مع كل تطريزة حكاية

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة روان سيدة قدرت انها تحافظ على إرث جداتها وتحقق حلمها بالعل في الفنون من خلال مشروع يقوم على التطريز اليدوي ومن خلاله تسترجع قصص كثير من المدن الفلسطينية ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

روان سيدة قدرت انها تحافظ على إرث جداتها وتحقق حلمها بالعل في الفنون من خلال مشروع يقوم على التطريز اليدوي ومن خلاله تسترجع قصص كثير من المدن الفلسطينية

إعداد وتقديم: هبة جوهر

نص الحلقة :

روان الحايك : " ستي كانت خياطه وكانت دائما تتطرز ، التطريز بالبلاد هو جزء من ثقافة الشعب يعني كل ست او كل صبية وكل سيدة كان لازم على الأقل تعرف أساسيات التطريز وأساسيات الخياطة ، أول طلبية بتذكرها كتير كتير منيح كانت عبارة عن سلسال ليرات ،موجود عليه تطريز يدوي ، اتوترت كتير هذاك النهار يعني ما بتتخيلي شو الساعات كانت تمر بطيئ من الحظة يالي طلع فيها السلسال من بيتي وراح على بيت الصبية كنت استنى للمسج الي راح توصلي منها تحكيلي شو رأيها بالتصميم ، طبعا  بعتتلي شكرتني على التصميم الحلو وعلى الاكسسوار المستخدم ، على الباكيجينج الحلوة ، حسيت انه عملت اول انجاز كتير كبير ، وانه قررت لازم استمر على نفس الشي واتحسن أكتر ، الفلسطين مش بعيد عني لا جيوغرافيا ولا زمنيا يعني انا ما بدي ساعات كتير طويلة او ايام كتيرة لحتى اوصل لفلسطين واشوف أهلي ولكن انه انا غيرت مكان اقامتي فجأة ، صرت في بلد جديدة وناس جداد علي ، درت افتش بين التفاصيل اليومية على شغلات بتشبهني او على أشياء انا متعودة أشوفها بشكل يومي ، فمن خلال ليرة وانا عم بشرح عن تصميم معين لقرية او مدينة او انا عم بفتش على تصميم جديد بدي أعمله بهديك اللحظة عم بحس حالي متل مدينه عم بمشي فيها او عم بشوفها او عم بتذكر الشغلات الي معروفة عنها او الي كنت أحب اشتريها من هذاك المكان "

 

هبة جوهر : " التطريز فن تزيين القماش بالإبرة والخيط ، ممكن يفوت الخرز والترتر والؤلؤ لهذا الفن ، هو هواية جميلة وعمل ممتع بينقل الي بيشتغل فيه لعالم تاني هو كمان مرتبط كمان بجداتنا وبذاكرة مكان كان السيدات فيه يتفننوا بالتطريز قبل ما الآلة تيجي وتحتل مكان كل اشي يدوي، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو أدرجت فن التطريز في فلسطين ضمن الممارسات والمهارات والعادات على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي في عام ٢٠٢١ ، هذا الفن الثقافي والتراثي حولته روان الحايك لمشروع اسمه ليرة راح تحكيلنا قصته وقصتها معه في بودكاست قصتها القصيرة "

 

 

