فالموضوع أشبه بصفقة كل أحد يختار على أساس أشياء ظاهرية أو مادية لا أحد يفكر في المعنويات, بمعنى ممكن فتاة تحب شخص عادي وجيد لكن حين تأتي تتزوج "أنا لن أتزوج الشاب هذا لأن ظروفه المادية ليست أحسن شيء, لن أجلس أنتظره" لو أحد يخضع لقواعد المجتمع في الزواج فالموضوع جدياً أشبه بصفقة ليس زواج ومشاعر وعلاقة إنسانية.

مها: لنتكلم قليلاً عن طريقة النقاش كيف تحصل عندما يفتح هذا الموضوع سواء مع أصدقائكم, مع إخوتكم, مع عائلاتكم, كيف تكون أسألتهم وكيف تكون حججكم وردكم عليهم ؟

عُمر: غالياً يبقى كل واحد مننا بشكل فردي لأن ربما حياتنا لا تتقاطع كثير بمعنى أنا ممكن أواجه هذا مع عائلتي وأيضاً مها تواجه هذا مع عائلتها بشكل منفصل, لا أعتقد هناك أوقات كثيرة نتكلم في الموضوع هذا مع بعض, أنا بالنسبة لي هم عائلتي فقط الموضوع هذا يفتح, ربما أصدقائي حين الموضوع هذا يفتح تكون بشكل مختصر بمعنى أن أنا مقرر تأجيل الإنجاب وهم يتفهموا, وهم في الأصل أيضاً ربما لديهم نفس أفكاري لذلك يتفهموا لكن الخلاف يحصل بالنقاش مع عائلتي بالذات مع والدتي, والدي يبدو يعطيني حريتي أفعل الذي أنا أريده, والدتي هي أيضاً تعطيني حريتي لكن تتناقش معي كثير, تحاول تقنعني بوجهة نظرها, ليست متفهمة أو غير قادرة تستوعب قرار مثل هذا.

مها: أنت ما هو ردك حرفياً يكون عليها؟

عُمر: أشياء كثيرة ليست شيء محدد, النقاش مستمر ومتجدد لكن الذي أقوله أن هذا قراري, أن  أنا لا أريد أنجب في الوقت الحالي ممكن أغير رأي بالمستقبل لكن الموضوع الترتيب هذا أنا أكرهه فكرة أنه أنت تكون ماشي في حياتك بترتيب معين, أنت مثلاً أنهيت دراسة فتتزوج, تتزوج فتنجب يجب بالترتيب هكذا وأول ما تتزوج يجب تنجب, أنا الفكرة هذه رافضها تماماً بما يخص أن الإنجاب يكون فوراً بعد الزواج, رغم أن أنا ومها متفاهمين لحد الآن لكن هناك حالات أخرى يحصل مشاكل, المفروض حتى أن تنتظر وقت تختبر علاقة الزواج هذه هل هي ستستمر أو لاء, لو حصل أو حمل أو إنجاب في بداية الزواج و حصل مشاكل بعدها أدت إلى انفصال بين الزوجين ما هو مصير.. ما هو وضع الطفل هذا؟ ما هي الأزمات النفسية التي ممكن تحصل له؟ هذه الفكرة التي أنا أحاول أوضحها للذين حولي للذي يعترض على هذا, أن موضوع الترتيب وموضوع الإنجاب يتبع الزواج بشكل مباشر هذا غير صحيح من وجه نظري.

مها: مها أنتِ ما هي الانتقادات أو الأسئلة؟ كيف طبيعتها؟ وحججك أنتِ ماذا تردي؟

مها (ض): مثلاً عائلتي, أمي هي لا تتدخل لكن هي تستغرب ..كيف شخص يفكر هكذا! لدرجة أن هي كانت معتقدة أن هذا - لأن أنا أريد هذا وربما مثلاً عُمر يحاول يريحني ولا يريد إزعاجي وهكذا- بمعنى أن هذا ليس قراره وأن أنا أضايقه بقراري وأن هو ليس مضطر يفعل هذا, لماذا أنتِ تفعلي به ذلك؟ في الأصل هو مقرر معي أنه هو يريد فعل ذلك, بمعنى تستغرب.

