قصتها القصيرة 90 | رغم التحديات تصنع الحلوى لمرضى السكري

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة سمر حشيش سيدة تمكنت من تجاوز مصاعب اللجوء وتمكنت من البدء بمشروع لصناعة الحلوى لمرض السكري بأسعار مناسبة، ونجحت بالاستمرار في هذا المشروع.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

سمر حشيش سيدة تمكنت من تجاوز مصاعب اللجوء وتمكنت من البدء بمشروع لصناعة الحلوى لمرض السكري بأسعار مناسبة، ونجحت بالاستمرار في هذا المشروع.

نص الحلقة :

سمر : " رح تذكريني بالماضي ب 2013, أصعب المواقف اللي مرت عليّ, كانت من أصعب المواقف حين دخلت المخيم .. تركت سوريا, هنا بدأت عندي حالة نفسية لا يعلمها إلا ربنا "

هبة : إنه تترك بيتك ومدرستك وشغلك وذكرياتك وتغادر مجبر من بلد إلى آخر, أمر غير سهل أبداً, لا على المستوى المادي ولا الاجتماعي ولا حتى على النفسي, في هذا الوقت التحديات تزيد ويصير العبء على النفسية والجيبة يتضاعف, وهذا اللي صار مع سمر, اللي لجأت من سوريا إلى الأردن في عام 2013, وعاشت ظروف صعبة, قررت تغيرها لإيجابية سوف تحكي عنها ب قصتها القصيرة.

سمر : رح تذكريني بالماضي ب 2013, أصعب المواقف اللي مرت عليّ, كانت من أصعب المواقف حين دخلت المخيم .. تركت سوريا, هنا بدأت عندي حالة نفسية لا يعلمها إلا ربنا, السكن اختلف .. خيم , كانت النفسية سيئة, أولادي مشردين, لا يوجد .. خرجنا بملابسنا, لا يوجد شيء, ننظر إلى بعض جميعنا نبكي, الناس غير ناسنا, الشعب غير شعبنا في مخيم الزعتري, الشمس حرقتنا, جلسنا بخيمة, النفسية سيئة, كان الذباب .. أتذكر كان الذباب كتير, لا يوجد نظافة, إذا بدنا نذهب إلى الحمامات, الحمامات كلها مشتركة, كنا نخاف, كنت أخاف من الليل أن يحل, كان في كلاب, كنت أخاف, أولادي يخافوا, صار عندهم نفسية, حتى أولادي أصابهم مرض ( الكبد الوبائي ) انعدوا من الزعتري من الوسخ, علمت فينا عمتي, عمتي ساكنة كانت في إربد, علمت إنه أنا جالسة هناك, وأولادي مرضوا, وأنا كثير كثير  تعبت نفسيتي, هنا أخرجني زوج عمتي من المخيم أتذكر, فوراً أخرجني وذهبنا على جرش, كان زوج اخته ل زوجي مقيم بجرش, تواصل معه, أخذنا بيت أتذكر, استأجرنا بيت مباشرةً, وذهبنا جلسنا فوراً بالبيت اللي ساكنيه بجرش, هناك فوراً مباشرةً أخذت أولادي, أسعفوا أولادي, تأقلمت قليلاً مع سكان جرش, تأقلمت, لكن بصعوبة تأقلمت معهم أيضاً عانيت لكن تعديت المعاناة ب اسلوبي, ب سلوكي مع الناس, صارت كل الناس تحبني, ب تعاملي معهم, ب طريقة كلامي, أنا اجتماعية الحمد لله جعلت كل الناس تحبني والله, من جيراني من معارف من أصدقاء, حتى هنا تعلمت بعدها مع النساء كوافيرة " حلاقة نسائية ", صرت أشتغل على النساء, هناك كان في أعراس كثير, من القلّة ولا يوجد شغل لزوجي وزوجي مريض, صرت اشتغل بالكوافيرة, يعني تسريحات شعر, مكياج "makeup" , حتى طلبات أغذية, إذا بدهم مونة المكدوس " طعام سوري"  أعملهم مكدوس, أعمل 50 / 100 كيلو, أعمل طلبيات بكثرة, أعمل مخللات, أعمل لبنة, أعمل أيا شيء حتى الجبنة أيا شيء يطلبوه مني كنت ألبي لهم, كان هذا مصدر رئيسي لرزقي بجرش, بعدها جلست في جرش 5 سنين, بعد 5 سنين هنا صارت قليلاً.. عمي وزوجة عمي .. عمي بتروا له رجله, زوجي يريد أن يذهب إلى الزرقاء كرمال أبيه, لأنه كان مقيم بالزرقاء عمي, وجئنا إلى الزرقاء, بعد ما جئت إلى الزرقاء فوراً هنا ذهبت إلى جمعية جعفر بن أبي طالب " جمعية خيرية ", كنت أنا مسؤولة فيها عن ندوات ومحاضرات وتنسيق مع المنظمات, كنت أنا جريئة, كان مدير الجمعية كثير كثير يثق بإبداعاتي, بالأنشطة اللي كنت فيها, سلمني الجمعية وكان الجمعية يحكى فيها الحمد لله, وهنا بعد ما صرت ادخل بالمجتمع أكثر وأكثر, أين يوجد محاضرة, أين يوجد مهارات حياتية, أين يوجد دورة, أين يوجد دعم نفسي, اذهب وأحضرها, أقوي حالي, أتذكر كل خميس حالات نفسية أحضرها, ادعم حالي, أدعم حالي من شخصية, من قوة الذات, من اتخاذ القرار, الحمد لله بفضل الله أخذت أيضاً شهادات, من الشهادات اللي أنا استمتعت فيها الشهادة اللي اشتغلت عليها اكثر شيء" الأعمال الريادية, تطوير الاعمال الريادية ", هذه هنا اشتغلت بها, أنا شاطرة في الحلويات, هنا اشتغلت على مشروعي, مشروعي عمره تقريباً 3 سنين, والحمد لله وبفضل الله مصدر رئيسي لرزقتنا, و عائشين أنا وأولادي و زوجي على مشروعي.

