قصتها القصيرة 91 | حققت حلم الطفولة بعد رحلة في الليل والصحراء

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة تمكنا جيهان الكردي من إصدار كتابها الأول بعد رحلة طويلة عاشتها حينما غادرت بلادها قصرا، فكان الشوق لحديقة المنزل "أرض الديار" حافزا للكتابة عن فصول السنة وفصول النفس.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

تمكنا جيهان الكردي من إصدار كتابها الأول بعد رحلة طويلة عاشتها حينما غادرت بلادها قصرا، فكان الشوق لحديقة المنزل “أرض الديار” حافزا للكتابة عن فصول السنة وفصول النفس.

نص الحلقة :

جيهان : " , لم ينتهي هنا الطريق.. لم ينتهي بعد أن قطعنا 12 ساعة مشي بطريق وعرة.. لاء, عدنا صعدنا بسيارة.. الناس فوق بعض.. بصحراء عم تمشي, طبعاً كل قليلاً الرمل يدخل إلينا من الصحراء وحرّ كان الوقت تقريباً بداية الصباح لكن كان حرّ كثير لأنها صحراء,  حلمي كان من أنا وصغيرة إنه أكون كاتبة, أنا بدأت أكتب حين كنت صف رابع, كان عمري 10 سنين, الحمد لله رب العالمين تحقق الحلم ونشرت كتابي الأول السنة الماضية ب 2021 بشهر 8 "

هبة : الطبيعة و التأمل هم اللي يقدروا يجعلوا الإنسان يسرح في خياله, ويرتاح وهو عم يشوف التفاصيل الصغيرة, في كثير من الناس الطبيعة تلهمهم خاصة في أجوائها المختلفة خلال فصول السنة, في كثير من الأشخاص يشعروا أن كل فصل بالنسبة إلهم إله حالة نفسية مختلفة, هذا اللي صار مع جيهان الكردي, اللي عمرها 33 سنة وقدرت إنها تكتب أول كتاب إلها بعنوان " ظلال من ورق ", سوف تحكي لنا عنه بقصتها القصيرة.

جيهان : بدأت بكتابة كتابي "ظلال من ورق", بعام 2016 وبصراحة هو كان من أصعب الأعوام عليّ, كان في كثير ضغوطات الحياة.. كثير أمور يعني, وبنفس السنة أنا بدأت دراسة بالجامعة بنهاية السنة, كانت أول سنة إلي بدراسة الصحافة والإعلام, أنهيت الكتاب تقريباً ب 2017 وعدت أضفت عليه فصول ب 2019, طبعاً أخذت آراء دكاترة وكتّاب.. دكاترة لغة عربية طبعاً وكتاب و شجعوني كثير, وجدت التشجيع والدعم بجامعتي بالجامعة العربية المفتوحة وخارجها, كنت مترددة بصراحة في الأول بنشر الكتاب لأنه أنا دائماً أقول ضروري نضيف شيء يستحق للمكتبة العربية, لا ننشر فقط لأن نحن نريد ننشر, الحمد لله قررت أخيراً إنه أنا أنشر الكتاب ووجدت صدى كثير جميل, كان من أجمل الأشياء اللي أنا حققتها هنا في الأردن, وكثير سعيدة بهذا الإنجاز.