روان الحايك : " اسمي روان الحايك ، عمري ٣٦ سنة ، ام لثلاثة أطفال ، من مواليد مدينة القدس ، نشأتي وطفولتي كانت في مدينة بيت ساحور ، محافظة بيت لحم بالضفة الغربية ، عيلتي مكونة من ٧ أفراد ،انا أكبر أخوتي وأخواتي ، أول ٦ سنوات من طفولتي كانت بالانتفاضة الأولى ، لهيك كانت معظم الأوقات احنا موجودين بالبيت دائما في مواجهة لازم ضلنا نسمع الأخبار حتى نعرف شو كان عم بيصير بالبلاد ، مش كل الأيام كنا نروح فيها على المدرسة لأنه كان دائما في أضرار في مواجهات في فرض منع التجول من الاحتلال كان ممنوع نطلع من البيت ، فهذا أثر على تكوين شخصيتي صرت أحب البيت ، صرت أحب أقرأ ،أرسم ،ألون ،أطرز ،أي شي اني أعمله بالبيت ، ستي كانت خياطة وكانت دائما تتطرز  ، التطريز بالبلاد هو جزء من ثقافة الشعب يعني كل ست او كل صبية وكل سيدة كان لازم على الأقل تعرف أساسيات التطريز وأساسيات الخياطة "

 

هبة جوهر : " وهيك بدأت التطريز والألوان يفوتوا ضمن دائرة اهتمام روان وضمن هواياتها وزي ما كان للبيت أثر كان للمدرسة كمان أثر كبير في تشكيل هاي الهواية "

 

روان الحايك : " أكتر شي بتذكره بالمدرسة اني انا كنت أحب حصص الفنون اليدوية وحصص التاريخ ، كانت تستهويني الألوان وكانت تستهويني نعمل اكسسوارات منزلية من مواد بسيطة ، حصص التاريخ كانت ٣ مرات بالاسبوع كنت استناها بفارغ الصبر ليه لأني كنت أحب اسمع القصص والحكايا والأحداث ومجريات التاريخ يالي بتصير بالعالم وبتصير ببلادنا فلما كان أي حدا يسألني شو حابه تصيري لما تكبري كنت أحكيلهم بدي أصير معلمة فنون "

 

هبة جوهر : " بس حلم روان بدراسة الفنون الجميلة ما تحققت نتيجة الأوضاع في بلادها والي حدت خياراتها في الجامعات وكمان في اختيار التخصص لهيك روان درست أدي انجليزي وادارة أعمال والفنون ضلت حلم بالنسبة الها "

 

روان الحايك : " سنة ٢٠٠٥ بعد تخرجي من مدرسة راهبات مار يوسف ، دخلت جامعة بيت لحم ، ما كان في أي خيار ثاني لأنه كان صعب التنقل بين المحافظات هذيك السنة بسبب وجود الانتفاضة الثانية ، اخترت تخصص آداب انجليزي وادارة أعمال ، كنا ندرس شي آداب عالمية ، كنا نركز على أهمية الأدب واللغة والتاريخ لتكمن شخصية الانسان "

 

هبة جوهر : " بعد فترة انتقلت روان لتعيش في عمان وهي بتتمشى بشوارع وسط البلد قدرت انها تلاقي حلمها وتجمع بين حبها للفنون والألوان والشغل اليدوي وبين حب التاريخ ـوثقافة الشعوب وبدت خيوط الحلم تتشعبك لتطلع بمشروع يوائم شغفها "

 

روان الحايك : " وبسنة ٢٠١٦ انتقلت للعيش بمدينة عمان ، كنت دائما انا أسأل حالي شو بدي أشتغل وشو بدي أنجز ، كنت مؤمنة انه كل شخص في اله رسالة بالحياة لازم يقدمها للمجتمع وبيوم من الأيام كنت عم بمشي بوسط البلد في مدينة عمان ولفت نظري وجود كتير تطريز ماكينات وما في تطريز يدوي ، استغربت وصرت لما أسآل عم المتطرزات اليدوية والمتوفرة بعمان وين ممكن نشتريها ، الناس بدأت تحكيلي انه نحنا ما نحب التطريز اليدوي لأنه سعره كتير غالي ومش متوفر كتير ، فأنا صرت أفكر ليش ما يكونفي الي مشروع خاص وفكرتي الخاصة وخليني أعرضها على الناس وأجرب وأشوف ردة فعلهم ، فصرت أدور بالكتب ومن خلال الانترنت عن تصاميم خاصة بكل مدينة وقرية فلسطينية وأطرزهم على شانات او اكسسورات منزلية وأبيعهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، فالناس صارت تاخد من التصاميم كهدايا او كقطعة اكسسوار تعجبها بالبيت فانا كنت كتير مبسوطة اني عم بترك أثر حلو عند كل شخص وكل بيت حتى في منهم موجود قطعة فنية في كل بيت بتعبر عن بلدنا وهويتنا انه نشجع الناس على تعليم اطفالهم انهم يعرفوا شو هي حضراتنا شو هي ثقافتنا شو هي الحكايا والقصص من وراء التصميم "

