المرصد ١٩٥: كيف أصبح الجهاد العالمي خطراً يتهدد الجهاديين من أفغانستان إلى مالي؟

نهاد الجريري

كيف أصبح الجهاد العالمي خطراً يتهدد الجهاديين من أفغانستان إلى مالي؟  لماذا يجب ألّا تُترك سوريا وحيدة؟ تخوف من صعود داعش مجدداً مضحك مبكي. مناكفات بين إعلام هتش وإعلام المعارضة: ما العلاقة بين الجولاني وفيروس كورونا؟ 

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٩ مايو إلى ٤ يونيو ٢٠٢٣. إلى العناوين:

  • كيف أصبح الجهاد العالمي خطراً يتهدد الجهاديين من أفغانستان إلى مالي؟ 
  • لماذا يجب ألّا تُترك سوريا وحيدة؟ تخوف من صعود داعش مجدداً
  • مضحك مبكي. مناكفات بين إعلام هتش وإعلام المعارضة: ما العلاقة بين الجولاني وفيروس كورونا؟ 

 

ضيف الأسبوع، الدكتور آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، محرر موقع jihadology.net وصاحب كتاب ”أبناؤكم في خدمتكم – مرتزقة الجهاد التونسيون.“ الدكتور زيلين متخصص أيضاً في الجهاد الشامي وكتب العام الماضي ورقة بحث عن هيئة تحرير الشام وسيناريوهات بقائها. 

 

“لا تتركوا سوريا وحيدة” 

الهجمات التي نفذها تنظيم داعش خراسان كانت الأقوى حتى الآن بين هجمات التنظيم المتهالك بعد الباغوز ٢٠١٩، وفي فترة حكم طالبان منذ أغسطس ٢٠٢١. لكن في المقابل، طالبان تسجل نجاحاً في استهداف قياديي التنظيم 

نقل حساب الباحث الأفغاني عبد السيد أن أنصار طالبان زعموا أن جهاز الاستخبارات قتل قيادياً في التنظيم هو تراب لغمان الذي يقود داعش في شرق أفغانستان. 

في الأثناء، نشر موقع ”المرصاد“ الموالي لطالبان والقاعدة مقابلة مع مفتي نعمت الله، المفتي السابق في داعش خراسان الذي انضم إلى التنظيم في ٢٠١٨. 

في المقابلة التي تُرجمت إلى العربية والإنجليزية، يتحدث نعمت الله عن تحوّل فكر داعش وكيف أنهم ”بلا أخلاق ولا ضمير،“ الأمر الذي دفعه إلى الانفصال عنهم. يقول إنه سلّم نفسه إلى الحكومة الأفغانية السابقة الذين ”وعدوهم بالأمان“ ولكنهم خلفوا وعدهم وأودعوهم سجن بغرام. في المقابل، يمتدح نعمت الله طالبان ويدعو عناصر داعش إلى تسليم أنفسهم إلى الجماعة ”والاستفادة من عفو“ أعلنوه. 

بالرغم من كل هذا، ثمة باحثون يتخوفون من ”فراغ“ قد ينتهزه داعش ويعود من جديد. 

 

داعش والقاعدة وجهان لموت واحد 

ما بين ”مليشيات الردة“ القاعدية و“عصابات الخوارج“ الداعشية، الأبرياء يُقتلون في مالي. 

في صحيفة النبأ الأسبوعية الصادرة يوم الخميس ١ يونيو ٢٠٢٣ عن ”ديوان الإعلام المركزي“ في تنظيم داعش، لفتت فقرة في الصفحة رقم ٤ خصصت لهجمات التنظيم في مالي. 

في الفقرة، يقول التنظيم عن ”مليشيا الردة“ ويقصد بذلك القاعدة إنهم يرتكبون جرائم في حق ”عوام المسلمين القاطنين غرب نهر النيجر في مالي بحجة أنهم موالون للمجاهدين“ ويقصدون هم أنفسهم. ويزيدون أن مقاتلي القاعدة ”أقدموا على نهب وسرقة أسواق ومنازل المسلمين قبل إحراقها … وسرقوا مواشيهم.“ 

وهذا الكلام يُذكر بما تقوله القاعدة في مالي عن داعش.  في خريف العام الماضي، احتدم القتال بين القاعدة – جماعة نصرة الإسلام والمسملين – وداعش في منطقة ميناكا شرق مالي. في بيان بتاريخ ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢، قالت القاعدة إنهم شنوا ”حملة عسكرية من أجل الدفاع عن المسلمين الذي سفكت دماؤهم وأخذت أموالهم واستبيحت أعراضهم من قبل عصابات الخوارج.“ 