أصدقائي أو معظم الناس وأنا أحب الأطفال أيضاً لكن هم يحبوا الأطفال لدرجة أنهم يأخذون هدف أن نحن نتزوج لكي نكون أمهات, وإخوتي أيضاً نفس القصة فدائماً بمعنى - أنتِ كيف ؟ أنتِ أبداً لا تريدي أن تشعري أنك أم؟ حين تكبري ماذا سوف تفعلي؟ - أنا ممكن أغير رأي بعد مدة حين أكبر ممكن يصبح لدي أولاد, أو ممكن لا أغير لكن هذا سيبقى في الأخر قراري وأنا بما أني اخذت قرار مثل هذا فأنا أيضاً فكّرت في نتائجه ما هي في المستقبل فأنا سعيدة هكذا, أنا جيدة.

مها: ما هو الشيء الممكن _ لو فرضنا_ يغير لكم فكركم أن تقرروا تنجبوا أطفال؟

مها (ض): أنا مثلاً بالنسبة لي الموضوع ليس مرتبط بأسباب مادية أو شيء لكن أنا أشعر أن أنا لا أريد أكون أم الآن, لا أشعر أن أنا قادرة أتحمل مسؤولية إنسان, فكرة أن الناس مثلاً تتعامل مع الإنجاب أنه هو شيء مسلم فيه تزوجنا فيجب ننجب فهذا شيء ليس منطقي -ماذا يعني أن أقوم الصبح أجلب إنسان للدنيا- فكرة تحمل مسؤولية إنسان ثاني أنت مسؤول عنه في كل شيء, مسؤول عن صحته النفسية خصوصاً بالنسبة لي هذا شيء صعب, أنا لا اشعر أني قادرة أتحمل مسؤولية هذا الآن نهائياً.

مها: وعُمر؟

عُمر: أيضاً الموضوع بالنسبة لي ليس مرتبط بأسباب معينة, أنا أسيبها حين نكون نحن الاثنين شاعرين إننا نريد عمل هذا, ونحن كنا من فترة قريبة نتكلم في الموضوع هذا أنا كنت أقول لمها أنه الموضوع هذا مبني على عوامل كثيرة فربما نحن نقرر ننجب لمّا عوامل منها تتغير بمعنى الموضوع ليس مادي فقط, الوضع المادي الآن أفضل من السابق حتى كانت والدتي ووالدي يقولوا طالما الوضع المادي تحسن فكر في الإنجاب فكنت أقول لها لاء الموضوع ليس مبني على هذا فقط, طبعاً أكيد الجانب المادي مهم  يجب لو سأجلب طفل أكون ضامن أنني أقدر أوفر له حياة كريمة لكن الموضوع ليس مادي فقط الموضوع نفسي أيضاً, هل أنا نفسياً جاهز أن أتحمل مسؤولية طفل؟ هل أنا سوي نفسياً كفاية في الأصل؟ طفلي سيتعلم مني ويتشرب مني وسأربيه جيداً, الموضوع أيضاً مجتمع هل أنا سأحافظ عليه في المجتمع الذي نعيش فيه وأربيه تربية جيدة؟ هل أضمن أنه لن يتعرض لأي شيء أي أذى جسدي أو نفسي في المجتمع الذي نحن نعيش فيه؟ عوامل كثيرة ربما تتغير ربما أعيش في مجتمع ثاني مستقبلاً ربما ظروف كثيرة تتغير ممكن في حينها ننجب, الموضوع ليس مرتبط بشيء محدد لكن مثل ما ذكرت هو إذا شعرنا أن نحن محتاجين نقوم بذلك فنقوم بهذا.

مها: في حال وصلتم لنقطة واحد منكم يريد ينجب والثاني لاء؟

مها (ض): الموضوع هذا صعب جداً, فكرت فيه.. فرضاً أنا أريد أنجب وعُمر لاء أو العكس لا أصل لحل لكن أشعر في لحظتها أن الموضوع صعب جداً أكيد أن طرف يريد يكون أب أو أم والثاني لا يريد وممكن في حينها ماذا؟ ننفصل مثلاً؟ هو يريد يحقق رغبة وانا لا أريد فعل ذلك لا أعرف بصراحة.