 

هبة جوهر : " روان لقت بهذا المشروع طريقة للتواصل وجدانيا مع كل قرية وبكل ثقافة عم بتطرزها برغم انها مش كتير بعيدة عن فلسطين الا انها مع كل غرزة بتسافر لهناك "

 

روان الحايك : " ، الفلسطين مش بعيد عني لا جيوغرافيا ولا زمنيا يعني انا ما بدي ساعات كتير طويلة او ايام كتيرة لحتى اوصل لفلسطين واشوف أهلي ولكن انه انا غيرت مكان اقامتي فجأة ، صرت في بلد جديدة وناس جداد علي ، درت افتش بين التفاصيل اليومية على شغلات بتشبهني او على أشياء انا متعودة أشوفها بشكل يومي ، فمن خلال ليرة وانا عم بشرح عن تصميم معين لقرية او مدينة او انا عم بفتش على تصميم جديد بدي أعمله بهديك اللحظة عم بحس حالي هديك المدينه عم بمشي فيها او عم بشوفها او عم بتذكر الشغلات الي معروفة عنها او الي كنت أحب اشتريها من هذاك المكان "

 

هبة جوهر :" التاريخ ، الثقافة والهوية ممكن ما تكون مكتوبة بالكتب التوثيقية وهي مش مجرد كلام ، هي ممارسات وتفاصيل بتنعكس على حياتنا وبتدخل جوات جياتنا ومن هون اجى مصطلح التراث الثقافي غير المادي ، اليوم من السهل ان نتعرف على الحضارات من خلا طبخة او موسيقى او رقصة او من خلال الأزياء "

 

 

روان الحايك : " من خلال ليرة انا مؤمنة ان توثيق المعلومة والتاريخ ما بيكون فقط من خلال كتاب بنقرأه او مادة ندرسها ممكن تكون هي من خلال عمل فني يدوي ، من خلال الألوان او أغنية نسمعها او دبكة او من خلال قصة قصيرة احنا ممكن نحكيها للناس ، كل فكرة في الها تحدي ، الناس يالي بتحب التطريز عم تتوجه لتطريز الماكينات لأنه أقل سعرا وحاليا بعصرنا الناس عم تبعد عن أي اشي تقليدي او اي اشي تراثي وعم تتوجه للاكسسوارات وللملابس الحديثة لأنها عم تعتبر انه احنا ببنطور وفي عندنا أشياء أحلى من الأشياء القديمة "

 

هبة جوهر : " لكن ضمن هاي التحديات كيف قدرت روان انها فعليا تنجح في شغلها وكيف انه بدأت تشتغل على هاي الشغل وكيف بتتفاعل مع القطعة وشو مشاعرها كانت مع أول قطعة قدرت انها تبيعها وتوصل للناس "

 