حين كنت في سوريا كنت أتأمل الطبيعة كثير.. أعشق الطبيعة أنا, بيتنا كان فيه أرض ديار.. في شجر عنب.. شجر زيتون.. طبيعة " حوران " بشكل عام طبيعة كثير جميلة.. التراب الأحمر.., كل العوامل هذه أثرت فيني وصقلت شخصيتي, فأنا خلقت أشعر نفسي عاشقة للتأمل وللطبيعة, وطبعاً هذا الشيء ينعكس على كتابتي.. على الأدب, حين جئت إلى الأردن وجلسنا بشقة كثير صغيرة.. لا يوجد شرفة.. لا يوجد مجال إني أشوف السماء حتى, من هنا بدأت إني أنا ألجأ إلى الكتابة.. ألجأ إلى القلم.. أفرغ كل عشقي للطبيعة بالفصول اللي كتبتها, اللي هي فصول كتابي أول أربع فصول تتناول.. مزجت فيهم بين حبي للطبيعة والحب بنفس الوقت, الفصول هي تبتدأ في فصل الربيع بعدها الصيف, الخريف, الشتاء, وأضفت فصلين بالأخير أيضاً حتى تكون الفصول إنسانية أكثر, هذا الشيء عكسته من خلال الرسائل الأدبية اللي كتبتها, فرغت عشقي للطبيعة.. فرغت كل المساحات أنا لم أقطعها كتبتها على الورق, طبعاً أنا كتبت كتابي على مدار عام, هذه الأربع فصول كل فصل بفصله, أنا حين كتبت عن الربيع كنا فعلاً بفصل الربيع ب 2016, حين كتبت عن الصيف كنا بفصل الصيف, فأنا فعلياً عشت مع كل فصل الحقيقة تبعه على الورق, عشته على الورق, طبعاً أنا كنت أنشر هذا الشيء كله على الفيس بوك على صفحتي الشخصية, تفاعل الناس.. ردود الأفعال شجعتني إني أكمل, من هنا جاءت الفكرة إني أكمل, بدأت بالربيع.. اكتملت الفكرة ببالي, أكملت.. أكملت الصيف.. أكملت الخريف.. أنا لم أكن أنوي إنه يكون كتاب في البداية, حين أنا رأيت إنه في فكرة كاملة.. فكرة تستحق إنه تكون بكتاب.. أكملت, وقررت أضيف فصلين لأنه الفصل ما قبل الأخير هو " إلى ظلي الآخر" يمثل الإنسان بتعبه وألمه بكل عوالمه الداخلية, الفصل الأخير " شجرة الحب " تمثل المرأة الحكيمة الناضجة, المرأة اللي وصلت لنضوج بعقلها.. بفكرها.. بمشاعرها من دون أن يطغى شيء على شيء.

هبة : الفصول اللي كتبت عنهم جيهان وارتباطهم بمشاعر نفسية وإنسانية منوّعة تشوفه من أهم الأشياء اللي تميّز كتابها, أيضاً تشوف الأنثى بشكل مختلف حين تكتب, لها نكهة وطابع خاص, خاصة إنها دمجت بدراستها ما بين الأدب العربي والصحافة.

جيهان : أنا أشوف الأنثى حالة إبداع متجسدة على أرض الواقع, كيف لو قررت هذه الانثى الحقيقية إنها تبدع؟ سوف يكون النص اللي من إبداعها نص مفعم بالحقيقة, ليس فقط بالإبداع.. بالحقيقة, ليس كل مبدع يكتب من قلبه, ولكن الأنثى الحقيقية حين تكتب يظهر النص صادق إبداعياً, وحين تضاف صفة الصدق للنص البديع يكون يحمل سر الإنسانية أو سر الجمال الإنساني.

دراستي للإعلام فتحت لي آفاق جديدة, خصوصاً إنه أنا درست في سوريا أدب عربي وكنت منقطعة سنين.. 3 / 4 سنين عن الدراسة, ف كان فيها نوع من التحديات و مجال الجديد صحيح مجال أنا أحبه لكن مجال مختلف قليلاً عن التعمق باللغة والأدب, ولكن بنفس الوقت فتح لي آفاق جديدة خصوصاً إنه أنا درست بعمّان, كثير أثرت هي المرحلة على تطوري على المستوى الشخصي.

هبة : رغم هذا كله.. لكن وصول جيهان لهذا المكان لم يكن أمر سهل, خاصة إنها واجهت الكثير من التحديات من أبرزها اللجوء, غير في الأصل المشاعر اللي تكون موجودة عن الإنسان من قلق وخوف, هذه المشاعر كلها تكبر مع الضغط.

