المرصد ١٩٢: العائدون وروسيا قد يحييون شبكات داعش المتهالكة في أوروبا

نهاد الجريري

دبي (أخبار الآن) أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٨ إلى ١٤ مايو ٢٠٢٣. إلى العناوين: العائدون وروسيا قد يحييون شبكات داعش المتهالكة في أوربا جدل في مناطق نفوذ ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٨ إلى ١٤ مايو ٢٠٢٣. إلى العناوين:

  • العائدون وروسيا قد يحييون شبكات داعش المتهالكة في أوربا
  • جدل في مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام: الهيئة تجدد انسلاخها عن ”الجهاد العالمي“ والمعارضون يسألون: عن أي جهاد يتحدثون؟ 
  • هل بات داعش يُدار من جهات ”معادية“ للتنظيم؟ يسأل منشقون

نتحدث إلى الباحثة والصحفية الدكتورة فيرا ميرونوفا عن قصور حكومي في التعامل مع الداعشيات العائدات

 

”الشعب يريد إسقاط الجولاني“

اندلعت تظاهرات ضد هيئة تحرير الشام في أماكن مختلفة من منطقة نفوذ الهيئة، حتى إن أحدهم وصفها بأنها شبيهة بانطلاق الحراك ضد النظام السوري في ٢٠١١. 

مثل هذه التظاهرات معتادة في إدلب لكن ربما اكتسبت زخماً أكثر لمسألتين. أولاً، ارتباطها بتصريحات القيادي في الهيئة أبي ماريا القحطاني لشبكة فرنسا ٢٤ حول ”انتهاء الجهاد“ والتي سنأتي عليها تالياً؛ وثانياً، ارتباطها بحزب التحرير وهو حزب إسلامي عالمي يدعو إلى تأسيس ”الخلافة“ ويعتبر مناطق وجود أنصاره ”ولايات.“ 

بدأت التظاهرات على خلفية اعتقال الهيئة عدداً من أبناء قرية دير حسان قالوا إنهم ينتمون إلى هذا الحزب. بيان نُسب إلى ”مجلس شورى عوائل دير حسان،“ قال إن أمنيي الهيئة اقتحموا بيوت ثلاثة من أبناء القرية واعتقلوا أحمد عبدالوهاب أبو إبراهيم وأحمد منصور أبو محمد وجهاد منصور أبو البراء. المهم هو أنه أثناء دخولهم المنازل ”كسّروا الأبواب وروّعوا الأطفال وكشفوا ستر النساء.“ 

في المقابل، بثت مواقع موالية للهيئة تسجيلاً نُسب إلى ”أهالي“ القرية يتبرأون فيه من حزب التحرير. 

القيادي في الهيئة، أبو ماريا القحطاني هاجم حزب التحرير وقال إن الهيئة عرضت عليهم التعاون إلا أنهم ”هربوا … كون عقيدةَ حزبهم ترفض ذلك.“ القحطاني هاجم أيضاً الجيش الوطني السوري في الشمال ومعارضي الهيئة هناك وخاصة في اعزاز، في إشارة إلى بيان ”مشايخ اعزاز“ الذي ”جرّم التعاون والتواصل مع هيئة تحرير الشام“ على خلفية تهديد الهيئة بالسيطرة على المدينة والتوسع شمالاً. 

وهكذا وفي محاولة لتقديم الهيئة على أنها النموذج الأجدر بتولي شؤون السوريين في المناطق الخارجة عن النظام، سأل أبو ماريا: ”هم على تماس مع العدو واعتقد نقاط العدو في ريف الباب واعزاز هشة جداً فلماذا لا يفتحون عملاً ضد النظام بدل تخوينهم للمجاهدين في إدلب.“ 

لكن المعارضين ردوا هذا الكلام؛ وذكروا القحطاني بأن الهيئة هي من ”قاتلت وفككت ٢٠ فصيلاً في الساحة، وأضعفت الثورة عسكرياً ومسختها عقدياً وفكرياً.“ 

** وهنا نأتي إلى مربط الفرس. ماذا تريد هيئة تحرير الشام؟ وماذا يريد السوريون في الشمال؟ 

 

”الجهاد انتهى“

انشغلت مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام بما نُقل عن القيادي فيها أبي ماريا القحطاني حول موقف الهيئة من ”الجهاد.“ 

وسيم نصر، الصحفي في محطة فرنسا ٢٤، والخبير في الجماعات الجهادية، زار إدلب أخيراً ووصفها بأنها ”آخر معقل للمعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا،“ قاصداً بذلك الهيئة. على الهامش، التقى نصر مع زعيم الهيئة أبي محمد الجولاني وأحد أبرز قيادييها القحطاني. لقاء الاثنين لم يكن مرتباً مسبقاً ولم يكن معداً للنشر. لهذا لم ينقل نصر شيئاً من لقائه مع الجولاني الذي امتد أكثر من ساعة. لكنه نقل جزءاً مما قاله له القحطاني. 