 

هل تقبل شباب الصومالية توصيفها جماعة سياسية؟

تناقل أنصار القاعدة ترجمة لمقال في Independent أوغندا، يدعو فيه الكاتب إلى ”السماح“ لجماعة شباب ”بالاستيلاء على الحكم في الصومال.“ 

الكاتب أندرو مواندا يدعو إلى انسحاب القوات الأوغندية تحديداً من الصومال ويعتبر أنها مع القوات الإفريقية الأخرى أخفقت في حسم الموقف في الصومال؛ بل زادت الطين بلة في ذلك البلد. وعليه، فإن الحل برأيه هي ترك البلد لأهله – فإما توافقوا وإما اقتتلوا حتى ينهي أحدهم الآخر. 

ينطلق الكاتب في فكرة استيلاء شباب على الصومال من سيناريو طالبان في أفغانستان. فكما أمريكا تركت أفغانستان لطالبان، يدعو إفريقيا إلى ترك الصومال لشباب. 

السؤال المهم هنا هو: هل تقبل جماعة شباب الصومالية الدخول في مفاوضات مع الأطراف الأجنبية ذات العلاقة من أجل التوصل إلى اتفاق بخصوص وضع نهائي في الصومال؟ 

هل تقبل شباب الصومالية توصيفها جماعة سياسية كما جاء في المقال؟ هل تقبل أن تنبذ القاعدة وأن توقف هجماتها في دول الجوار بما فيها أوغندا نفسها؟ هل تتخلى شباب الصومالية عن الجهاد العالمي وتتصالح مع قوى تُخالف معتقد القاعدة مثل روسيا والصين وإيران وحتى تركيا؟ هذا هو المهم عند قراءة المقال. 

 

حراس الدين يُنكر حزب التحرير 

التظاهرات ضد هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها تنهي شهرها الأول، ولا يبدو أن الهيئة ستستجيب للمطالبات بإطلاق سراح المعتقلين؛ ولا يبدو أن للمتظاهرين خطة يستندون إليها أو حتى شخصيات قيادية تتصدر المطالب. في هذه الأزمة، برز أيضاً خلل في هيكلة معارضي هتش انطلاقاً من مستندات أيديولوجية. في المقابل، زعيم هتش، أبو محمد الجولاني، ماضٍ في ”خطته“ بالتوسع شمالاً ولن توقفه جبهة ”الداخل.“ 

التظاهرات انطلقت على هذه الوتيرة في مطلع مايو الماضي عندما نفذت هتش عملية أمنية في بلدة دير حسان لما قالت إنه ملاحقة منتمين إلى حزب التحرير الذي ”يخوّن الثورة“ و“يُسخّف عمليات المجاهدين“ بحسب ما قال المتحدث باسم جهاز الأمن العام التابع لهتش. 

هذا الأسبوع، برز أمران في هذه المسألة. أولاً، نُشر بيان وقعه مشايخ يدعون فيه هتش إلى ”التعاطي بالحكمة والتقوى“ مع المتظاهرين. البعض وصف البيان بأنه ”ضعيف“ لكنهم أشادوا بالموقعين باعتبارهم ”جمع جيد من المشايخ“ مستغربين غياب أسماء مثل المحيسني والعلياني. المهم أن المشكلة بدأت عندما ”تراجع“ اثنان من الموقعين على البيان. 

الحسابات الموالية لهتش نشرت أن الاثنين – هاشم أحمد الشيخ أبو جابر والقاضي أبا طاهر الحموي، نفيا علمهما بالبيان بل رفضا التوصيف المذكور في البيان واعتبرا أن إدلب لا تعيش حالة من التوتر ”والضغط“ وإنما حالة من ”الانفراج.“ 

المعارضون انتقدوا المنسحبين واعتبروهما استمراراً لسياسة الجولاني وأتباعه. نقرأ في رسالة على التلغرام: ”ما قمتم به من تبرؤ من بيان ضعيف هو أقل القليل والمطلوب أكثر نصرة للثورة والمجاهدين والأعراض، هو باختصار انتحار سياسي.“ 

حساب أبو يحيى الشامي أعاد نشر بيان ”علماء حلب“ من تاريخ أغسطس ٢٠١١ من باب ”المقارنة.“ ونتوقف عند هذا المنشور لأن معارضي هتش يصفون هذه التظاهرات الأخيرة بأنها شبيهة ببداية حراك ٢٠١١. لكن واضح أن الحال تغير. 