هبة : المشروع اللي قدرت تعمله سمر, هو إنتاج حلويات خاصة ب مرضى السكري, المشروع اللي قدرت تعمله اصطدم بكثير من المطبات, خاصة مع ذكريات اللجوء اللي أكيد رح تكون صعبة على أي شخص, سمر تتذكر كم كانت صعبة الظروف المادية اللي مرت فيها, وكيف تحولت تجميعها إلى رأس مال لمشروعها.

سمر : أتذكر يا هبة في ذاك المشروع لم يكن لدي مال, وأنا هنا بعد دراسة اريد أن أصل لهدف, هدف أريد ان آخذه لازم لازم اشتغل عليه, كانت حالتنا سيئة, لم يكن لدينا مال وبيت على قدنا ولا يوجد .. ثلاث بنات وصبي لا يوجد معين, لم يكن لدي بصمة عين ولا أيا مساعدة من المفوضية " مفوضية اللاجئين " نهائياً , هنا دخلت جمعية, الجمعية اتذكر كانت كل شهر أدفع لازم 30 دينار, وفرت 30 دينار بشغلي أنا, كان هناك طلبات من مكدوس من أشياء بسيطة طلبات عادية وفرتها, اعمل طلبات بسيطة من "معمول, برازق, غريبة" لبعض من جاراتنا, وكنت أتعامل مع مدرسة كان يأخذوا مني طلاب المدرسة شغلات بسيطة أعملها لهم "كيك" اشياء كهذه, كانوا يأخذوا مني  " مهلبية, هيطلية ", المهم وفرت المبلغ ودخلت جمعية, بعد ما استملت الجمعية اشتريت آليات بسيطة مثل " عجانة, قوالب معمول, قوالب حلويات" , لم يكن عندي ثلاجة, اشتريت مواد خام بسيطة أيضاً لكن لك يكن لدي ثلاجة, كنت استخدم ثلاجة جارتي, وكنت أعاني لكن تجاوزت المعاناة وخاطرت بنفسي وحكيت مع جارتي, لكن جارتي كثير كثير تحبني, استخدمت ثلاجة جارتي واستخدمت بعض الادوات من جارتي, كانت تعطيني وما كانت تقصر تجاهي, من مبيعاتي كل آخر شهر صرت أوفر مبلغ بسيط كل ما أبيع أوفر , هكذا حتى لحدود 4 / 5 اشهر كان عندي نواقص اشريتها, والحمد لله بفضل الله عملت سجل لمبيعاتي أحسب كل آخر شهر, كل آخر شهر أصير احسب, بفضل الله كانت مبيعاتي تغطي مصاريف البيت  وما زلت شغالة على الشيء هذا.