جيهان : تحديات كثيرة طبعاً واجهتني منها التشتت العائلي و بنفس الوقت اللجوء وكيف نندمج في المجتمع وكيف أجد فرصة للدراسة, طبعاً الحمد لله أنا وجدت منحة ودرست جامعة الحمد لله, من التحديات كمان كيف نبدأ من جديد.. هنا الصعوبة أحياناً تكون.. كيف الشخص يبدأ من جديد وهو منهك.. هو محمل بآثار الحرب وآثار اللجوء؟ لكن الحمد لله استطعت وصممت على الهدف وتجاوزت كثير مشاكل.. الحرب تعمل كثير مشاكل نفسية.. الحرب تعمل مخاوف جديدة.. اللجوء نفسه يعمل أيضاً تحديات نوع آخر, لا نتوقع نحن نواجها في يوم من الأيام, حاولت.. حاولت.. لم يكن الموضوع إنه أنا فجأة تخلصت منها هذه التحديات.. لاء, مع الإصرار مع الأيام ومع الزمن ومع المحاولات المتكررة الحمد لله استطعت أظهر جيهان جديدة.

حين خرجنا من سوريا من " درعا " بالتحديد كان في وقتها الوضع ببلدي " المسيفرة " متأزم, كان في قصف من الطيران وكان في وضع غير مستقر, كنت أنا في هذه الفترة أخاف أكثر من الأول.. أخاف زيادة, كانت مشاعر بصراحة مركبة إنه نحنا خارجين.. خارجين بأرواحنا.. خائفين من الحرب.. الخوف من الموت.. خوف من أشياء كثير, هذا الشيء الطبيعي اللي يحدث في تلك الأجواء, تجاوزت هذا الشيء.. قررنا نخرج لكن المفاجئة كانت في الرحلة نفسها.. رحلة اللجوء, خرجنا من منطقة ب " السويداء ", وصلنا على نقطة " برويشد ", فالمسافة كانت كثير كبيرة أكبر مما الواحد يتخيل, مشينا تقريباً 11 / 12 ساعة, لم يكن الطريق سهل أو عادي.. لاء طبعاً, كان وعر وصخر هذه المنطقة اسمها " اللجاة " بسوريا, وكان طبعاً في الليل نحن خرجنا, كان كثير صعب إنه نمشي ساعات طويلة وبنفس الوقت صخور, لم يكن الطريق عادي سالك إنه نمشي بطريقة عادية, لدرجة إنه أنا وصلت على نقطة وقعت فيها.. وقعت وشعرت إنه خلاص خارت قواي لم يبقى في قوّة أبداً, المشكلة أين ؟ إنه أنا حين وقعت على هذا الطريق.. هذا الطريق مستهدف كان, حتى كانوا طلبوا مننا إنه نحن نركض عليه ركض, أنا بهذه اللحظة لم يبقى عندي قوّة ابداً فوقعت عليه, وقتها اعتقدت إنه خلاص سوف يحدث لي شيء لكن الحمد لله في واحدة ساعدتي وقومتني وكان أيضاً أمي معي وأخي, الحمد لله مرّت على خير, لم ينتهي هنا الطريق.. لم ينتهي بعد أن قطعنا 12 ساعة مشي بطريق وعرة.. لاء, عدنا صعدنا بسيارة.. الناس فوق بعض.. بصحراء عم تمشي, طبعاً كل قليلاً الرمل يدخل إلينا من الصحراء وحرّ كان الوقت تقريباً بداية الصباح لكن كان حرّ كثير لأنها صحراء, وبنفس الوقت كان في طيران هليكوبتر فوقنا, طول الطريق من بداية خروجنا لحد ما وصلنا إلى حدود الأردنية كان في خطر على الحياة, كان إحساس الخطر كثير عالي.. فعلياً كان في خطر وخصوصاً وقت كانت الطيارة فوقنا, وبهذا الوقت كان في السيارة تقريباً 7 ساعات في هذه  الصحراء, وبالأخير وصلنا على الحدود الأردنية.