مها: وعُمر؟

عُمر: الحقيقة لم أفكر في النقطة هذه تحديداً قبل ذلك, ممكن لأن نحن منذ البداية أجد أن ما بيننا تفاهم كبير, قراراتنا دايماً مشتركة فأشعر بما أن حياتنا واحدة وحياتنا مشتركة فأشعر أن العوامل التي تؤثر على قراراتنا هي نفسها تقريباً فغالباً لو أحد مننا شعر بذلك الثاني غالباً يشعر بنفس الوقت, ليس شرط أكيد لكن أشعر لدرجة ما أن هذا موجود, يوجد تفاهم لدرجة أن القرارات مشتركة لحد كبير.

مها: أنا سعيدة جداً جداً أن هذا الوعي يتنشر يوم بعد يوم, بما يخص فكرة أن هذا الطفل الذي سيأتي ليس فقط لعبة نلعب بها, ليس فقط واجب نؤديه, هذا طفل يتطلب أن تهتم بصحته النفسية _أنتِ ذكرت هذا الشيء مها_ ولتربيه أنتَ يجب أن تكون سوي نفسياً أساساً, وجميعنا حالياً واعيين لطفولتنا وشخصياتنا كم حملت عُقد ونحتاج وقت كبير لنتعافى ونتصالح مع أنفسنا حتى  نستطيع نحن نجلب أطفال ثانيين إلى الحياة.

عُمر: أنا عموماً ليس ضد الناس التي تريد تنجب أنا أقول كل أحد حُر, أكيد لو أنا أتضايق حين أحد يحتج على قراري أنني لا أريد أنجب أكيد أنا أيضاً لن أحتج على قرار أحد أن يريد ينجب, لكن الذي أقوله قبل ما تأخذ قرار مثل هذا يجب أن تكون واعي للمسؤولية التي أنتَ تتحملها لأن أنت ستجلب طفل إلى الحياة يجب أن تكون مسؤول عنه طوال حياتك, يوجد احتمالية أن أنا ممكن أنجب وأموت بعد ذلك والطفل هذا سيعيش كيف؟ الشيء هذا ليس بيدي لكن على الأقل الذي بيدي يجب أن أكون مسؤول عنها وأحسبها جيداً, بالصدفة كنت أقرأ مقال قبل ما نسجّل مباشرة كان عن قصة لها علاقة بالأب, كان الإعلامي المصري (محمود سعد) أثار الجدل حول النقطة هذه منذ مدة, هو لا يحترم والده لأن هو لم يكن موجود في حياته, لم يكن مسؤول عنه, وكانت كاتبة المقال تكتب وجهة نظرها أنها مرّت بتجربة مشابهة وتكتب عن مشاعرها تجاه والدها أنه أيضاً لم يكن موجود في حياتها وقرر أن يتركهم هي ووالدتها لوحدهن, وكم أن الموضوع مؤثر, يؤثر في حياة حتى إعلامي كبير مثل (محمود سعد) وهو الآن غالباً وصل 70 سنة وكان يتكلم عن الموضوع بحرقة شديدة, وأنه بعد العمر هذا كله لم يستطع تجاوز عقد الطفولة التي سببها الموضوع.. لا أعرف لماذا تأثرت.. لكن الموضوع مهم من الناحية هذه أن أنت ستجلب طفل تكون مسؤول عنه, تخيلي بعد 70 سنة والده مازال يحمل وزر العقد التي هو رآها, وغيره كثير ممكن (محمود سعد) لأن بدائرة الضوء وحين تكلم فالموضوع أصبح شائعة لكن غيره كثير ويوجد قصص كثيرة, لذلك أنا أقول لكل شخص قبل ما تأخذ قرار الخلفة يجب أن تكون واعي له جيداً وحاسب له جيداً لأن الموضوع في العالم كله موضوع يؤخذ بعشوائية شديدة أننا نعم سنتزوج وننجب هذا العادي وهذا الفطرة أو.. لاء موضوع قرار يحتاج حساب فقط ليس أكثر.