هبة : هذه القصة كيف قدرت سمر تبدأ بمشروعها اللي استمر من 3 سنين إلى اليوم, وبالعكس عم يزيد الطلب عليه, خاصة إنها تعمل حلويات صحية ولمرضى السكري بشكل خاص, فكرة المشروع ايضاً لها قصة.

سمر : بداية المشروع لماذا أنا تخصصت حلويات خاصة لمرضى السكري؟ هو كان قليلاً إنساني وعاطفي, دخلت أتذكر كان في ولد صغير وعم يبكي مع والدته يريد أن يشتري حلويات أتذكر يا هبة والله, هنا صار عندي فضول لماذا والدته عم تضربه وتقول له " لاء لا أريد أن أطعمك حلويات ", أنا اعتقدت قصة مال قلت لها " خلص أنا سوف أعطيه وأنا سوف أشتري له ", قالت لي " لاء , انت ما بتعرفي هو معه مرض السكري, لا ينفعه هذا الحلو ", هنا ذهبت إلى المحلات, عملت مسح ميداني إني اجد حلويات يختص ب مرضى السكري لم أجد وإذا وجدنا سوف يكون كثير غالي, هنا ذهبت إلى خبيرة التغذية ودكتور خاص لمرضى السكري, وحكيت لهم إني شاطرة في الحلويات  لكن هنا أحببت أن اشتغل للمجتمع .. انفع المجتمع, الدكتورة خبيرة التغذية أعطتني عينات أشتغل عليها بالمقادير والمنتج, والدكتور أيضاً ذات الشيء الخاص بمرضى السكري أيضاً أعطاني المنتج ماذا أضع فيه, ما هو المناسب لمرضى اصحاب السكري, هنا اشتغلت على صاحب مرض السكري أخذته أول شيء حللت له جعلته يقوم بالتحاليل كامل بالسكري, بعد ما أعطيت له المنتج بعد ما عملت انا المنتج هذا المنتج كثير كثير رائع لا يدخل فيه طحين, يدخل فيه فقط طحين الذرة, طحين الشوفان, يعني مواد اللي أنا استخدمها للمنتج المواد الخام, بعد ما استخدموا المنتج واكلوا منه عدنا عملنا التحليل الهم, لأرى ارتفع عندهم السكر أو ما ارتفع, لاء وجدت إنه السكر تام الحمد لله بفضل الله و محافظ على الكوليسترول بالدم ولا يوجد اي أضرار جانية, وعم يأخذوا مني كميات, حالياً لدي زبائن دائمين عندي, من الكعك من حلاوة الجبن من أيا شيء يريدونه أنا أعمل لهم إياه , خاص ل إلهم, والحمد لله.

هبة : سمر ذهبت إلى الاختصاصين, وقدرت تنتج حلويات بأسعار مناسبة لمرضى السكري, ورأت إنه المشروع يخدم المجتمع, بالإضافة لأهميته  كمصدر رزق إلها ولعائلتها, هذه الرحلة اللي عاشتها بكل ما فيها من تحديات والم وتعب تراها بطريقة مختلفة, من سمر اللي كانت كتلة من السلبية لقصة نجاح وكتلة إيجابية.

