قصتها القصيرة 94 | تسابق الريح وهي تقود دراجة نارية

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة رنا اتخذت قرار لقيادة دراجة نارية، واتخذتها وسيلة للنقل، فباتت تسابق الريح وتكسر الصور النمطية. الدراجة النارية أصبحت وسيلة للنقل بالنسبة إلى رنا

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

رنا اتخذت قرار لقيادة دراجة نارية، واتخذتها وسيلة للنقل، فباتت تسابق الريح وتكسر الصور النمطية. الدراجة النارية أصبحت وسيلة للنقل بالنسبة إلى رنا

نص الحلقة :

رنا : " اليوم موضوع إنه الفتاة أو الأنثى تكون تقود دراجة نارية, تكون طيار, تكون سائقة صاروخ, خلص انتهى الموضوع أنثى أو ذكر بقدر ما هو موضوع إنسان قادر على إنه ينمي قدراته العلمية والفكرية والمعرفية, ويقوم بأفضل ما يمكن من ما ألمّ من الحياة والعلم والمهن و و .. الخ, أعتقد وصلنا إلى مرحلة يجب إنه خلاص لا نحكي Women Empowerment (تمكين المرأة), هي Human Empowerment ( التمكين البشري ), اليوم كل إنسان بحاجة يجهّز نفسه للقادم, يعمل أفضل ما عنده, يتعلم أكثر ما يقدر ".
هبة : حين تسابق الريح تركض ولا يهمّك شيء, أشعر إنه يوجد بالحياة كثير من الفرص اللي تسطيع تعيشها, وليس كل شيء سمعنا عنه إنه خطير هو فعلاً خطير, وإنه يوجد أشياء كثير لم تكن تخطر على بالك لكن التجارب اللي تمر بها تجعلها أقرب مما كنت تتخيل, هذا اللي صار مع ( رنا الجنيد ) اللي عمرها 29 سنة, تعمل في مجال التنمية الشبابية, رنا أخذت قرار إنها تقود دراجة نارية وتفعل شيء مختلف في حياتها, سوف تحكي لنا قصتها القصيرة.
رنا : قراري إني أبدأ أتدرّب لأخذ رخصة الدراجة النارية صدقاً كان بعد كورونا, كورونا أشعرتني إنه الحياة مليئة بالفرص, نحن دائماً نكون محتاطين أكثر من اللازم أو نخاف إنه نأخذ أي خطر في حياتنا أو نجرّب شيء جديد ممكن يعرضنا للخطر, والخطر دائماً يكون مرسوم من المجتمع ومن النطاق اللي حولنا, نحن لم نقوم بالتجربة لكن دائماً يحاوطوننا إنه لاء هذا خطر.. انتبه.. لا تعمل هكذا.., لذلك بعد كورونا صدقاً كنت راغبة جداً أجرّب شيء جديد في حياتي, ومن هنا قررت أذهب و كانت الساعة 8 الصبح أتذكر كنت ذاهبة أشتري مناقيش (فطائر), ومررت على ( نادي السيارات الملكي ) أسأل كيف الواحد يأخذ الرخصة ؟ ماذا تتطلب ؟ ودخلت واكتشفت الإجراءات اللازمة بأنك تأخذ تدريبات ومن ثم تقدم على موافقة أمنية, ومن هنا بدأت هذه الرحلة.
هبة : الرحلة اللي بدأتها رنا بسؤال.. كملت, لكن لكي تكلمها كان يجب تهيئ محيطها وترى ردود فعلهم ودعمهم , وطبعاً مثل هكذا قرار سوف يكون في له معارضين كثر لكن أيضاً سوف يكون له داعمين.
رنا : أول شيء حين اتخذت هذا القرار لم أخبر ولا أحد, بعد بيومين قررت أخبر أبي والسبب لأن أبي من أكبر الداعمين إلي في كل قراراتي لأنه يثق بي, يثق إني شخص مسؤول في جميع الحالات وجميع الأمور في الحياة, قلت له " بابا أنا راغبة أخذ رخصة الدراجة ليس لكي أقود دراجة أو غيرها لكن راغبة أتعلم وأضيفها عندي وأستمتع, ف هو قال لي بالضبط هكذا كانت ردة فعله : شو بدك بهذا الحكي ! " ضحكنا.. كان الموضوع مضحك في أولها, وكان خوفي الأكبر هو أمي, لأنه أمي انفعالية أكثر ممكن تكون.. حبها لنا.. تعبيرها عن حبها إلنا ممكن دوافعه مختلفة عن الوالد, بعد بفترة قليلاً قليلاً بدأت أحكي لها عن الموضوع بشكل أو بآخر, طبعاً لم يعجبها ولكن بالنسبة لها قالت " شكلها سوف تدرب وخلاص سوف تعدي.. مثل ما تقول ظهرت في بالها الفكرة وفقط سوف تدرب وكان به.. ", بعدها قررت أخبر أصدقائي المقربين, صديقتي الأولى خافت قالت " بلا هبل.. شو بدك تعملي.. أنت شايفة الناس كيف تقود عنا ! غداً أقل حادث تموتي و و و .. ", صديقتي الثانية كانت قليلاً داعمة للموضوع ولكن ليس بقوّة.