مها (ض): نحن لسنا ضد أن الناس تنجب, ولا نقول للناس يا جماعة نحن لا نريد ننجب فأنتم أيضاً يجب أن تفعلوا مثلنا أو أنا ضد الناس التي تنجب أو أنا أرى نفسي أن قراري هذا هو الصح والمفروض أن الناس كلها تعمل مثلي, انا لا أدعو أحد لأي شيء ولا أنتقد الناس التي تنجب, ربما أنا في المقال قلت عن الناس التي تنجب في الظروف الحالية هذه هؤلاء ناس أنانيين, أنا لم يكن قصدي أن أهين أحد أو أقول لأحد أن أنتَ أناني لكن الفكرة أن الناس المفروض تفكر قبل ما تأخذ قرار مثل هذا, متفق أن ربنا هو الذي يرزق الناس ولا أحد ضامن الظروف وكل الكلام الذي يقال لكن يجب أن يكون هناك بشكل أو بآخر تفكير لأن هذا ليس شيء سهل أن تنجب بني آدم للحياة, وأيضاً ربنا هو الذي يجلب البني آدم للحياة ليس نحن لكن يجب فعلاً نفكر قبل ما نأخذ قرار مثل هذا لا نعتبره شيء مسلم به, نحن تزوجنا فخلاص يجب أن ننجب الآن.

مها: شكراً جداً على وقتكم جدياً.

مها (ض): العفو, نحن سعيدين أننا كنا معك اليوم, سعدنا بالحوار جداً.

عُمر: أنا أيضاً سعدت جداً بالحوار.

مها: أنا بالأكثر.

مها (ض): لم نشعر أنه شيء رسمي جداً, كنا بدردشة أصدقاء وشيء لطيف.

مها: تماماً, هي هذه فكرة البودكاست فقط آخذ وعطاء لنستمع وجهات نظر مختلفة حول اللاإنجابية ونطرح من خلاله كل الحالات.

عُمر: شكراً جزيلاً.

مها: شكراً من قلبي لاستماعكم واهتمامكم, مع مها وعُمر وصلنا للحلقة الأخيرة من سلسلة "لاإنجابيين" بإمكانكم تستمعوا لجميع الحلقات السابقة عبر جميع منصات البودكاست بالبحث عن بودكاست "صارت معي" أو من خلال موقعنا akhbaralaan.net قسم الراديو ملف البودكاست, انتظرونا قريباً بموضوع جديد وسلسلة جديدة, أرافقكم دائماً بالإعداد والتقديم أنا (مها فطوم) ابقوا بخير وإلى اللقاء.


قائمة الحلقات

  • كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟
    مها فطوم

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟ عمار نفاع مضيف طيران سابق بخبرة تزيد عن 11 سنة، يشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا شغل" تفاصيل ومعلومات عن عالم مهنة مضيف الطيران وبعض أسرارها ...

  • القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها
    مها فطوم

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها الريم الهناوي شابة إماراتية عمرها 23 سنة، توجهت للعمل كباريستا في واحدة من أشهر الكافيهات بالعالم بعد أن قررت عدم متابعة دراستها الجامعية. تشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن ...

  • معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى
    مها فطوم

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى الشيخ أحمد عودة والشيخ حسين سليمان سوريان مقيمان في لبنان، بالإضافة لعملهم الأساسي في التعليم الديني يقدمون خدمة تغسيل الموتى منذ سنوات طويلة ، شاركونا في بودكاست صارت معي ...

  • لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟
    مها فطوم

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟ ليلاس مكي متخصصة في الموارد البشرية وعلى منصات التواصل الإجتماعي كريمة جداً في نصائحها للباحثين عن عمل والراغبين بتطوير أنفسهم مهنياً، شاركتنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا ...

  • تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي
    مها فطوم

    تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي

    "خفايا شغل" سلسلة حلقات في بودكاست صارت معي نستضيف فيها أشخاص من مهن وخدمات مختلفة ليخبرونا أسراراً لا نعرفها كأشخاص خارج مجالهم وكواليس تحصل أثناء ممارسة المهنة بالإضافة إلى مواقف طريفة وغريبة حصلت معهم. إعداد ...

  • كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟
    مها فطوم

    كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟

    غالية تركي صبية سورية فلسطينية مواليد 1991 مقيمة في الإمارات منذ عامين وتعمل في مجال إدارة المشاريع التسويقية والخدمات الإلكترونية، تشاركنا في بودكاست صارت معي تفاصيل تجربة قاسية وصلت فيها للموت بسبب التنمر وعدم تقبل ...