المرصد ١٨٩ : من وحي العيد، ”الصوفي المتدين لا يفجر نفسه“: التصوف في مواجهة التطرف

نهاد الجريري

في العيد، تراجع دعاية القاعدة وداعش ”خلافة على منهاج هولاكو“ … داعش إفريقيا يتخذون الأحرار ”عبيداً“

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٧ إلى ٢٣ أبريل ٢٠٢٣ – أسبوع عيد الفطر السعيد. كل عام وأنتم بخير.  في عناوين الأسبوع:

  • من وحي العيد، ”الصوفي المتدين لا يفجر نفسه“؛ كيف يمكن للخطاب الصوفي أن يواجه الخطاب الجهادي المتطرف؟ 
  • نتحدث هذا الأسبوع إلى الأستاذ منتصر حمادة صاحب كتاب ”الإرث الصوفي التجاني – الفصل في ثبات الأصل“
  • في العيد، تراجع دعاية القاعدة وداعش
  • ”خلافة على منهاج هولاكو“ … داعش إفريقيا يتخذون الأحرار ”عبيداً“ 

 

التصوف في مواجهة التطرف

من وحي العيد، نبحث عن معاني جامعة تنبذ التطرف والعنف والإرهاب. قد نجد منها في الروحانيات، وفي التصوف. كيف يكون التصوف ترياقاً ضد التطرف. نتحدث اليوم إلى الأستاذ منتصر حمادة من مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث في الرباط. يتخصص في حركات التدين الإسلامية وخاصة التصوف. له مؤلفات عدة في هذا المجال مثل: ”المسلمون وسؤال تنظيم القاعدة“؛ و“في نقد العقل السلفي“؛ و“في نقد تنظيم القاعدة: مساهمة في دحض أطروحات الحركات الإسلامية الجهادية.“ صدر له أخيراً كتاب ”الإرث الصوفي التجاني – الفصل في ثبات الأصل“ عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث وبتقديم من الباحث الدكتور محمد التهامي الحراق الذي يُعتبر علّامة في التأريخ للصوفية في العالم العربي. 

يتحدث الأستاذ حمادة عن تشويه الجهاديين والإسلاميين السياسيين عموماً للتصوف؛ وكيف أن التصوف معني “بتزكية الذات” والاهتمام بالفرد والمجتمع من دون “مراقبة العباد.” يتحدث أيضاً عن أهمية التصوف في جذب غير المسلمين إلى الدين. في المقابل، يتحدث عن إشكاليات التطرف في منطقة الساحل الإفريقي الذي عُرف تقليدياً بالتصوف. 

 

عيد إدلب … بأي حال عدت يا عيدُ؟!

في شمال سوريا، وبعد أن أدّى السوريون صلاة العيد، شاركوا في تظاهرات لهدفين. الأول، تجديد إعلان رفض المصالحة أو التطبيع مع النظام السوري. والثاني، تجديد المطالبة بإطلاق سراح ”الثوار والمستقلين“ المعتقلين لدى هيئة تحرير الشام. حساب المحامي عصام خطيب علّق: ”هذه المظاهرة تفضح وزير … العدل (في حكومة هتش) الذي خرج البارحة يتحدث عن (مكرمة العفو).“ 

 

أزمة قيادة في داعش خراسان

نشرت مؤسسة العزائم من الإعلام الرديف لداعش فيما يُعرف بولاية خراسان عدداً جديداً من مجلة ”صوت خراسان“ بلغة الباشتو. الباحث الأفغاني عبد السيد في حسابه على تويتر لاحظ أن في هذا العدد رقم ٢١ تقلص عدد الصفحات إلى النصف واختلف اختلافاً حاداً عن الأعداد السابقة. ورجّح أن تراجع الدعاية الداعشية على هذا النحو مرده إلى غارات قام بها نظام طالبان أخيراً أفضت إلى قتل واحد من أهم زعماء داعش خراسان: أبي سعد محمد الخراساني الذي قُتل في ١٦ مارس الماضي. السيد لاحظ أيضاً أن العزائم نشرت تهنية يتيمة بالعيد وعزا ذلك مرة أخرى إلى استنزاف قيادات داعش في ذلك الجزء من العالم. 

 

تراجع دعاية القاعدة

ويمكن قول الشيئ ذاته عن القاعدة من حيث قليل نشر تهاني العيد. جماعة شباب في الصومال نشروا تهانيهم في اليوم الأول من العيد في كلمة صوتية للمتحدث الرسمي علي محمود راجي مدتها ٢٦ دقيقة. كما نشروا صوراً من مناطقهم تظهر صلاة العيد وجموع المحتفين. بعد ثلاثة أيام وفي تاريخ ٢٤ أبريل، ظهر منشور ”مشترك“ من الملاحم والأندلس تهنئة بالعيد تضمن فقرتين لا أكثر.

 

”خلافة على منهاج هولاكو“

تحت هاشتاغ #خلافة_على_منهاج_هولاكو ، نشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ملفاً جديداً يتضمن مراسلات من داعش وسط إفريقيا (الكونغو) إلى المركز – إدارة الولايات البعيدة وهو الجهة التنفيذية الأعلى في داعش.

القناة وصفت الملف الذي يتكون من أكثر من ٤٠ صفحة بأنه ”فاضح“. يشرح الحساب أن الملف فيه توثيق ”بالتفصيل الممل ”لكل ما استولى عليه مقاتلو التنظيم عبر عمليات القتال والتهجير والتشليح وقطع الطرق في مناطق وصفها ديوان الإعلام بالنصرانية.“ ولفت الحساب في استغراب شديد كيف أن داعش اختطفوا ”بشراً“ – رجالاً ونساء وأطفالاً – واتخذوهم عبيداً وأدرجوهم ضمن تلك القوائم. 