أكيد الخروج من الوطن قسراً شيء كثير صعب, شعور كثير لا يوصف بالكلام إنه يخرج الواحد غصب عنه وهارب بروحه, ليس خارج لمجرد أنه يخرج أو خارج مثل السفر أو مثل الانتقال.. لاء طبعاً ال قسراً هي هنا صعوبتها, وأنت مجبر إنك أنت تتعايش مع الوضع الجديد و تتأقلم وتعيش تجبر حالك تأقلمت أو لم تتأقلم.. في تحديات أو لا يوجد.. يجب تضطر أن تبدأ من جديد.

هبة : رغم هيك, وإلى أين تأخذك الدنيا يبقى حلمك معك و مرافق لك, حلم الطفولة اللي تصرّ إنك تحققه, وأحلام المستقبل اللي تبقى تشعر إنه هي الوقود اللي يدفعك للأمام, ويجعلك تعيش كرماله.

جيهان : حلمي كان من أنا وصغيرة إنه أكون كاتبة, أنا بدأت أكتب حين كنت صف رابع, كان عمري 10 سنين, الحمد لله رب العالمين تحقق الحلم ونشرت كتابي الأول السنة الماضية ب 2021 بشهر 8, بالنسبة لطموحاتي هي على شقين.. شق يتعلق بمجال الإعلام وشق يتعلق بالمجال الأدبي والنشر, أتمنى طبعاً أشتغل بمحطة إعلامية مرموقة أتمنى أنشر الكتاب الثاني, طبعاً أنا بدأت برواية لكن أنا أحتاج نفس طويل دائماً حتى أقرر أنشر الكتاب, لا أحب أقرر بسهولة أنشر مثل ما حكيت بالأول.. أحب أضيف شيء يستحق للمكتبة العربية, إنه يكون لدينا يقين إنه سوف نصل ويكون لدينا ثقة بما نملك من قدرات وخبرات, ويكون لدينا إيمان بأنفسنا حينها نصل حتى لو كانت الفرص قليلة, حتى لو كنا لاجئين أو كنا من فئة لديها كثير تحديات.


قائمة الحلقات

  • حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية
    هبة جوهر

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية فوزية كتانة أم وجدة أعادت إحياء التراث من خلال الأغاني والحكايات الشعبية بعد تقاعدها وتمكنت من الوصول إلى جيل الشباب.  إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ...

  • وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة
    هبة جوهر

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة حياة النساء مليئة بالتفاصيل والتحديات، ومهما كثرت مسؤوليتها تتمكن في السيطرة على توازن إيقاع البيت، كما فعلت آيات الشاويش. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro ...

  • سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء
    هبة جوهر

    سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء

    سلام أبو الهيجاء شابة عشرينية ومهندسة ميكانيك، وهي أول مصممة بدلات فضائية في الأردن. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"
    هبة جوهر

    مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"

    أطلق محمود النابلسي مشروع مطعم "عزوتي" والذي يمثل التكافل الاجتماعي وبين العازم والمعزوم، وهناك المتطوع، التي تروي قصته الممرضة سارة محفوظ. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • النرجس لغة حب
    هبة جوهر

    النرجس لغة حب

    النرجس لغة حب تميم وريم هو مشروع للزوجين مأمون عودة وهبة جموم، اللذان عاشا قصة حب بدأت من ورد النرجس، وتعلمت هبة لغة الإشارة لتنشر الحب في كل مكان. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة ...

  • حلم الأمومة المؤجل
    هبة جوهر

    حلم الأمومة المؤجل

    حلم الأمومة المؤجل يرى الكثيرون عملية تجميد البويضات على أنها خطة بدلية للحفاظ على حق الأمومة، على الرغم من ذلك تواجه العملية رفضا مجتمعيا وحيرة، فـ ما تفاصيل هذه العملية وكيف يراها المجتمع؟ إعداد وتقديم: ...