الأمر الثاني اللافت يتعلق بسلوك التنظيمات الجهادية التي تستخدم الآخرين وقوداً لنارها. لفت منشور بتوقيع من قد يبدو أنه ”عنصر“ في تنظيم حراس الدين ممثل القاعدة في الشام. قد لا يكون هذا ”العنصر“ مهماً في التنظيم وقد لا يكون حقيقياً؛ لكن المنشور المتداول في مجموعات أنصار القاعدة فيه دلالة. 

ينفي الكاتب أي علاقة بين حراس الدين وحزب التحرير. ولا بأس. هذا أمر اعتيادي. لكن المشكلة في توصيف الكاتب لحزب التحرير، فأشار إليه تحقيراً بعبارة ”ما يُسمى.“ نتوقف عند هذا المنشور عندما نرى كيف أن معارضي هتش لا يتوانوانعن تأييد حراس الدين من منطلق الاتفاق على معارضة هتش ومن منطلق أيديولوجي لا حركي بالضرورة.

 

الجولاني والكورونا

من باب المناكفات بين أنصار هتش ومعارضيها في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بعد أن نشر حساب مقرب من هتش رقم هاتف زوجة أحد المعتقلين في دير حسان، تناقل معارضو هتش منشوراً من حساب قناة إدلب بوست يمدح الجولاني من خلال أنشودة ”كيف اقتحمت الأرض؟“ لفت المعارضون إلى أن الأنشودة أُلفت في فيروس الكورونا وقُصد منها الذم لا المدح. لفت المعارضون إلى أن إدلب بوست حذفوا المنشور. لكن في الحقيقة وجدنا هذا المنشور من تاريخ أكتوبر العام الماضي ومن يناير هذا العام مدحاً هذه المرة بأبي ماريا القحطاني. 

أنشودة ”كيف اقتحمت الأرض“ من تأليف الدكتور عبدالرحمن العمشاوي في مارس ٢٠٢٠، وأنشدها عبدالله الحميري. ولو تمعن معارضو الجولاني في الأنشودة لقرأوا فيها: 

”أهكذا تَسجن الدنيا ومن فيها سجناً يُكبّل قاصيها ودانيها؟! 

أما خشيتَ القوى الكبرى وما ملكت من العتاد، وما ضمّت صياصيها؟!“ 

 

نص الحلقة :

دبي (أخبار الآن)

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٩ مايو إلى ٤ يونيو ٢٠٢٣. إلى العناوين:

  • كيف أصبح الجهاد العالمي خطراً يتهدد الجهاديين من أفغانستان إلى مالي؟ 
  • لماذا يجب ألّا تُترك سوريا وحيدة؟ تخوف من صعود داعش مجدداً
  • مضحك مبكي. مناكفات بين إعلام هتش وإعلام المعارضة: ما العلاقة بين الجولاني وفيروس كورونا؟ 

 

ضيف الأسبوع، الدكتور آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، محرر موقع jihadology.net وصاحب كتاب ”أبناؤكم في خدمتكم - مرتزقة الجهاد التونسيون.“ الدكتور زيلين متخصص أيضاً في الجهاد الشامي وكتب العام الماضي ورقة بحث عن هيئة تحرير الشام وسيناريوهات بقائها. 

 

"لا تتركوا سوريا وحيدة" 

الهجمات التي نفذها تنظيم داعش خراسان كانت الأقوى حتى الآن بين هجمات التنظيم المتهالك بعد الباغوز ٢٠١٩، وفي فترة حكم طالبان منذ أغسطس ٢٠٢١. لكن في المقابل، طالبان تسجل نجاحاً في استهداف قياديي التنظيم 

نقل حساب الباحث الأفغاني عبد السيد أن أنصار طالبان زعموا أن جهاز الاستخبارات قتل قيادياً في التنظيم هو تراب لغمان الذي يقود داعش في شرق أفغانستان. 

في الأثناء، نشر موقع ”المرصاد“ الموالي لطالبان والقاعدة مقابلة مع مفتي نعمت الله، المفتي السابق في داعش خراسان الذي انضم إلى التنظيم في ٢٠١٨. 