في مقال عن تفاصيل الزيارة، يكتب نصر أن القحطاني ”أكد“ له أن “هيئة تحرير الشام ليست لديها مشكلة مع الغرب إنما مشكلتها هي مع روسيا والنظام السوري.“ وأن الهيئة تحارب داعش والقاعدة، بل تسعى إلى تقويض دعائم القاعدة، مذكراً بأنه دعا إلى حلّ القاعدة. 

لكن في لقاء نصر مع محطة فرنسا ٢٤ العربية، نقل عن القحطاني: ”قال بالحرف نحن نعتبر اليوم أن الجهاد انتهى. نحن لسنا حركة جهادية.“ 

وفي لقائه مع المحطة الإنجليزية نقل: ”من المثير للاهتمام إننا نرى أمامنا جماعة جهادية وجهاديين مثل الجولاني وأبي ماريا القحطاني وآخرين كانوا في صفوف الدولة الإسلامية (داعش)  والقاعدة يتحولون ويخرجون من دائرة الجهاد العالمي.“ ويروي نصر: ”عندما كنت أتفاوض معهم كنت أقدم نفسي خبيراً في الجماعات الجهادية؛ فقالوا لا نريد أن نتحدث معكم لم نعد جهاديين. نحن نقاتل القاعدة والدولة الإسلامية اليوم وندعو إلى حل القاعدة .. لا نريد التحدث معكم ولا نريد أن نُصنف جهاديين.“ 

في ردود الفعل، أثار هذا الكلام حفيظة معارضي الهيئة. فماذا يعني أن ”الجهاد انتهى؟“ وعن أي جهاد يتحدث القحطاني وأي جهاد يقصد المعارضون؟

حساب أبو يحيى الشامي قال: ”يا وسيم لقد فضحت الجولاني وعصابته عندما نقلت قول القحطاني ’انتهى الجهاد’.“ 

حساب مزمجر الثورة السورية قال: ”لم يكونوا في صف الجهاد يوماً وهذه ضمن إفساد الدين وتدمير الثورة.“ 

عصام خطيب قال: ”طالما أن الجهاد انتهى، فلماذ تحشدون القوات وتعقدون التحالفات للاستيلاء على شمال حلب؟!!

هل  ستكملون مهمة إنهاء الجهاد في الشمال كما فعلتم في إدلب؟!“

لكن حساب إدلب بوست الموالي للهيئة حاول توضيح أن القحطاني كان يقصد ”الجهاد العالمي“ الذي تدعو إليه القاعدة وداعش، لافتاً إلى أن القحطاني ”لم يقل أنتهت قضية الثورة السورية التي يبذل وما زال يبذل لأجلها الغالي والنفيس لتوحيد كلمتها وتصحيح مسارها وتحقيق أهدافها.“ وفي هذا إشارة إلى سعي الهيئة إلى التوسع شمالاً. 

أنصار القاعدة رأوا أن كلام القحطاني رسالة للغرب وأن الهيئة كانت دائماً تسعى إلى ”تقديم وراق اعتماد واستصدار شهادة حسن السير والسلوك والاعتدال وفق الشروط الأمريكية.“ 

أما أنصار داعش فوجدوا الفرصة سانحة للاستهزاء مرة أخرى بالقاعدة ”الذين لعب بهم الجولاني كما يلعب الصبي بالكرة!“ في إشارة إلى تسبب الجولاني في شق صف القاعدة أول مرة في ٢٠١٣ عندما أثار الخلاف الشهير والقاصم بين أبي بكر البغدادي زعيم داعش وأيمن الظواهري زعيم القاعدة. 

ومرة أخرى عندما أثار قضية فك الارتباط في ٢٠١٦. والمرة الأخيرة عندما قضى على حراس الدين، فرع القاعدة في الشام، في ٢٠٢٠. 