هبة : بغض النظر عن المعارضين رنا كمّلت بطريقها, وذهبت إلى حصّة في التدريب, ومشوارها التدريبي كان به كثير من التفاصيل.
رنا : أتذكر أول تدريب لي كان للدراجة النارية, جعلونا ندفعها بيدينا لكي يأخذ جسمنا على وزنها, وكانت الدنيا رمضان وحرّ وكنت يومها آخذه لقاح كورونا, وكانت يدي صدقاً تؤلمني, قلت " يلا.. بسيطة شدي حيلك " بسبب أيضاً كنت تقريباً البنت الوحيدة بين 12 شب بالتدريب, ولا أريد أظهر إني غير قادرة, كملنا في التدريب وضربتني الشمس وذهبت إلى البيت متعبة جداً ونمت, التدريب اللي بعده فعلاً ركبنا على الدراجات واشغلناها, وهنا كانت نقطة التغيير بحياتي, كانت أجمل لحظة في حياتي, كان لدي فرحة داخلية أريد أقفز وأصرخ وأنبسط لكن أيضاً يجب ألتزم وأكون متماسكة لأني أنا راكبة على دراجة ليس مزح, بعد ثاني تدريب تواصلت مع صديق لي من أيام الجامعة, هذا صديقي من أول الشباب اللي تعرفت عليهم يقودوا دراجة نارية ومن نحن في الجامعة.. من عمره 19 سنة, هذا الشب كان قاطع عليه 7 / 8 سنين أساساً يقود دراجة نارية وشب متزن ومسؤول, تكلمت معه قلت له " خالد صديقي كذا.. كذا.. كذا.. ما رأيك ؟ " قال لي " أنا أشجعك انطلقي وخذي الرخصة ", وبدأ يعطي لي نصائح مهمة جداً جداً, قال لي " اللي يريد يقود دراجة يجب أن يكون مركز ليس مئة في المئة يجب أن يكون مركز 150 بالمئة, لأنه ربع جزء من الثانية قد تؤدي إلى أكبر ضرر جسدي في الحياة ", هو أخافني لكن في نفس الوقت صدقاً أشعرني بالمسؤولية, لذلك حين بدأت أتدرب كنت مركزة جداً, أخذة الموضوع على أتم الجدية, لم يكن عندي مزح, وكان في التدريب للأسف يوجد بعض من الشباب يمزحوا ويلعبوا.. يستخدموا الدراجة بطريقة خاطئة.. يسرعوا و و ...
هبة : وهكذا أنهت رنا فترة تدريبها, أخذت الرخصة وصار تريد تقود في الشارع, الموضوع بطّل فقط شيء خاطر في بالها وفعلته وذهب, هو صار أسلوب حياة وشيء أساسي, ورغم الخوف اللي رافقها لكن السعادة بأوّل مرّة قادت فيها في الشارع كانت كفيلة إنه تشعرها إنها تسابق الريح.
رنا : نعم كان شعوري مليء بالسعادة ولكن الخوف كان يضاهي هذه السعادة, كان يجب أبقى خائفة لكي أبقى متحملة مسؤولية حياتي وحياة اللي حولي, عدّت التدريبات والحمد لله لم أقع ولا مرّة, فقط مرة واحدة سقطت على زاوية ضيقة وكنت على سرعة بطيئة جداً, وأحرجت أمام الجميع, حاولت أعمل نفسي لم يحص لي شيء قمت لأحمل الدراجة أصابني شد عضلي في ظهري, جلست يومين غير قادرة على الحركة, من هنا تعلمت إني لا يجب أحمل الدراجة بهذه الطريقة, قررت أحضر فيديوهات وأسال أصدقائي اللي أساساً يقودوا دراجات كيف الواحد يحمل الدراجة بالطريقة الصحيحة.