في المقابلة التي تُرجمت إلى العربية والإنجليزية، يتحدث نعمت الله عن تحوّل فكر داعش وكيف أنهم ”بلا أخلاق ولا ضمير،“ الأمر الذي دفعه إلى الانفصال عنهم. يقول إنه سلّم نفسه إلى الحكومة الأفغانية السابقة الذين ”وعدوهم بالأمان“ ولكنهم خلفوا وعدهم وأودعوهم سجن بغرام. في المقابل، يمتدح نعمت الله طالبان ويدعو عناصر داعش إلى تسليم أنفسهم إلى الجماعة ”والاستفادة من عفو“ أعلنوه. 

بالرغم من كل هذا، ثمة باحثون يتخوفون من ”فراغ“ قد ينتهزه داعش ويعود من جديد. 

 

داعش والقاعدة وجهان لموت واحد 

ما بين ”مليشيات الردة“ القاعدية و“عصابات الخوارج“ الداعشية، الأبرياء يُقتلون في مالي. 

في صحيفة النبأ الأسبوعية الصادرة يوم الخميس ١ يونيو ٢٠٢٣ عن ”ديوان الإعلام المركزي“ في تنظيم داعش، لفتت فقرة في الصفحة رقم ٤ خصصت لهجمات التنظيم في مالي. 

في الفقرة، يقول التنظيم عن ”مليشيا الردة“ ويقصد بذلك القاعدة إنهم يرتكبون جرائم في حق ”عوام المسلمين القاطنين غرب نهر النيجر في مالي بحجة أنهم موالون للمجاهدين“ ويقصدون هم أنفسهم. ويزيدون أن مقاتلي القاعدة ”أقدموا على نهب وسرقة أسواق ومنازل المسلمين قبل إحراقها … وسرقوا مواشيهم.“ 

وهذا الكلام يُذكر بما تقوله القاعدة في مالي عن داعش.  في خريف العام الماضي، احتدم القتال بين القاعدة - جماعة نصرة الإسلام والمسملين - وداعش في منطقة ميناكا شرق مالي. في بيان بتاريخ ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢، قالت القاعدة إنهم شنوا ”حملة عسكرية من أجل الدفاع عن المسلمين الذي سفكت دماؤهم وأخذت أموالهم واستبيحت أعراضهم من قبل عصابات الخوارج.“ 

 

هل تقبل شباب الصومالية توصيفها جماعة سياسية؟

تناقل أنصار القاعدة ترجمة لمقال في Independent أوغندا، يدعو فيه الكاتب إلى ”السماح“ لجماعة شباب ”بالاستيلاء على الحكم في الصومال.“ 

الكاتب أندرو مواندا يدعو إلى انسحاب القوات الأوغندية تحديداً من الصومال ويعتبر أنها مع القوات الإفريقية الأخرى أخفقت في حسم الموقف في الصومال؛ بل زادت الطين بلة في ذلك البلد. وعليه، فإن الحل برأيه هي ترك البلد لأهله - فإما توافقوا وإما اقتتلوا حتى ينهي أحدهم الآخر. 

ينطلق الكاتب في فكرة استيلاء شباب على الصومال من سيناريو طالبان في أفغانستان. فكما أمريكا تركت أفغانستان لطالبان، يدعو إفريقيا إلى ترك الصومال لشباب. 

السؤال المهم هنا هو: هل تقبل جماعة شباب الصومالية الدخول في مفاوضات مع الأطراف الأجنبية ذات العلاقة من أجل التوصل إلى اتفاق بخصوص وضع نهائي في الصومال؟ 

هل تقبل شباب الصومالية توصيفها جماعة سياسية كما جاء في المقال؟ هل تقبل أن تنبذ القاعدة وأن توقف هجماتها في دول الجوار بما فيها أوغندا نفسها؟ هل تتخلى شباب الصومالية عن الجهاد العالمي وتتصالح مع قوى تُخالف معتقد القاعدة مثل روسيا والصين وإيران وحتى تركيا؟ هذا هو المهم عند قراءة المقال. 

 

حراس الدين يُنكر حزب التحرير 

التظاهرات ضد هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها تنهي شهرها الأول، ولا يبدو أن الهيئة ستستجيب للمطالبات بإطلاق سراح المعتقلين؛ ولا يبدو أن للمتظاهرين خطة يستندون إليها أو حتى شخصيات قيادية تتصدر المطالب. في هذه الأزمة، برز أيضاً خلل في هيكلة معارضي هتش انطلاقاً من مستندات أيديولوجية. في المقابل، زعيم هتش، أبو محمد الجولاني، ماضٍ في ”خطته“ بالتوسع شمالاً ولن توقفه جبهة ”الداخل.“ 

التظاهرات انطلقت على هذه الوتيرة في مطلع مايو الماضي عندما نفذت هتش عملية أمنية في بلدة دير حسان لما قالت إنه ملاحقة منتمين إلى حزب التحرير الذي ”يخوّن الثورة“ و“يُسخّف عمليات المجاهدين“ بحسب ما قال المتحدث باسم جهاز الأمن العام التابع لهتش. 