في أعلى كل قائمة، وثق داعش تاريخ الهجمة ضد قرية أو حافلة فيها بضائع متجهة إلى قرية ما، ثم سردوا الأغراض التي سُرقت: مثل: هواتف مستعملة، شواحن هواتف، بطاقات ذاكرة، ساعات، سماعات، بدلات رياضية للأطفال، أغطية أسرة، جوارب للأطفال، قبعات، صابون، ملابس داخلية، حفاظات، تنانير، ملابس داخلية نسائية، صابون أطفال، بصل (قطعة واحدة) وثوم (٣ كيلوغرامات)، رب البندورة، 

بعض البنود قُدم لها بـ ”كما استحوذنا على بشر.“ وهنا ذُكر عدد المختطفين تحت لفظ ”عبيد.“ 

نقرأ في هذا التقرير مفارقات عجيبة تنم عن انحدار في الأخلاق واستهتار بالحياة. مثلاً، في ٥ يناير ٢٠٢٢، خطط التنظيم لكمين؛إلا أنهم أخفقوا؛ ”فقرر الأخوة اتباع الخطة ب والهجوم على مركز تجاري قريب!“ أسفر هذا الهجوم عن سبي بنات وأولاد ونساء. 

في مرة أخرى بتاريخ ١٤ يناير ٢٠٢٢، خطط التنظيم لكمين آخر بهدف مهاجمة ”مركبات العدو.“ إلا أنهم فشلوا في ذلك، ”وبدلاً من ذلك هاجموا سائق دراجة وسرقوا منه أغراضه التي كان من بينها دواء وكيلو من الأرز البسمتي، وعلب مشروبات غازية، وقميص وتنورتان. 

ويعلق الحساب أن هذا التقارير تُرسل ” بشكل دوري لمكتب ادارة الولايات البعيدة تنفيذا لتوصيات أقرها أمراء التنظيم وعلى رأسهم الهالك أبو سارة العراقي الذي لم يذخر جهدا في إجبار كل الولايات على تمويل نفسها بعد افلاس المركز.“ أبو سارة العراقي أو عبدالرؤوف المهاجر قُتل في غارة للتحالف شمال إدلب في ٢٤ فبراير الماضي. 

 

تناحر داعش والقاعدة  

استمراراً للتناحر بين القاعدة وداعش في إفريقيا، وفي الأسبوع الأخير من رمضان، نشرت مؤسسة الأندلس، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، كلمة صوتية بعنوان ”الخوارج: شر الخلق تحت أديم السماء.“ 

الكلمة ألقاها أبو ياسر الجزائري الذي يُقدّم له على أنه مجاهد في التنظيم. كان ظهر أول مرة في يوليو ٢٠٢٢ في كلمة بعنوان ”أحزان وآمال .. بين يدي ذكرى الإستقلال“، ولاحقاً في سلسلة ”تنوير البصائر – بكفر حكام الجزائر.“ ومن الواضح أنه يشتغل في الإفتاء إذ يستعرض الفتاوى والآراء التي تذهب مذهبه كما في هذا الإصدار الأخير الذي يأتي فيه من الأثر ما يدل على ”خروج“ داعش عن الملة. في المقابل، يعتبر أنه هو ينتمي إلى جماعة بعيدة عن التعصب والتطرف. 

أنصار داعش ردوا بالسب والشتم. ثعالب ميمز وصف الكلمة بأنها ”عويل سبية الساحل؛“ إشارة إلى القاعدة التي يعتبرها ”سبية.“ حساب آخر وصف عناصر التنظيم بأنهم ”بيادق المخابرات.“ وقال: ”على خطى صحوات الشام.. قاعدة المغرب وإفريقية تعتبر أن قتال الدولة الإسلامية أولى من قتال غيرها! علما أن القاعدة لا تقاتل غيرها إلا اضطرارا.“ 

 

فابريكا … روسيا تزور الحاضر    

نُشر في موقع Discord للتواصل الاجتماعي وثائق مسربة من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تقول إن روسيا باتت أكثر فاعلية في تطوير وسائل بث المعلومات المغلوطة في العالم. 

التقرير يشير إلى الشبكة الروسية المتخصصة في التزوير والمعروفة باسم (فابريكا) وتتبع مركز أبحاث الحاسوب الروسي الذي يعمل مباشرة تحت إدارة مكتب الرئيس فلاديمير بوتين. 

ما يحدث هنا هو أن فابريكا طورت أساليب تستطيع من خلالها أن تتحكم بما يراه المستخدمون على الإنترنت من دون أن تتمكن وسائل التواصل التقليدية من تحريها وتحييدها. يُفترض أن فيسبوك وتويتر والتلغرام وغيرها مزودة بآليات تتعرف على الحسابات الزائفة أو ألـ (بوتس BOTs) وتحذفها. 

هذه الحسابات والبوتس تتلاعب بالخوارزميات فتدفع بالمعلومات المغلوطة إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين؛ وتظهر في شريط الأخبار الذي في حساباتنا شئنا أم أبينا وحتى إن أجرينا بحثاً عن موضوع يهم الروس مثل الحرب في أوكرانيا، سنحصل في قائمة البحث -مهما كان محرك البحث المستخدم- على أخبار ومواضيع لا تمثل وجهة النظر الروسية وحسب وإنما تتضمن معلومات مفبركة. وعليه، حتى إن سعى المستخدم إلى التحقق من هذه المعلومات، فعلى الأرجح أن حجم المفبرك في الإنترنت سيكون أكبر من قدرته على التمحيص وتمييز الغث من السمين؛ فتضيع الحقيقة. 


قائمة الحلقات