انطلاقي على الشارع أول مرة, بسبب وجود أصدقاء لي حريصين ومسؤولين في السياقة قالوا لي " رنا بدك شهر كامل حوالي البيت حوالي الحي تقودي الدراجة إلى حين تأخذي عليها وتتعودي عليها ", طبعاً رحلة اختيار الدراجة هذه كانت رحلة طويلة جداً لأني أتذكر اليوم اللي دخلت به على وكالة الدراجات كنت خائفة, قلت معقول أشتري دراجة ! مستحيل.. كيف أحضرها إلى البيت ! كيف أمي تشوفها ! كيف أهلي يتقبلوا ! المهم اخترنا الدراجة بالطريقة الصحيحة بنصائح الجميع, حين صعدت على الدراجة كنت أشعر إني ملكة الكون, كيف يقولوا أنت تشعر نفسك بالمكان الصحيح بالوقت الصحيح ؟ كان هذا شعوري, مثل ما يقولوا it felt right ( شعرت بالصحيح ), بدأت أقود الدراجة في الحارة, طبعاً كل ما أخرج أمي تقرأ لي المعوذات وتقول لي انتبهي والله يحميك.. والخوف هذا المبالغ فيه, قليلاً قليلاً بقيت حوالي المنزل.. حوالي الحارة.. حوالي الحي.. , إلى أن جاء اليوم اللي أخرج إلى الشارع الرئيسي, كلّمت أصدقاء لي.. صديقة لي هي تقود سكوتر, قلت لها اسمعي أنا يجب أخرج على الشارع أريد أقود.. قالت لي سوف آتي, كان رمضان جاءت لي على الساعة 10 بالليل وخرجنا, وكان هناك برد.. برد مع فرحة مع خوف شعور لا يوصف, خرجنا وأنا أقود خلفها وأشد على نفسي خائفة يوجد سيارات حولي.. كيف أدخل على الدوّار.. كيف أخرج من الدوّار.. , رعب على خوف على ارتباك على إنك تتذكر كل المقاييس والقوانين.. , ذهبنا إلى ( اللويبدة ) وكانت هذه نقطة تحوّل لدي, جلسنا شربنا شاي وعدنا في طريق مفترق أنا ذهبت لوحدي وهي ذهبت, ومن هنا أنا بدأت أخرج في الدراجة وأصبحت وسيلتي الثانوية في ذاك الوقت للتنقل.
طبعاً أنا بمجال عملي ربما رسمي أكثر, كان من المفاجئ إنك تشاهد شخص في لباس رسمي وداخل على موقع رسمي بدراجة أولاً كيف إذا كانت بنت ! لكن ايضاً تماسكت وقلت لاء.. شعرت الدراجة هي الوقت الوحيد اللي أقضيه مع نفسي, هي وقتي للتأمل حتى أعتبرها نوع من انواع التأمل/ التفكر, كنت أفرح أقول هذا الوقت اللي يسمح لي أكون سعيدة وبعيدة عن هاتفي النقال.. بعيدة عن موبايلي لا أمسكه , لا أشوف واتس اب.. لا أشوف شيء, قررت أصير أتنقل فيها قليلاً قليلاً, ووضعت أغراضي في الحقيبة وبدأت أتنقل فيها بكل بساطة وبكل سلاسة.
هبة : هذا التأمل, الانبساط والمسؤولية اللي تعيشهم رنا وهي تقود الدراجة النارية ربما ليس جميع الناس ترى في نفس الطريقة, لكن فعلياً كيف رنا رصدت ردود فعل الناس وهي تسابق الريح ؟
رنا : صدقاً كان لدي تخوف جداً من ردة فعل الناس على موضوع فتاة على دراجة, لكن للمفاجأة تلقيت دعم عالي, بالعكس.. أصدقائي شباب وبنات, أهلي, أصدقائي, مدراءي, الأشخاص اللي أعمل معهم.. اللي اتعامل معهم بالعكس كانوا فخورين, ووالدتي حتى " تقول لي ممتاز هكذا توفري بنزين " وكنت حتى حين أكون في الشارع إذا أحد ينظر عليّ يعود يلتفت أيضاً مرّة ينظر.. بنت ! يبتسموا يعملوا لي Thumbs up ( علامة رفع إصبع الإبهام ), يشجعوا هذا الشيء, لذلك أنا صدقاً من الناس اللي لم أتعرض لأي موقف مسيء أو أي موقف ممكن إنه يزعجني الحمد الله, حتى أتذكر في مرّة سيارة استمرت تقود خلفي من الدوار الخامس إلى عند اللويبدة وهي منطقة في عمان, المهم حين صفيّت ونزلت.. شب اعتقد أني شب وقال لي عفواً عفواً أنا فقط كنت أريد أتصور مع الدراجة.. قلت ولا يهمك تفضل, ف شعرت أيضاً بنظرة انبساط, ونحن حالياً بزمن كثير من الفتيات والسيدات يتنقلوا عن طريق السكوتر أو الدراجة النارية, وهو اللازم لأنه هي وسيلة تنقل مريحة, سريعة, بيئية, توّفر, ومناسبة لذلك لماذا لاء ؟ ونحن في مدينة تتلاءم مع السرعة, أنت في مدينة صغيرة ليس بمناطق واسعة الواحد يتعب وهو يقود, لاء بالعكس يجب يتشجعوا الناس على إنهم يستخدموا وسائل التنقل هذه, وصدقاً بالفترة الأخيرة ألاحظ في وعي من الطرفين من سائقين الدراجات والسكوترات ومن سائقين السيارات أيضاً.