هذا الأسبوع، برز أمران في هذه المسألة. أولاً، نُشر بيان وقعه مشايخ يدعون فيه هتش إلى ”التعاطي بالحكمة والتقوى“ مع المتظاهرين. البعض وصف البيان بأنه ”ضعيف“ لكنهم أشادوا بالموقعين باعتبارهم ”جمع جيد من المشايخ“ مستغربين غياب أسماء مثل المحيسني والعلياني. المهم أن المشكلة بدأت عندما ”تراجع“ اثنان من الموقعين على البيان. 

الحسابات الموالية لهتش نشرت أن الاثنين - هاشم أحمد الشيخ أبو جابر والقاضي أبا طاهر الحموي، نفيا علمهما بالبيان بل رفضا التوصيف المذكور في البيان واعتبرا أن إدلب لا تعيش حالة من التوتر ”والضغط“ وإنما حالة من ”الانفراج.“ 

المعارضون انتقدوا المنسحبين واعتبروهما استمراراً لسياسة الجولاني وأتباعه. نقرأ في رسالة على التلغرام: ”ما قمتم به من تبرؤ من بيان ضعيف هو أقل القليل والمطلوب أكثر نصرة للثورة والمجاهدين والأعراض، هو باختصار انتحار سياسي.“ 

حساب أبو يحيى الشامي أعاد نشر بيان ”علماء حلب“ من تاريخ أغسطس ٢٠١١ من باب ”المقارنة.“ ونتوقف عند هذا المنشور لأن معارضي هتش يصفون هذه التظاهرات الأخيرة بأنها شبيهة ببداية حراك ٢٠١١. لكن واضح أن الحال تغير. 

الأمر الثاني اللافت يتعلق بسلوك التنظيمات الجهادية التي تستخدم الآخرين وقوداً لنارها. لفت منشور بتوقيع من قد يبدو أنه ”عنصر“ في تنظيم حراس الدين ممثل القاعدة في الشام. قد لا يكون هذا ”العنصر“ مهماً في التنظيم وقد لا يكون حقيقياً؛ لكن المنشور المتداول في مجموعات أنصار القاعدة فيه دلالة. 

ينفي الكاتب أي علاقة بين حراس الدين وحزب التحرير. ولا بأس. هذا أمر اعتيادي. لكن المشكلة في توصيف الكاتب لحزب التحرير، فأشار إليه تحقيراً بعبارة ”ما يُسمى.“ نتوقف عند هذا المنشور عندما نرى كيف أن معارضي هتش لا يتوانوانعن تأييد حراس الدين من منطلق الاتفاق على معارضة هتش ومن منطلق أيديولوجي لا حركي بالضرورة.

 

الجولاني والكورونا

من باب المناكفات بين أنصار هتش ومعارضيها في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بعد أن نشر حساب مقرب من هتش رقم هاتف زوجة أحد المعتقلين في دير حسان، تناقل معارضو هتش منشوراً من حساب قناة إدلب بوست يمدح الجولاني من خلال أنشودة ”كيف اقتحمت الأرض؟“ لفت المعارضون إلى أن الأنشودة أُلفت في فيروس الكورونا وقُصد منها الذم لا المدح. لفت المعارضون إلى أن إدلب بوست حذفوا المنشور. لكن في الحقيقة وجدنا هذا المنشور من تاريخ أكتوبر العام الماضي ومن يناير هذا العام مدحاً هذه المرة بأبي ماريا القحطاني. 

أنشودة ”كيف اقتحمت الأرض“ من تأليف الدكتور عبدالرحمن العمشاوي في مارس ٢٠٢٠، وأنشدها عبدالله الحميري. ولو تمعن معارضو الجولاني في الأنشودة لقرأوا فيها: 

”أهكذا تَسجن الدنيا ومن فيها سجناً يُكبّل قاصيها ودانيها؟! 

أما خشيتَ القوى الكبرى وما ملكت من العتاد، وما ضمّت صياصيها؟!“ 

 


قائمة الحلقات