سمر : حين أتذكر كيف كنت في الأول وكيف صرت, أرى نفسي أنا إنسانة تحولت من كتلة سلبية إلى كتلة إيجابية, بالتجلي بالصبر وإيمان الله وقدره وقوة الشخصية والدعم والإرادة القوية إني لازم أتغير, لازم أكون قوية, حالياً أنا أشوف حالي إنسانة ناجحة بعملي, بإتقان عملي, بالجودة العالية بعملي, حتى أولادي يشوفوا حالهم فيني, والحمد لله بفضل الله نظرة المجتمع ل إلي نظرة إنسانة ناجحة في أداء عملها والسلوك الحسن والمعاملة الطيبة, هذا أعتبره أنا وسام ل إلي, حب الناس ل إلي هذا أعتبره وسام ل إلي, والحمد لله انشاء الله الله يقدرنا إنه نخدم المجتمع أكثر واكثر.

هبة : الأردن يستضيف نحو مليون و350 ألف لاجئ سوري من بداية الأزمة في عام 2011, نصفهم مسجلين ك لاجئين في المفوضية السامية للاجئين من اصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن ودول الجوار, ويعتبر الأردن مثل ما تتكلم المفوضية ثاني أكبر بلد مضيف للاجئين في العالم, المفوضية تعتبر الأردن بلد مضيف ومثالي للاجئين السوريين على مدار العقد الماضي, لأنه وفر السلامة والأمن لأن هم بأمس الحاجة إله, في عام 2016 بهذه السنة سجلت انفراج للاجئين السوريين بعد ما سمح إلهم بالعمل بالسوق المحلي, سواء للمقيمين داخل المخيم أو القاطنين في محافظات المملكة, مع إعفائهم من دفع رسوم بدل تصاريح عمل مثل بقية العمال الوافدين, سمر كانت وحدة من قصص كثيرة للاجئين ولاجئات قدروا يغيروا واقعهم ويتجاوزا مصاعبهم ويحلموا بالمستقبل, مستقبل أفضل وكله نجاح.

سمر : والله يا هبة أتمنى يتغير حالنا للأحسن, من الناحية الاقتصادية والمعنوية والنفسية أكثر أحسن .. أحسن, وأحلم يكون شغلي على نطاق المملكة, والدعم المالي من شراء معدات وآليات للتطوير الأكبر, وأعمل فريق عمل في مكان مخصص للشغل .. أنا إلي, أحب اكون أنا اسمي مشهور أكبر .. أكبر, ليس فقط بنطاق المكان اللي أنا فيه .. لاء , على نطاق المملكة.


قائمة الحلقات

  • حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية
    هبة جوهر

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية فوزية كتانة أم وجدة أعادت إحياء التراث من خلال الأغاني والحكايات الشعبية بعد تقاعدها وتمكنت من الوصول إلى جيل الشباب.  إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ...

  • وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة
    هبة جوهر

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة حياة النساء مليئة بالتفاصيل والتحديات، ومهما كثرت مسؤوليتها تتمكن في السيطرة على توازن إيقاع البيت، كما فعلت آيات الشاويش. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro ...

  • سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء
    هبة جوهر

    سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء

    سلام أبو الهيجاء شابة عشرينية ومهندسة ميكانيك، وهي أول مصممة بدلات فضائية في الأردن. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"
    هبة جوهر

    مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"

    أطلق محمود النابلسي مشروع مطعم "عزوتي" والذي يمثل التكافل الاجتماعي وبين العازم والمعزوم، وهناك المتطوع، التي تروي قصته الممرضة سارة محفوظ. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • النرجس لغة حب
    هبة جوهر

    النرجس لغة حب

    النرجس لغة حب تميم وريم هو مشروع للزوجين مأمون عودة وهبة جموم، اللذان عاشا قصة حب بدأت من ورد النرجس، وتعلمت هبة لغة الإشارة لتنشر الحب في كل مكان. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة ...

  • حلم الأمومة المؤجل
    هبة جوهر

    حلم الأمومة المؤجل

    حلم الأمومة المؤجل يرى الكثيرون عملية تجميد البويضات على أنها خطة بدلية للحفاظ على حق الأمومة، على الرغم من ذلك تواجه العملية رفضا مجتمعيا وحيرة، فـ ما تفاصيل هذه العملية وكيف يراها المجتمع؟ إعداد وتقديم: ...