في المحصلة، حقيقة أن هيئة تحرير الشام لم تعد جماعة جهادية تتبنى فكر القاعدة أو داعش حقيقة معلومة للجميع. الجولاني وغيره من قياديي الهيئة أكدوا غير مرة في مقابلات مع صحفيين أجانب أن ”لا مشكلة لديهم مع المغرب.“ ونفهم هذا الكلام فعلاً في إطار ”الجهاد العالمي“ الذي بشّر به أسامة بن لادن وتبنته القاعدة وداعش على حد سواء. فالعالم كله ”طاغوت“ ومسؤولية هذه التنظيمات الجهادية هي ”تحرير“ العالم منه. إذاً، الهيئة قررت أن تكون ”محلية“ وأن يكون ”جهادها ”محلياً“ غير عابر الحدود. لكن المشكلة هي أن معارضي الهيئة لا يرونها معنية بقتال النظام أو الروس والحفاظ على ”مكتسبات“ الحراك الذي نتج عنه خروج مناطق واسعة في الشمال عن سيطرة النظام. في هذه الأثناء، ينتقد المعارضون تحول انتباه الهيئة إلى تصفية المقاتلين والتنظيمات التي لا تنضوي تحت رايتها. الهيئة تقول تريد توحيد الصف، والمعارضون لا يرون نتيجة لا في وحدة ولا في انقسام؛ لا في جهاد محلي ولا في جهاد عالمي. 

في المحصلة مرة أخرى، يذكرنا كلام القحطاني ”انتهى الجهاد“ بما قالته جماعة طالبان. وبالرغم من البون الشاسع بين طالبان والهيئة من حيث الجغرافيا والسكان والحضور الدولي؛ إلا أن الهيئة ليست أول ”جماعة جهادية“ تنسلخ عن الجهاد العالمي. طالبان فعلت ذلك قبلاً. في يوليو ٢٠٢١، قبيل سيطرة طالبان على كابول، تحدث  محمد نعيم الناطق باسم الجماعة إلى هذا البرنامج في الحلقة ٩٩ وقال إنه ”إذا انتهى احتلال افغانستان، فلا داعي للجهاد.“ 

 

”من يقود السفينة؟“

أعلن حساب موال لطالبان أن الجماعة تمكنت أخيراً من قتل نائب أمير داعش المعروف بـ ”المهندس عمر“ وذلك في غارة يوم الجمعة ٥ مايو في ناحية باغرامي قرب العاصمة كابول. 

حساب الباحث الأفغاني ترمذي السادات عبد السيد في تويتر نقل عن مصادر أن المهندس عمر كان نائباً لأمير داعش في كابول وكان أمير المنطقة الوسطى قبل أن يصبح نائباً للدكتور شهاب المهاجر، الأمير العام لتنظيم داعش في خراسان.  

ولا شك أن هذه ضربة أخرى تقصم صفوف قيادة داعش ليس فقط في العراق والشام وإنما في العالم كله. 

وفي هذا، لفت منشور في حساب باسم ”علي الكاتب – غير رسمية“ على التلغرام وهو حساب يسترجع كثيراً من ذكريات أيام داعش في الموصل والرقة. المنشور يقول: ”مع ان التنظيم في العراق بعد خسارته عام ٢٠٠٨ استطاع النهوض على قدميه خلال عامين ، وبلغ أوج قوته بين عامي ٢٠١٢-٢٠١٤ ، إلا أنه أخفق هذه المرة رغم مرور ستة أعوام على انتهاء حرب الموصل وعجز أن يستعيد زخمه كما السابق ويستقطب عناصر جدد (حتى من ذوي الايدولوجية الجهادية).“ 

وعليه، يسأل حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي: ”من يقود السفينة؟“ في داعش. يقول الحساب المتخصص في فضح خبايا التنظيم، إن حالة ”الفتور“ في هجمات داعش و“الاستنزاف“ في القيادة ”ليس دليلاً فقط على اختراق مخابراتي للتنظيم بل هو مؤشر فعلي على أن التنظيم ربما أصبح يدار كلياً أو جزئياً من طرف أفراد او جماعات معادية … وبالتالي فمن يجزم بنقاء قيادات التنظيم في زمن الاعتقالات والاعترافات فهو واهم، ومن يظن أن أعداء منهج التنظيم خصوصاً في الشام لن يستغلوا حالة التنظيم المحتَضَر وأمرائه المجاهيل لاختراقه وتطويعه وتدجينه فهو منسلخ عن الواقع.“ 

 

داعش يسحب بساط إفريقيا من تحت القاعدة

قال داعش في صحيفة النبأ الأسبوعية إنه تمكن في النصف الثاني من رمضان من السيطرة على بلدات شمالي ميناكا شرق مالي. 

الباحثة في BBC Monitoring مينا اللامي علقت: ”وأخيراً يعلن داعش السيطرة على مواقع تابعة للقاعدة في ميناكا استولى عليها في أبريل … وهذا يؤكد تقارير إعلامية سابقة عن ’توسع’ داعش في المنطقة.“ 


قائمة الحلقات