روان الحايك : " بعد ما خطرت على بالي الفكرة صرت اشتري اقمشة وشالات وأعمل تصاميم وكنت كتير خايفة ، بلد كتير كبيرة ، ما عندي صاحبات ، ما في شبكة تدعمني بالتسويق فاتوجهت لجوجل وصرت أقرأ و اكتب ايش بدي أعمل ، كنت أصمم الصفحة شو المحتوى الي بتحبه الناس ، شو المحتوى الي ممكن الى يقنعهم انه يشتروا هذا التصميم ، فبلشت صفحتي على الفيس بوك وعلى الانستجرام وكان كتير بطيئ أولها يعني بدك تشوفي الناس ويعملوا لايك على الصفحة ، ما كان مكتير الموضوع سهل ، بتعرفي  دعم من زوجك ومن أهلك  وصاحباتي أكتر شي   ، كل واحدة من صاحباتي أحكيلها فكرتي او شو المشروع الي بدي أبلشه  بيصيروا يحكولي : هادي روان الي بنعرفها ، هذا الشغل المناسب لروان ، هذه هي شخصيتك ، كملي ،ابدعي فيه ، أكيد راح تكوني شاطرة بشغلك ، صرت أجمع الناس شوي شوي على صفحتي ، أحاول انزل صورة مصورة بطريقة كتير حلوة تجذب الناس ، اكتب محتوى حلو تخلي الناس تحب تقرآ ، كانت الصفحة تكبر شوي شوي ، ١٠٠ لايك ، لحد ما صولت ل١٠٠٠ لايك بتذكر هذا اليوم كانت كتير مميز لإلي ، ما بتتخيلي شو كانت فرحتي انه ١٠٠٠ انه كتير الرقم كبير بالنسبة لإلي كنت مبسوطة كتير عليه ، حسيت انه بلشت أعمل انجاز ، ، أول طلبية بتذكرها كتير كتير منيح كانت عبارة عن سلسال ليرات ،موجود عليه تطريز يدوي ، اتوترت كتير هذاك النهار يعني ما بتتخيلي شو الساعات كانت تمر بطيئ من الحظة يالي طلع فيها السلسال من بيتي وراح على بيت الصبية كنت استنى للمسج الي راح توصلي منها تحكيلي شو رأيها بالتصميم ، طبعا  بعتتلي شكرتني على التصميم الحلو وعلى الاكسسوار المستخدم ، على الباكيجينج الحلوة ، حسيت انه عملت اول انجاز كتير كبير ، وانه قررت لازم استمر على نفس الشي واتحسن أكتر "

 


قائمة الحلقات

  • حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية
    هبة جوهر

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية فوزية كتانة أم وجدة أعادت إحياء التراث من خلال الأغاني والحكايات الشعبية بعد تقاعدها وتمكنت من الوصول إلى جيل الشباب.  إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ...

  • وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة
    هبة جوهر

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة حياة النساء مليئة بالتفاصيل والتحديات، ومهما كثرت مسؤوليتها تتمكن في السيطرة على توازن إيقاع البيت، كما فعلت آيات الشاويش. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro ...

  • سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء
    هبة جوهر

    سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء

    سلام أبو الهيجاء شابة عشرينية ومهندسة ميكانيك، وهي أول مصممة بدلات فضائية في الأردن. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"
    هبة جوهر

    مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"

    أطلق محمود النابلسي مشروع مطعم "عزوتي" والذي يمثل التكافل الاجتماعي وبين العازم والمعزوم، وهناك المتطوع، التي تروي قصته الممرضة سارة محفوظ. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • النرجس لغة حب
    هبة جوهر

    النرجس لغة حب

    النرجس لغة حب تميم وريم هو مشروع للزوجين مأمون عودة وهبة جموم، اللذان عاشا قصة حب بدأت من ورد النرجس، وتعلمت هبة لغة الإشارة لتنشر الحب في كل مكان. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة ...

  • حلم الأمومة المؤجل
    هبة جوهر

    حلم الأمومة المؤجل

    حلم الأمومة المؤجل يرى الكثيرون عملية تجميد البويضات على أنها خطة بدلية للحفاظ على حق الأمومة، على الرغم من ذلك تواجه العملية رفضا مجتمعيا وحيرة، فـ ما تفاصيل هذه العملية وكيف يراها المجتمع؟ إعداد وتقديم: ...