قائمة الحلقات

  • حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية
    هبة جوهر

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية فوزية كتانة أم وجدة أعادت إحياء التراث من خلال الأغاني والحكايات الشعبية بعد تقاعدها وتمكنت من الوصول إلى جيل الشباب.  إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ...

  • وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة
    هبة جوهر

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة حياة النساء مليئة بالتفاصيل والتحديات، ومهما كثرت مسؤوليتها تتمكن في السيطرة على توازن إيقاع البيت، كما فعلت آيات الشاويش. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro ...

  • سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء
    هبة جوهر

    سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء

    سلام أبو الهيجاء شابة عشرينية ومهندسة ميكانيك، وهي أول مصممة بدلات فضائية في الأردن. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"
    هبة جوهر

    مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"

    أطلق محمود النابلسي مشروع مطعم "عزوتي" والذي يمثل التكافل الاجتماعي وبين العازم والمعزوم، وهناك المتطوع، التي تروي قصته الممرضة سارة محفوظ. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • النرجس لغة حب
    هبة جوهر

    النرجس لغة حب

    النرجس لغة حب تميم وريم هو مشروع للزوجين مأمون عودة وهبة جموم، اللذان عاشا قصة حب بدأت من ورد النرجس، وتعلمت هبة لغة الإشارة لتنشر الحب في كل مكان. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة ...

  • حلم الأمومة المؤجل
    هبة جوهر

    حلم الأمومة المؤجل

    حلم الأمومة المؤجل يرى الكثيرون عملية تجميد البويضات على أنها خطة بدلية للحفاظ على حق الأمومة، على الرغم من ذلك تواجه العملية رفضا مجتمعيا وحيرة، فـ ما تفاصيل هذه العملية وكيف يراها المجتمع؟ إعداد وتقديم: ...